ما تعاني منه الولايات المتحدة الأميركية من تهديدات إرهابية متواصلة على طائراتها، والآن دخل موضوع شحن الطرود المفخخة ضمن جرائم الإرهاب.. أمام هذا الوضع المأزوم والمتعب والمكلف ماليا.. لابد من البحث عن طرق لمحاصرة خطر الإرهاب وتقليل خطره ليس بواسطة عمليات تفتيش الأمنية فقط، وانما عبر إيجاد وسائل أخرى وقائية.

سبق وان طرحت هذه الفكرة الوقائية لتقليل خطر الإرهاب، والآن أكررها مرة أخرى بمناسبة أكتشاف شحن الطرود المفخخة الى أميركا، فكرتي هي : يجب تخصيص طائرات خاصة بالمسلمين فقط الذين يريدون السفر الى أميركا وكذلك تشحن الطرود المرسلة من الدول الأسلامية معهم، حيث يتم تخصيص مطارات بعض الدول العربية والأسلامية ويتجمع فيها كافة المسلمين الذين يريدون السفر الى أميركا، من ضمنهم الحاصلين على الجنسية الأميركية، وفي مراكز السفر هذه يتم تفتيشهم بأشراف الأجهزة الامنية الأميركية، وتنطلق الطائرات تحمل المسلمين حصرا، وليس مهما اذا ما حصل تأخير في مواعيد السفر، أو تحمل المسافر تكاليف مضاعفة، فالهدف النبيل لهذه العملية يستحق هذه التضحيات.

أهمية هذا الأسلوب الوقائي في محاربة الإرهاب تكمن في أن في حال كون جميع المسافرين من المسلمين داخل الطائرة.. سنضمن - على الأكثر - ان الإرهابي لأسباب دينية سوف لن يفجر الطائرة في الجو، وسوف لن ترسل الطرود المفخخة وتيم تفجيرها بالركاب اذا كانوا جميعهم مسلمين.

ولكن لابد من الأنتباه الى أن هذه الوسيلة ليست مضمونة لمنع الإرهاب على الطائرات، اذ لدى التنظيمات الأسلامية مفهوم تبريري للتنفيذ جرائح القتل يسمى مفهوم (( الترس )) الذي يعني في حال وقف الناس الأبرياء من المسلمين حاجزا بوجه تنفيذ بعض الجرائم.. يصبح دينيا مباح قتل المسلمين الأبرياء لغرض تنيفذ تلك الجرائم، وايضا يطبق هذا المفهوم في القتل الجماعي للناس مثلما يجري في العراق حيث تتم جرائم الإرهاب ضد المدنيين بشكل عشوائي من اجل تحقيق هدف سياسي.

ربما من فوائد تخصيص طائرات خاصة للمسلمين، ستشكل ضغطا نفسيا واعلاميا على الجماعات الإرهابية من قبل المسلمين الذين سيندفع الكثيرون منهم الى ادانة الإرهاب والتعاون مع الأجهزة الأمنية لمحاربته.

النظرة الواقعية للإرهاب.. تقول ان بشاعاته وجرائمه سوف تستمر دون ان تتمكن جهة او دولة من القضاء عليه.. وذلك بسبب استناد الإرهابيين الى نصوص متجذرة في الدين، فالقرآن والسنة بأمكان كل طرف تأويل نصوصها وتوظيفها لتحقيق أهدافه، ولاتوجد سلطة دينية عليا لحسم الأختلاف في التفسير والتأويل، وهذه المشكلة موجودة في جميع الأديان ايضا.

[email protected]