منذ فترة تتواتر تقارير خبرية مختلفة عن ما يسمىquot;تعرض الشعب الترکماني لحرب شرسةquot;، وهي تقارير تزامن تواترها مع بروز الدور الترکي على صعيد المنطقة، و التراجع النسبي للدور الايراني و الحرب التي يشنها الطرفان ضد حزب العمال الکوردستاني، من جهة، و ظهور تشدد کوردي ملحوظ فيما يتعلق بالعلاقة مع بغداد وصلت الى حد الحديث عن الدولة الکوردية المستقلة، من جهة أخرى.

تلك الحرب التي تسعى الجبهة الترکمانية لإبرازها و إعطائها زخما إعلاميا استثنائيا، و التي شملت تفجير مقرين للجبهة الترکمانية في کرکوك يوم الاثنين المنصرم 17/10/2011، وقبل ذلك تم إستهداف دار رئيس الجبهة الترکمانية ثم الاطباء العاملين في المستشفى الخيري التابع للجبهة الترکمانية بالمدينة نفسها کما صرح بذلك ارشد الصالحي رئيس الجبهة الترکمانية و الذي أکد في تصريحه أzwnj;يضا:(هذا الاعتداء خير دليل لاستهداف المکون الترکماني و من يمثله في الجبهة الترکمانية)، لکنهquot;أي السيد الصالحيquot;، لم ينس أن يلمح الى انه(لاقيمة لاستنکار الاعتدائات التي تقع علينا(..) فالحکومة عاجزة و مجلس النواب عاجز امام حماية المکون الترکماني)، ولأجل ذلك أوضح المطلب الاساسي بالقول:(لدينا عدة خيارات ومنها المطالبة بمساعدة دولية لحماية الشعب الترکماني)، وهنا يتوضح الهدف الاهم الذي تنشده الجبهة الترکمانية وطالما طالبت به و أکدت عليه لکنها لم تفلح في ذلك لسبب بسيط و واضح وهو أنه ليس هنالك من خطر يتهدد المکون الترکماني.

تلك التفجيرات او بالاحرى تلك الاعمال الارهابية الطارئة و التي تسجل کلها ضد مجهول و لاتحدد او تتهم جهة بالقيام بها، لايبدو أن الکورد الطرف الذي ستحوم حوله الشکوك، يجنون أية فائدة تذکر من وراء ذلك وانما على العکس تماما فإنهم الطرف الاکثر تضررا فهم لايريدون بأي شکل من الاشکال أن تتعکر الاجواء في المدينة و لايحدث فيها أي إحقان عرقي او حتى طائفي و ديني، وهو أمر لاحظته و تقر به معظم القوى و الاطراف السياسية العراقية، ويبدو ان سيناريو(قبرص)، تفکر ترکيا أردوغان بإعادته في العراق بذريعة حماية الترکمان و عبر مظلة دولية مزعومة قد لاتنجح ترکيا أبدا بالحصول عليه في ظل الاوضاع الدولية الحالية المعقدة و الصعبة.

ترکيا، التي يدعي رئيس وزرائها السيد رجب طيب اردوغان بأنه يحمل لواء حماية و تإييد الربيع العربي، يريد بحد ذاته إقامة دويلة ترکية مشابهة لتلك التي أقامها في قبرص، متناسيا بأن ظروف عقد السبعينيات من الالفية المنصرمة هي غير الظروف الدولية الحالية، وان مساعيه هذه هي بالاساس موجهة لتحديد المد السياسي الکوردي و القضاء على حزب العمال الکوردستاني، من دون أن يکلف السيد أردوغان نفسه عناء البحث في حل سلمي و واقعي للمشکلة الکوردية في ترکيا.

تفجيرات کرکوك ضد الترکمان، ليس هنالك من أية جهة مستفيدة منها سوى الجبهة الترکمانية نفسها و ترکيا من خلفها، و ستثبت الايام ذلك وان التأريخ لن يرحم اولئك الذين يريدون تحريف و تزييف الحقائق و الوقائع من أجل تنفيذ أهداف و أجندة أقل مايقال عنها أنها أکثر من مشبوهة!