النداء المتسم بروح الحرص و المسٶولية العالية في إلتزام قضايا المسلمين و العروبة والذي وجهه خادم الحرمين الشريفين لقادة العراق لعقد لقاء في العاصمة السعودية الرياض عقب موسم الحج تحت مظلة الجامعة العربية، تجسد المصداقية المميزة للدور الکبير الذي لعبته و تلعبه المملکة العربية السعودية ازاء القضايا الاسلامية و العربية و هي تعکس نهجا خاصا تمسکت و تتمسك به وطن الرسالة المحمدية و العروبة الاصيلة قبال الامتين الاسلامية و العربية.

النداء الذي وجهه خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك عبدالله بن عبدالعزيز بعد کل ذلك التأخير الذي رافق و يرافق تشکيل الحکومة العراقية، يٶکد للعالم أجمع نقاء و حرص و مصداقية الدور الإيجابي الذي تلعبه المملکة العربية السعودية بالنسبة للوضع في العراق وهو في نفس الوقت إمتداد طبيعي لذات الدور الذي إلتزمته و تتلزمه دولة مهبط الوحي و الرسالة المحمدية ازاء مختلف الازمات و المشاکل التي تعصف بالعالمين العربي و الاسلامي، ومثلما رأينا بالامس القريب دورا إيجابيا مشهودا له من الخصوم قبل الاشقاء و الاصدقاء لعبته المملکة المبارکة بخصوص الازمة في لبنان، وازاء قضايا أخرى کثيرة لامجال لحصرها او عدها في هذا المجال الضيق، فإن هذه المبادرة المبارکة و البالغة الايجابية التي طرحها خادم الحرمين الشريفين تعکس عمق إلتزام و حرص المملکة بالقضية العراقية و جديتها الاستثنائيتين في السعي الصادق و النبيل من أجل إيجاد حل و مخرج مناسب للأزمة السياسية التي تعصف بعملية تشکيل الحکومة العراقية، خصوصا وان المملکة العربية السعودية و إنطلاقا من موقفها المبدئي الثابت و الواضح من المشهد العراقي، قد وقفت و تقف دوما على مساحة واحدة من کل الاطراف و الفئات العراقية من دون أدنى فرق او تمييز، وهو أمر تقر به کافة الاطراف و الاطياف العراقية بدون إستثناء، وان مبادرة خادم الحرمين الشريفين بنائا و استنادا على هذه الحقيقة، تجسد أملا کبيرا وضائا للخروج من الازمة السياسية في العراق و تشکيل الحکومة العراقية الجديدة بعون الله و مشيئته تعالى.

ان مبادرة العاهل السعودي التي تطرح في وقت يمر العراق باوضاع معقدة و بالغة الصعوبة و تکثر فيه المخاوف و التکهنات بشأن المستقبلين القريب و البعيد لهذا القطر الشقيق، تمثل موقفا مشرفا يمثل الاخلاق العربية و الاسلامية بأنصع صوره و أصدق معانيه وهو بمثابة طوق نجاة للأشقاء العراقيين من الدوامة المخيفة التي باتت تلف و تدور بهم من دون نهاية وان المملكة التي کان و سيبقى لها دورا إيجابيا مميزا و نظيفا و مخلصا من العراق و القضية العراقية تمثل الحکم و الفيصل الاجدر و الانسب و الاخلص لحسم قضية تشکيل الحکومة العراقية و إخراجها من عنق الازمة.

اننا کمرجعية اسلامية للشيعة العرب، و إنطلاقا من موقعنا و حجم المسٶولية الملقاة على عاتقنا، نٶيد و بقوة هذه المبادرة الکريمة و ندعو و بقوة کافة الاطراف العراقية للإرتقاء بمستوى إحساسها بالمسٶولية و تلبية هذه الدعوة الرشيدة المفعمة بالحرص و الاخلاص واننا نجدها المخرج الافضل و الاحسن للخروج بالازمة العراقية الى عتبة الحل الامثل للجميع بعيدا عن التأثيرات و التجاذبات و الاملائات الاقليمية و الدولية المضادة و المناقضة لمصلحة و أمن الشعب العراقي، ونجد من صميم واجبنا حث القادة العراقيين على عدم تفويت هذه الفرصة الکبيرة و المميزة وإستغلالها خدمة لمصلحة و أمن العراق و شعبه.

*المرجع السياسي للشيعة العرب.