قرأت الخبر المنشور في إيلاف والذي مفاده بأن الكنيسة في السويد فقدت وظيفتها الدينية تقريبًا مع تجّذر العلمانية للزميل صلاح أحمد..
والذي لم يعدو كونه خبرا منقولا بلا إبداء أي رأي شخصي حول لماذا فقدت الكنيسة هذه الوظيفة وفيما إذا كان الشعب السويدي فقد الجانب الإنساني في حياتة من خلال فقده للدين.. وهل تقدّم الحضارة الإنسانية يرتبط بالتدين الزائد والتعصّب الديني؟

راعني التعليقات التي وردت على هذا الخبر.. والتي لم تقرأ من الخبر إلا السطحي منه.. وتغاضت كليا عن أهم مافيه.. وهو قول القس..
quot;quot;سفين يوركبورغ، الذي يرعى أبرشيات ريفية عدة في جنوب غرب استكهولم، إن نتائج المسح laquo;متوقعة بالنظر الى التيارات العلمانية التي ظلت تعمل على مدى سنوات طويلة لتغيير التركيبة الدينية في المجتمع السويدي. وهذا بحيث إن الكنيسة صارت لا تشترط أن يكون الإنسان مؤمنًا ليتمتع بعضويتهاraquo;.
ويضيف يوركبورغ قوله إن تمسك السويديين بالكنيسة لا يعني تمسكهم بما ظلت تمثله أصلاً وهو كونها المؤسسة laquo;الدينيةraquo;. وقال إنهم يدعمونها بسبب جهودها الكبيرة لإعلاء القيم الوطنية السامية ومساعدتها الفقراء والعجزة والمرضى وكبار السن.quot;quot;

بمعنى تقلص دور الكنيسه الديني لا يعني فقد الأسس الإنسانية التي روّجت لها الكنيسة سابقا وحتى الآن.. بما يعني بأن التديّن إنتقل من الصلاة والعبادات إلى القيمة الكبرى والأساسية المفروض وجودها في كل الأديان.. وهي قيم التعايش والتسامح والحياة الكريمة التي تعمل السويد على ضمانها لكل مواطنيها بغض النظر عن ديانتهم وعن لونهم أو جنسهم.. وضمان حرية العبادة أم عدمها..وهي قيم الديمقراطية الغربية والدليل على ذلك إفتتاح مسجدين يتسعان لأكثر من 25 ألف مصلي في فرنسا مع بداية شهر رمضان.. وهو الدليل الدامغ على قيم الديمقراطية المتجذّرة في الفكر الغربي سواء في السويد أو في أي من دول اوروبا الغربية..

أما تعليق السيدة الإماراتية الذي لم أفهم منه إلا إفتخار أعمى لبلد برغم تقدّمه البنياني إلا أن إفتقادة للبنية التحتية للتقدم الإنساني في معاملته للخادمات الآسيويات.. والتلاعب بدرجات الحرارة وإبقائها عند الحد المسموح به دوليا لإبقاء العمال يعملون في شمس حارقة.. وحرمانهم من الحد الأدنى من المعاملة الإنسانية إضافة إلى حرمانهم من أي حقوق للعمالة ومنع رواتبهم وإعادتهم إلى بلدانهم فيما لو أبدوا أي إحتجاج على ظروفهم المعيشية. وهي المعاملة المتبعه في معظم الدول العربية.. هي مما لا شك فية وصمة عار ليس على البلدان التي تعمل بها بقدر ما هي وصمة عار على الدين نفسه.

التعليق الآخر الذي لفت إنتباهي..
هذا بركات الصليب
سالم - GMT 7:15:11 2011 الثلائاء 2 أغسطس
الناس بالفطرة إذكياء فما بالك بمفهوم دين يعتمد على طقوس وثنية و صلبان روح شوف أول ما يدخل الصليبي الكنيسة يركع لصنم عمل بيد إنسان أما يقولون هو المسيح أو العذراء مريم و كليهما براء من هذا العمل.النصارى العرب لما دخلوا دين الصليب الروماني إنتهى عدهم بالدين فهم بذلك يتساوون مع صليبي الغرب الذين تركوا دخول الكنيسة آلا لسماع موسيقى الاوبرا أو قلة للزواج و هذه الايام أيضا تركوا الزواج و أنتهوا الى العيش بين الشاب و الشابة بدون زواج.أقول لبقية مسيحي الشرق ألحقوا أنفسكم بتغيير مذهبكم الى دين المسيح عليه السلام و ليس الدين الصليبي الروماني،، أو دخولكم الاسلام كما يفعل معظم الغربيين و القبطييون الشرقيين.أنتهت الاشتراكية و الشيوعية و في طور إنتهاء المسيحية الرومانية و يبقى الاسلام يضئ الطريق للذين طريقهم مظلم.وكل عام و أنتم بخير.

أود أن ألفت نظر الأستاذ سالم بأن إحترام الأديان و عدم الإستهزاء بعقيدة الاخر المفروض أنها من أهم قيم الدين الإسلامي نفسه.. وأن ثقافة مسيحيي الشرق العربية الإسلامية أقوى بكثير من إرتباطهم الديني بالغرب أما هروبهم إلى الدول الغربية فهو نتيجة إنعدام المساواة في مواطنة حقة تحمي حقوقهم أسوة ببقية المواطنين المسلمين.. ولكني أود أن أذكّره أيضا بأن طقوس الحج كلها مستقاة من طقوس الحج ما قبل الإسلام.. أي طقوس الوثنية الجاهلية.. الفرق الوحيد هم انهم كانوا يقومون بأداء مناسك الحج عرايا حتى لا يطوفون بملابس قد يكونوا إقترفوا آثام بها.. مما يعني بان الأديان أيضا أخذت من بعضها البعض بما يتناسب مع القيم الأساسية لها وهو تنظيم المجتمعات لما فية خير الإنسان..
أما القول بأن الإسلام هو الدين الوحيد المضيء للطريق المظلم الذي يسير به الغرب.. فهو رأي شخصي متشدد.. يخيف الغرب ويخيف العديد من المسلمين أنفسهم ليس من الدين أو إنتشاره ولكن من صور التخلف الإنساني في معاملة الآخر.. ومن صور الإرهاب حتى اللفظي منه الذي يريد أن يفرض نفسه وفكره عليهم حتى في بلادهم.. كما في الخبر الذي قرأته قبل أشهر معدودة عن نية أصوليين متطرفين، بزعامة شخص يلقب نفسه laquo;أبو أسد اللهraquo;، بزعامة شخص يلقب نفسه laquo;أبو أسد اللهraquo;.. وقيادة المحامي انجم تشودري، أمين حركتي laquo;المهاجرونraquo; وlaquo;الغرباءraquo; السابق في بريطانيا.. العمل على تطبيق الشريعة الإسلامية في مناطق تكثر فيها أغلبية مسلمة في بريطانيا.. وأن جماعة quot;مسلمون ضد الحروب الصليبيةquot; المتطرفة ستعمل على إنشاء ثلاث ولايات إسلامية مستقلة داخل بريطانيا إضافة إلى إدّعاء الداعية عمر بكري فستق المؤسس لحركتي laquo;المهاجرونraquo; وlaquo;الغرباءraquo; اللتين حلتا نفسيهما قبل أن يغادر بريطانيا إلى طرابلس في لبنان بعد هجمات لندن 2005 والتي إعتبرها غزوة مباركة حينها.. ودفعه خوفه للهرب من بريطانيا برغم حمله الجنسية البريطانية ولا يزال حتى اليوم يحاول العودة.. حيث صرّح لـ laquo;الشرق الأوسطraquo; laquo;بأن المسلم الحق مطالب بتطبيق ما يستطيعه من الشريعة في جميع شؤون حياته وأن يعمل إلى دعوة المجتمع الذي يعيش فيه إلى توحيد الله وتطبيق الشريعة الإسلامية بوصفها الشريعة الربانية الوحيدة الصالحة لكل زمان ومكان وفيها العلاج الرباني لكل مشاكل الإنسان والإنسانيةraquo;... حيث قال laquo;تطبيق المقدور من الشريعة الإسلامية بين المسلمين في أوروبا هو ضرب من ضروب الدعوة إلى الله بالطرق العمليةraquo;. وأوضح بكري laquo;لا شك أن ظاهرة الالتزام بالإسلام واعتناقه في الغرب عامة وفي بريطانيا خاصة خير شاهد على أن الإسلام من أكثر الشرائع والمبادئ انتشارا في الغربraquo;.

السؤال هو هل تطبيق شريعة أي من الأديان في القرن الحادي والعشرين ستقدم الحلول الحقيقية لإنقاذ المجتمعات.. وهل تتماشى هذه الشرائع بما فيها الشريعة اليهودية مع حقوق الإنسان والمرأة على وجه التحديد.. وهل عمل هذه الجماعات المتطرفة بشكل كامل خارج القانون البريطاني، لا يعتبر إنتهاكا وعدم ولاء للدولة التي يحملوا جنسيتها.. ؟؟؟
التخبط الذي نشاهده على القنوات التلفزيونية العربية حول معنى ومفهوم الديمقراطية في العالم العربي بعد الإنتفاضات التي يدفع فيها الإنسان العربي دمه وحياته.. لا تبشّر بأي خير لمستقبل المنطقة.. ولا تبشر بأي خير للإنسانية عموما بعد إختطافها من قبل المتطرفين الإسلاميين والسلفيين.. ولا سبيل للإصلاح أو التقدم في المنطقة العربية إلا بالديمقراطية بمعناها الكامل والحقيقي الذي يهدف لحماية مصالح المواطنين كلهم.. وهو ما سيأخذ سنوات وسنوات من عذاب أطول للإنسان العربي.. الذي إعتاد تكفير الآخر.. كأسهل وسيلة لتفادي الحوار وفهم قيم الأديان....

الطريق الوحيد هو فصل الدين عن الدولة لحماية الحقوق ولتطبيق العدالة الإجتماعية بلا تفرقة ولا محسوبية ولا فساد ولا رشاوي.. وكلها تعشعش في عقل وقلب الإنسان العربي..

الديمقراطية تستدعي النضوج النفسي لقبول فكرة المساواة في مجتمعات إعتادت على فقه الذمي وفقه الولاء والبراء.. والطريق مظلم وطويل.. والخيارات صعبة طالما هناك من يتشدّق بديمقراطية تتخفى بثوب التقية ؟؟؟

باحثة وناشطة في حقوق الإنسان