كنت اتحدث انا وصديقي عن الثورات العربية أو كما يسميها الغرب الربيع العربيquot; فاتفقنا ان الشعوب العربية تبحث عن الديمقراطية، فسألني صديقي : ماتعريف الديمقراطية؟، فأجبته أن الديمقراطية تعني في الأصل حكم الشعب لنفسه وهو نظام سياسي واجتماعي حيث الشعب هو مصدر السيادة والسلطة، فرد علي : ياصديقي هرمنا من التعاريف النظرية quot;الجوجليةquot;، فالتعريف الاساسي للديمقراطية هو ان يعيش الشعب في امان ورخاء ونماء في ظل سيادة تحترم شعبها.

نعم أمان ورخاء ونماء هذا هو الحال وهذا هو التعريف الواقعي لما نعيشه هنا في دولة الامارات العربية المتحدة. فإن تحدثنا عن الأمان فهل يوجد امان اكثر من ان يتجول وزير خارجية في مكان عام ودون حراسة، فقد صدف وأنا ازور احد المعارض في ابوظبي وعندما توجهت (للسلم المتحرك) فإذ بي اقف بجانب الشيخ عبدالله بن زايد وزير الخارجية الاماراتي، وتحدثنا الى ان افترقنا ولم اشاهد اي نوع من انواع الحراسات بل تجول في المكان وثم توجه الى سيارته مغادراً..

السؤال هنا هل تستطيع هيلاري كلينتون او سواها من دعاة الديموقراطية التجول دون استخدام القناصة والحوامات وعناصر الامن لتأمين المنطقة ككل وليس المكان المتواجدة فيه. ليس هذا وحسب بل وفي احدى الخيم الرمضانية واثناء احد دعوات السحور، كنت أتحدث انا وصديقي، واذا بنا نتفاجأ بالشيخ هزاع بن زايد مستشار الأمن الوطني يجلس في الطاولة المجاورة لنا تماماً، فنظر الي صديقي السوري متعجباً ومعلقاً : انظر الى جمال هذا البلد quot;يا زلمةquot;، فلو كنت في سوريا وصادفت احد صغار المسؤولين أو احد ابنائهم، لوجدت أصحاب البدلات السوداء والنظارات الشمسية في عز الليل تملأ المكان هرجاً ومرجاً. ايضاً لن يستطيع اي شخص نسيان صورة الشيخ محمد بن زايد يجلس بجانب طفلة أضاعت أهلها، لحين وصول ذويها، في الوقت الذي نشاهد أطفال يقتلون في دول أخرى من قبل قادة بلدانهم. وما يؤكد رخاء هذا البلد المبارك هو حال أهله، الذين بالكاد يدفعون أية تكاليف استهلاكية (ماء- كهرباء ndash; الخ)، ناهيك عن حملة تعيين توطين الوظائف والتي اطلق عليها quot;الأمرتةquot;، واستطاعت ان تتفوق من خلال ذلك على جميع حملات التوطين في منطقة الخليج. وأما النماء الذي خطته هذه الدولة الفتية فقد حجزت من خلاله مكانتها بين معظم دول العالم المتقدمة، حيث أصبحت وجهة المستثمرين والسياح على مختلف توجهاتهم (تراثية ndash; علاجية ndash;دراسية...).

وهذا تطور لم يأت من فراغ، بل سبقه دراسات واستراتيجيات تلاها سرعة ودقة في الانجاز. كل ماسبق تم تسخيره لخدمة المواطن الذي تعتبره القيادة جزء لايتجزأ من اهتمامتها في تطوير مقدرات الوطن، الأمر الذي حدا بأبناء الإمارات إلى الالتفاف حول قادتهم تعبيراً وامتناناً عما قدموه. ووفقاً لما اكدته احدى الدراسات فإن اكثر من 80% من سكان الامارات (امارتيين ومقيمين ) يصفون حياتهم quot;بالموسرةquot;، هذا الشعور بالأمن والأمان والحياة الرغيدة بين سكان الإمارات جاء نتيجة للديموقراطية التب نتحدث عنها: الامان والرخاء والنماء. ليتحدث من يريد أن يتحدث عن التعريفات النظرية للديموقراطية، لكننا من واقع تجربة سنتحدث عن الاماراتقراطية التي تجلب الخير والامن والأمان، وتحفظ للمواطن والمقيم حقوقهما وتمهد لهما الطريق للقيام بواجباتهما.


[email protected]