بالتزامن مع مشاركة الوفد السعودي في مهرجان بيروت السينمائي الدولي، يسعدني ان أبعث التحايا لكافة أعضاء البعثة لحماستهم، متمنياً أن يعطي فاقد الشيئ ما لديه هذه المره!

لا أعرف كيف تجرأ موفد السعودية إلى quot;السينماquot; في بيروت على أن يقود دفة البعثة من داخل أروقة وزارة الثقافة والإعلام السعودية، دون أن يسأل نفسه هذا السؤال: كيف تتقدم وفداً لحضور مهرجان سينمائي دولي، وأنتم ما زلتم تحضرون إقامة السينما في بلادكم !؟

المضحك المبكي؛ هو أنني وفي ثنايا ارتيادي لأحد مكاتب خطوط الطيران، كان قد تنامى لسمعي صوتاً يردد طلباً لتنفيذ إجراءات السفر إلى بيروت وبتذاكر حصل عليها من مقر عمله، ثم اردف قائلاً: أنا ذاهب لحضور مهرجان بيروت السينمائي الدولي هناك. إذن، هذا الشخص هو أحد أعضاء الوفد السعودي المشارك في المهرجان ولا غرابة في ذلك فتذاكر الطيران إلى بيروت مدفوعة الثمن وربما تذاكر السينما أيضاً.

على أية حال، آمل أن يعود الوفد السعودي حاملاً على عاتقه أمانة نقل الحقيقة وهي أن السينما quot;مطلب حضاريquot;، ولا مانع في أن يرتقي هذا المطلب لأن يناقشه ويوصي عليه مجلس الشورى السعودي قريباً.

كما علمت فإن الإنتاج السينمائي في لبنان قد تجاوز العشرة أفلام خلال العام الماضي ٢٠١١ فقط. الأمر الذي يربط هذا الحدث بالزخم الهائل في انتاج الأفلام السينمائية ضمن الحراك الفني والثقافي الذي تشهده لبنان.

حماسة الوفد السعودي، تعود بذاكرتي لقصة بدايات البث التلفزيوني أيام الخمسينيات في الولايات المتحدة الأميركية، إذ إنتقد المذيع التلفزيوني إدوارد مورو السيناتور جوي ماكيرثي في برنامجه التلفزيوني quot;سي إت ناوquot;.

خلفية ذلك، كانت الحملة التي قادها السيناتور ضد المشعوذين من أجل كسب تعاطف الشيوعين، حينها أخذ إدوارد وطاقمه والغرفة الإخبارية في تلفزيون quot;سي بي إسquot; على عاتقهم كشف الأكاذيب التي روج لها السيناتور متحدين بذلك جميع الضغوط والآراء الموجهة ضدهم.

ومضة قلم: عسى أن يكتب التاريخ سيرة quot;موفد السعودية إلى مهرجان بيروت السينمائي الدوليquot;، ويقضي الله أمراً كان مفعولا.