يبدو ان دعوة السيد مسعود البرزاني لاجتماع الكتل الفائزة في اربيل تاتي في وقتها المناسب وايضا في وقتها المدعوم تماما من قبل الولايات المتحدة الاميركية وقد تكون اتصالات بايدن الاخيرة والمتعددة بالبرزاني أضافة لرسالة الرئيس الامريكي اوباما حوافز قوية للاقدام على هذه الخطوة التي اصبحت جدا جوهرية بعد ان تاخر تشكيل الحكومة العراقية الجديدة بشكل فاق كل التصورات وتجاوز كل الحدود دون استثناء، حتى اضحى موضوع الاشارة الى الدستور موضع استهجان وتندر من غالبية العراقيين قبل غيرهم. الان الامور وضحت والتخندق اصبح اكثر وضوحا بين هذه الكتل واصبح من الممكن التكلم عن أتجاهين رئيسيين بدلا من عدد من الاتجاهات اضافة للاتجاه الثالث والثابت الذي تمثله القائمة الكردستانية.

ومثل هذا التغير الجوهري في المواقف لايعدو تسهيل لمهمة تشكيل الحكومة الجديدة بل قد تكون بعض المفاصل قد دخلت في تناقضات جديدة كان المفروض التصريح بها والمباشرة بحلها قبل عدة اشهر دون هدر للوقت والاشهر و دون لف ودوران كان ومازال يفتقر الى كل أصول اللعبة السياسية، وبالدخول الى بعض التفاصيل المهمة يبدو واضحا ان القائمة العراقية ومعها الدكتور علاوي قد استسلموا للواقع على الارض والذي لم يكن مؤهل لتسلم القائمة زمام امور تشكيل الحكومة الجديدة لذلك فان معركة العراقية القادمة ستكون داخلية من خلال التكالب على المناصب المخصصة لها وحينها ستبرز التناقضات الكبيرة والمتعددة. اما بخصوص التحالف الوطني فان عدم الاتفاق واضحا ولايحتاج الى عناء كبير وان الخلاف سيكون بين دعم المالكي او عبد المهدي وكلاهما يتسلح بداعمين له تجمعهم مفارقة واحدة ان هولاء الداعمين هم من خصوم الامس القريب والمقصود هنا المالكي وداعميه من التيار الصدري وعبد المهدي وداعميه من القائمة العراقية، والاخيرة تحاول على تلعب على حبال الاختلاف في التحالف لجني اكثر مكتسبات ممكنة، مع حقيقة ثابته ان المالكي هو صاحب اكثر الاصوات الشخصية على مستوى العراق وهذا مبرر قوي يسجل لجانبه في هذا الاتجاه.


من الواضح ان التناقضات والتشعبات ستكون كبيرة ومتعددة على طاولة اربيل، لكن يجب ان يفهم الجالسين حول هذه الطاولة ان هناك ضرورات سياسية ودستورية واجتماعية في العراق يجب ان تحسم كما يجب ان يعود quot; صولجان quot; الدستور الى مكانه الصحيح بعد ان حرف من قبل كل القوائم الفائزة دون استثناء و بشكل مثير للريبة والحزن عند غالبية العراقيين الذين خرجوا للتصويت وللمشاركة الجوهرية في بناء عراق دستوري وديمقراطي جديد. لذلك فان الخروج باتفاق واضح لتشكيل الحكومة اصبح ضرورة كبيرة لاتقبل التاجيل والتسويف او تحريف الدستور وادخالة مرحلة الخدر غير الشرعي كما حدث طيلة السبعة الاشهر الماضية.

وهذه الضرورة يجب ان تكون عراقية بحته لاتستمد ذيولها من الدور الاقليمي او دول الجوار فان ابن المشرح والكحلاء وابن العشار والتنومه وابن سوق الشيوخ والكرمة والفلوجة والخالص والشطرة وعانه وكل مدن العراق الاخرى هم من أنتخب هولاء واجلسهم على طاولة اربيل وغيرها من طاولات السياسة او غيرها من الطاولات الاخرى !! وليس ابناء دمشق والرياض وطهران والقاهرة وانقره وعمان والكويت، هذا ان حدث عيب مشين بحق العراقيين وايضا غدر كبير للملايين التي تحدت الارهاب وخرجت للتصويت ولتثبيت أسس العراق الجديد. كما يجب ان يعي جميع المجتمعين على طاولة اربيل ان عدم الخروج بنتيجة واضحة وصريحة لتشكيل حكومة جديدة سيكون له عواقب وخيمة حتى وان بدت الامور هادئة ووديعة ومسيطر عليها في الشارع العراقي... لاتثقوا بهذه الاشارات الخادعة لكل حكام العراق على مدى كل العصور لان العراقيين لايقطرون غضبهم بالاقساط بل يجمعونه ويتراكم عندهم لينفجر مرة واحدة وقد تكون هذه الميزة على المستوى الاجتماعي غير صحيحة لكنها على مستوى التعامل مع الحكام يبدو انها العلاج الانسب والاكثر تاثير والاقوى صدمة. فما عليكم اما استثمار طاولة اربيل والاتفاق او أعادة الانتخابات او ترقب انفجار الغضب الشعبي العراقي.وهنا تكون خطورة طاولة اربيل.

[email protected]