quot;وأما الشك في قدرة النظام أو أجزاء منه على ذلك فمشروع تماماً. وأما المعارضة ممثلة بـ laquo;المجلس الوطني السوريraquo;.. فلا يُعوّل عليها كي تلتقط laquo;الضرورةraquo;، ضرورة إنضاج تسوية فعلية تستند إلى الحصول على أعلى مقدار من التغيير بناء على مأزق النظام.... والمجلس الوليد والمفبرك من كل وادٍ عصا، يحرِّض العرب على تجميد عضوية سورية في الجامعة العربية وعلى الاعتراف به ممثلاً للشعب السوري! لعل المراهنة التكتيكية الوحيدة التي يحق للنظام في سورية الحلم بها تستند إلى غباء هؤلاء القوم، إذ سيتحملون وزر إفشال الخطة العربية، ويمنحون خصمهم كل المبررات ليمعن في القمع. يا للبؤس!quot; حل أم لا حل؟ الأحد، 06 نوفمبر 2011- نهلة الشهال جريدة الحياة.

هذا المقال الذي تناقش فيه باحثتنا اللبنانية الكريمة، الوضع السوري من زاوية المبادرة العربية، فيه ما يدعو فعلا لرؤية حجم التواطؤ على شعبنا، حتى اصحاب مشاريع الاصلاح العربي، يرون المسألة بالقول العاميquot; يعني شو صاير عليكون قتل النظام ألوف من الشعب السوري وخرب مدن ونهبها، واعتقل عشرات الألوف، اعطوه فرصة تانيةquot; وكل ما قيل في المقال هذا ومن قبله في كافة مقالات الباحثة التي اتابعها جيدا حول الشأن السوري يختصر ممانعة بهذا الكلام العامي، وما تبقى كله تفاصيل واحجيات مثقفاتية لاقيمة ولازن لها لامعرفي ولا واقعي، ولا يمت للحقيقية بصلة، تستند الكاتبة فيما تستند على إدانة السوريين، أنهم لايتحدثون عن الطائفية والطوائف بأسماءها كالاشقاء في لبنان، وتسرد حادثتي قتل طائفي، لكي تدين الشعب السوري وتعطي مبررا أخلاقيا ربما لنفسها وربما لسياقاتها الايديولوجية التي تقف صفا منيعا مع نظام الأسد، وتنظر علينا كسوريين، وتصف المعارضة السورية وخاصة المجلس الوطني [انهم أغبياء] تصرخ مستنجدة بالعالم لكي ينقذوا النظامquot; يالبؤس هكذا معارضة، وهي التي حتى الامس القريب كانت تعتبر نفسها قبل الثورة تقف على نفس ارضية الدكتور برهان غليون الفكرية والسياسية، ويمكن للمرء أن يعود لكتابتها ونشاطاتها المتنوعة.

اصبح الدكتور برهان غليون بائس ونكرة!! فقط لأنه وقف مع شعبنا الذي يذبح على مرآى العالم، وهي تعرف أكثر من غيرها ما الذي يجري وجرى حقيقة على الارض في سورية، وتعرف طبيعة النظام ربما أكثر بكثير من السوريين، لسان حالها في النهاية يقولquot; إياكم أن تسقطوا النظام، لأنه ستصبحون كالعراق، يجب أن تعطونه مكافأة على هذا القتل والخراب بأن تتحاوروا معهquot; إذا انتصر علينا عسكريا وبفضل مثقفين كنهلة الشهال، ربما نصمت وربما نموت، لكن ابدا دماء شبابنا وحياتنا التي ضاعت في المعتقلات والسجون، لن نقول من أجلها شيئا يخالف الحقيقة، إنه نظام مجرم وكل من يدافع عنه مثله. العالم كله يعرف أنه منذ نهاية احداث الثمانينيات في سورية، ولم تقف المعارضة السورية يوما واحد، عن طرح المبادرات من أجل الحوار وقيام عقد اجتماعي جديد في سورية، فعن أي حوار تتحدثين يا سيدتي؟ هنالك كثر ممن ينتمون ايدلوجيا لمدرستك الاصلاحية في المعارضة السورية ويدعون للحوار أسألي نفسك ماذا فعل ويفعل الظام معهم؟ فمنذ 1980 والمعارضة تطرح الاصلاح وتطالب بالحوار الوطني والنظام يسير بسورية منذ ذلك التاريخ من سيئ إلى أسوأ، من تدمير مدن إلى ألوف المفقودين مرورا بتوريث مسرحي لم يشهد العالم الجمهوري مثله، ولن يشهد مثله، وصولا إلى هذا القتل اليومي لشبابنا وكل جريمتهم أنهم طالبوا بحريتهم وكرامتهم. لا أعرف كيف يمكن لمثقف عربي أن يثق بنظام أتى على جماجم السوريين، ويقتل شعبه بحسم وتصميم؟

البؤس الأكثر لاعقلانية في هذه المقالة، هو إدعاء الموضوعية والحياد المستند على هواجس الحرب الاهلية، وكأنني المس عند بعض الاشقاء اللبنانيين من الممانعين توق كبير لكي تدخل سورية حربا أهلية، وهذا التوق يأتي عبر ترديدهم المستمر للخوف من النموذج العراقي من جهة ودفاعهم الموضوعي!! وغير الموضوعي عن آلة القتل هذه.

أنا اتفهم جيدا لكائن من كان أن ينقد المعارضة، ولكن أن يسمها بالغباء لأنها ترفض الحوار مع القاتل ودون أن تصفه بذلك، فهذا برأيي هو منتهى البؤس، وكنت كما أذكر دخلت بحوار منذ سنوات مع معارض سوري، طرح ولايزال يطرح الحوار مع النظام، قلت له بالحرفquot; يجب القول أننا نريد الحوار مع نظام فاسد، وقمعي حرصا على مستقبل سوريةquot; والآن وبعد سنوات النظام اصبحت يداه موغلة حتى الكتفين في دم شبابنا السوري لهذا قولوا لناquot; نحن نريد الحوار مع نظام فاسد وقمعي وقاتل، ولأن الدماء السورية السلمية بثورتها لن تستطيع إسقاطه، وخوفا من تدخل امبرياليquot; ربما نفكر بعدها بأن دعوتكم للحوار صادقة!! أما أن تركزوا دوما على أن من يرفض الحوار هو إما مأجور أو عميل أو غبي بؤسا على طريقة نهال الشهال، في الحقيقة يصبح لدعوتكم هذه تقييما واحداquot; غباء الثقافة والسياسة وتجارة الدمquot; وأنا سأفكر بما تقوله نهلة الشهال إذا وافق نظامها السوري على قبولها كمراقبة عربية على ما يجري في سورية لأنني لاأزال أراهن على ضميرها المهني! وان تكون ضمن مراقبين لحماية المدنيين في تظاهراتهم السلمية.

الشعب السوري كان ينقصه بعض الاشقاء في لبنان، لا اتحدث ميشيل عون ووئام وهاب، بل اتحدث عمن يعتبرون أنفسهم رواد الفكر والاصلاح العربي كنهلة الشهال...!فيا لبؤس هكذا ريادة.

ياسيدتي المجلس الوطني قدم شهداء كمشعل التمو وفيه معتقلين كانوا في السجون من أجل حرية سورية، عندما كنت تتنقلين بين العواصم العربية بعد سقوط السوفييت بوصفك داعية للاصلاح!!
وأشكر وضوحك في الوقوف مع القاتل...بدون بؤس!!