تعرت علياء المهدي بإرادتها فأصبحت حكايتها بين ليلة وضحاها حديث الشارع العربي من المحيط إلى الخليج، وأصبحت حديث وسائل الإعلام في كل البلاد الناطقة بالعربية!!! ثم تعرت غادة كمال في وسط ميدان التحرير ولكن هذه المرة لم يكن بإرادتها، فقد قام جنود الجيش المصري بتعريتها الحدث الذي تناقلته وسائل الإعلام في كل الدنيا باشمئزاز واستنكار لما قام به الجنود المصريون، وكان تعليق هيلاري كلينتون أنه من العار أن يتم تعرية النساء، ونسيت السيدة هيلاري أن العار الحقيقي علي بلدها هي صفقة بلادها مع الجيش والتيار الإسلامي لتسليم مصر للإسلاميين الأمر الذي سوف يؤدي لخسارتها هي وأوباما مناصبهم في الانتخابات السنة القادمة بعد بدأ الجمهوريون في فضح هذه الصفقة.
الشئ الملفت للنظر هو رد فعل التيار الإسلامي بجناحيه ألإخواني والسلفي حول حادثة تعري quot;علياء quot;وحادثة تعري quot;غادةquot;، فعندما تعرت علياء هاج وماج التيار الإسلامي واصفا إياها بأبشع الألفاظ وأحقرها، مستغلين ما قامت به بضرب التيار الليبرالي كله وتشويه صورته أمام الرأي العام المصري، متناسيين أنهم هم صناع الحادثة فالتيار الإسلامي المتزمت والمتطرف ينتج علمانية متطرفة، وعندما عٌريت الفتاة المسكينة quot;غادةquot; بدون أردتها ظهر الوجه الحقيقي لهذا التيار الديني ففي الأول ألتزم الصمت وكأن quot;غادةquot; ليست بمسلمة ولا مصرية ولا يعنيهم الأمر في شئ!!!، ثم ما أن هاج الليبراليين حتي قام التيار الديني بالرد ليظهر قبح هذا التيار في أبشع صوره، وأتفق مع من يقول أن التيار الديني هو الجناح السياسي للمجلس العسكري!!! وان ردهم كان بتعليمات من المجلس نفسه!!!، والثمن هو تسليم السلطة لهم ومن أجل السلطة لا شئ يهم حتي لو كان ذلك شرف المصريات والمسلمات !!!!.

لقد هب التيار الإسلامي بالهجوم عليquot;غادةquot; والتبرئ منها واستنكار أنها تنتمي لهم سواء إخوان أو سلفيين، لقد برؤوا الآثمة وذنبوا البرئ، القوا التهم عليها ووصفوها بالمتمردة والمتآمرة ( مزقوقة) وأن هدفها وهدف زملائها هو تعطيل التحول الديمقراطي وتعطيل تسليم السلطة للمدنيين!!!. لم يتكلم واحد منهم عن الحرام والحلال كما فعلوا مع quot;علياءquot; لم يتكلموا عن عرض المسلمات ولم يتكلموا عن الشرف ولا العفة ولا الطهارة التي انتهكت أمام الملايين من البشر، بل تمادوا في وصف شباب التحرير بأبشع التهم كتلك التي كان يتهم بها نظام مبارك أطهر شباب مصر، بل أنهم أفتوا بأن الضحايا ليسوا شهداء وتنكروا لدماء شهداء التحرير، تلك الدماء الطاهرة التي لولاها لظلوا في جحورهم وسجونهم مرتديين الطٌرح التي ألبسها لهم نظام مبارك.

ما بين الحادثتين يظهر كذب هؤلاء ويظهر معه هدفهم الخبيث ويتأكد الشعب المصري كله من كذب هؤلاء ونفاقهم للسلطة وتضحيتهم بكل مبادئ الدين بل وتخليهم عن كل القيم والمبادئ الإنسانية في سبيل حصولهم علي السلطة!!، شعرت بالعار اليوم عندما سألتني زميلتي في العمل عن quot;غادةquot; وهي تصف لباقي الزملاء ما رأته علي شاشة التلفزيون، وشعرت بالعار أكثر وأنا أخبرهم أن من حصلوا علي غالبية أصوات المصريين هاجموها بل واعتبروا الجنود أبطال يؤدون واجبهم لحفظ أمن البلاد بتعرية الفتيات وضربهن وسحلهن في الميادين، حزنت وأنا اصف هؤلاء بأنهم مصريين!!!

ولكني في وسط هذا الموقف المؤلم لم أجد ما أقوله غير قصة الشاب البطل quot;إيهاب حنا أشعياءquot;، الذي قام بإلقاء نفسه وسط الذئاب التي كانت تنهش في لحم quot;غادةquot; ليدافع عنها بجسده وكيف تحول بعد ثواني معدودة لجثة هامدة بجوارها من شدة الضرب الذي تعرض له، فإيهاب المصري المسيحي يدافع عن فتاة مسلمة ويعرض حياته للخطر بينما التيار الإسلامي يهاجمها ويساند من عروها ومن سحلوها!!

لقد ذكرني إيهاب بمصر الجميلة قبل أن يخرج علينا جماعة طز في مصر وقبل أن يرفع السلفيون أعلام دولة غريبة في شوارع وميادين مصر.

الشعب المصري شعب ذكي ولماح وأستطاع كشف هؤلاء سريعا وأسعدني قيام شباب بورسعيد بمظاهرة أمام مقر حزب الحرية والعدالة ويهتفون quot; الخونة أهمquot;، أنني أتمني أن تكون حادثة quot;غادةquot; نقطة تحول في انتخابات المرحلة الثالثة بعد أن انكشف مرددين الشعارات الدينية والمتمسحين والمختبئين تحت عباءة الدين والدين منهم براء. فهل يفيق المصريون قبل فوات الأوان أم عليهم أن يتجرعوا الكأس كله هذا ما ستفسر عنه الأيام القليلة القادمة......