أصدرت شرطة محافظة ديالى تعليمات بشأن منع رفع العلم الكوردي في بعض المناطق من المحافظة، ما أثار ردود افعال المواطنين هناك خصوصا في قضاء خانقين الكوردية وكرد على هذا القرار الذي يبدو غريبا و غير مبررا في الوقت الحالي بنظر الكثيرين، قام أهالي هذه المدينة بحملة لتزيين الشوارع والمباني بالعلم الكوردي كتعبير عن سخطهم وغضبهم للقرار، ليس هذا فحسب بل نظمت مسيرات وتجمعات جماهيرية في العديد من المناطق الاخرى تنديدا واستنكارا لهذا القرار.

لا نعرف السبب وراء اصدار تعلميات او قرار كهذا بالتحديد، لكن يبدو ان هناك خلافات أو توترات بين السياسيين او بين الحكومة المحلية في هذه المحافظة والقيادة الكوردية في المنطقة ما افرزت هذه التعليمات أو قد يكون هناك استياء من قبل بعض الحساسين تجاه حقوق الشعب الكوردي من كثرة وجود هذا العلم الذي يعد الهوية الوطنية ورمز لوجود امة كبيرة على المباني والمؤسسات والشوارع. فلأن كل مواطن كوردي يفتخر به سواء في محافظات الاقليم او المناطق المتنازع عليها من البديهي ان يقوم برفعه على بيته وفي مكان عمله، ولا اعتقد ان هناك سلطة تستطيع منعه من هذا وأن اي محاولة بهذا الاتجاه هي كمنعه من ذكر قوميته او التكلم بلغته الام، وهذا ما يذكرنا بسياسة النظام الدكتاتوري البائد التي كانت تسمى (تصحيح القومية) والتي كانت تجبر المواطنين الكورد من كركوك ومناطق كردية اخرى اما ان يتنازل عن قوميته الى العربية وينكر كرديته او يترك ارض اجداده ويرحل في اطار سياسة التطهير العرقي والتعريب التي كانت يمارسها النظام آنذاك.

كثيرا ما تثار المخاوف من رفع العلم الكوردي في بعض الانحاء من البلاد، ويقال ان رفعه انما يرمز لطموحات الكورد الانفصالية والتوسعية! أو أن وجود علمين في دولة واحدة غير منطقي أو ليس جائزا ناهيا وناسيا الدول الفيدرالية في العالم التي يتمتع فيها كل اقليم بعلمها الخاص!، هذه الاقاويل انما هي محاولات لتشويه نوايا الشعب الكوردي المتمسك بعراقيته الى جانب كرديته من جهة واثارة القوميين الشوفينين داخل العملية السياسية في العراق للوقوف موقفا اكثر عداءا ورافضا تجاه الكرد، كما تدخل ضمن حملة الاتهامات التي يتهم بها الشعب الكوردي منذ عقود من الزمن بميوله الانفصالية أو تبعيته وعمالته لدول اخرى!

ان علم كردستان هو علم امة وليست لدولة، كما انه ليس علم النخبة السياسية من الكورد فقط بل انه علم الملايين، فاذا كان هناك خلافات او وجهات نظر متباينة بين المسؤولين الكورد واي طرف سياسي أو تنفيذي ادت الى بروز تشنجات او توترات بينهم، فهذا لا يعطي لاية جهة الحق بمنع رفع العلم الكوردي في مناطق هويتها القومية معروفة سلفا، واذا كانت هناك اسباب اخرى لهذا المنع قد تكون منطقية، فهناك طرق اخرى للحد من رفع هذا العلم وليس باصدار تعليمات يعرف الجميع بان لا احد يلتزم بها لانها تمس المشاعر القومية لدى الكثيرين وقد يؤدي الى تفاقم المشاكل التي ضاق العراقيين ذرعا منها.


كاروان علي
كاتب وصحفي كوردي