عادت نذر الحرب بين إسرائيل وإيران لتلوح في الأفق من جديد، فارتفعت وتيرة التهديدات والتجهيزات العسكرية الإسرائيلية. في هذا السياق تأتي زيارة وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا إلى إسرائيل.

المعطيات السياسية والعسكرية تشير إلى أن الإسرائيليين والأميريكيين يدرسون بشكل جدي، كيفية توجيه ضربة عسكرية على طهران. أما أبرز هذه المعطيات فهي:
1-ذكرت جريدة هآرتس أن مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض توم دونيلون عرض مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الخطة الاحتياطية لشن هجوم على إيران. فاستعرض معه القدرات العسكرية والتقنيات الجديدة (أبرزها quot;قنبلة محطمة الخنادقquot; التي طورها سلاح الجو الأميركي خلال الأشهر الماضية والتي يبلغ وزنها 15 طن، حيث تستطيع هذه القنبلة بحسب الأميركيين تدمير كل المنشآت النووية الإيرانية حتى تلك المحصنة بشكل كبير تحت الأرض). كما أن توقيت إعلان وزير القوات الجوية في الإدارة الأميركية مايكل دونلي عن القنبلة يوم الأربعاء الماضي، يبعث بإشارات تحذير لطهران، وتلويح باستعداد واشنطن لاستخدام اللغة العسكرية في حال فشلت اللغة الدبلوماسية ولغة العقوبات.

2-أعلن المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية ميت رومني بعد اجتماعه مع نتنياهو بأن منع تقدم إيران باتجاه الحصول على أسلحة نووية يجب أن يكون الهدف الأكبر للأمن القومي الأميركي. هذه التصريحات الأميركية بشأن الملف النووي قبيل الانتخابات الرئاسية تبين بوضوح بأن هذا الملف بات أحد أهم الملفات التي يخوض على أساسها المنافسون الأميركيون الانتخابات. وإن الصوت اليهودي مرهون بالتطمينات والضمانات التي يقدمها المتسابقون بشأن هذا الملف.

3-توجه رومني إلى الصوت اليهودي، ومحاولته قدر الإمكان إظهار التزامه بأمن إسرائيل، دفع الرئيس باراك أوباما المنافس لرومني في السباق الرئاسي إلى التوقيع على رزمة قوانين تزيد من حجم التعاون الامني بين اسرائيل والولايات المتحدة.

4-الجيش الأميركي أعلن تدريب طيارين أميركيين على الاشتباك مع عدو لديه خبرة عسكرية كبيرة. وقد أظهرت مناورات العلم الأحمر كيف يواجه الفريق الأزرق خصمه الأحمر المدرب بشكل كبير والمجهز بتقنيات عالية. هذه التدريبات تظهر استعدادا أميركيا للمواجهة quot;وبروفاquot; لشكل الحرب ربما مع الحرس الثوري الإيراني.

5-الجيش الإسرائيلي عزز من قدراته الدفاعية، فنصب بطارية صواريخ بالقرب من إيلات، كما أنه يستعد لنصب بطاريتين إضافيتين لتعزيز منظومة القبة الحديدية. وقد ذكرت صحف إسرائيلية أن البطاريتين ستكونان مجهزتان بوسائل وتقنيات حديثة ورادارات متطورة، وستكونان أيضا جاهزتان لصد الصواريخ البعيدة المدى وليس الصواريخ المتوسطة أو القصيرة المدى.

6-إن مناقشة مجلس الوزراء الإسرائيلي للخطة الاقتصادية الجديدة، والتي تشمل زيادة مداخيل الدولة من الضرائب، وتقليص ميزانيات جميع الدوائر الحكومية، وسن قوانين لمكافحة الأموال القذرة والتهرب الضريبي، كلها إجراءات رأى كثير من خبراء الاقتصاد المتابعين للشأن الإسرائيلي أن الهدف منها هو تقليص ميزانيات الوزرات الخدماتية، وزيادة ميزانيات وزارة الدفاع لتعزيز القدرات الهجومية والدفاعية، واستعدادا لهجوم وشيك على إيران.

في تصورنا، الهجوم الإسرائيلي على إيران لن يتم قبل الانتخابات الأميركية، وإن الإسرائيليين بعد التطمينات الأميركية مضطرون للانتظار لمعرفة ما ستسفر عنه الانتخابات الرئاسية الأميركية. ففي حال فاز رومني فإن الهجوم على طهران سيكون أقرب من أي وقت مضى، وسيبدأ التحضير جديا لتوجيه ضربة عسكرية؛ أما في حال فوز أوباما فإن خيار الدبلوماسية في نظرنا سيبقى مطروحا، إلى أن تتغير بعض المعطيات والظروف. وأمام كل هذا يبقى الصوت اليهودي في السباق الرئاسية لمن استطاع إقناع تل أبيب، لتكون كلمة السر أولا وأخير في هذا الاستحقاق هي طهران وبرنامجها النووي.

على هذا، فإننا نرى أن كلمة السر في السباق الرئاسي الأميركي هي طهران وبرنامجها النووي والضمانات تجاه هذا الملف، التنافس على انتخابات الرئاسة الأمريكية يمر عبر تل أبيب/ أما الحرب على طهران تسير على وقع خطوات انتخابات الرئاسة الأميركية.


*كاتب ومحلل سياسي