لا شك بأن حادثة سيناء كان لها اثر سلبي كبير على حركة حماس التي ومنذ اسيلائها على السلطة في قطاع غزة لم تعد تحبذ الكفاح المسلح وذلك حفاظا على سلطتها في هذا القطاع وهي طوال الوقت تعمل على ترسيخ وتعزيز سلطتها، ومن غير المعقول وخاصة بعد التقارب مع مصر برئاسة محمد مرسي ذو الخلفية الاسلامية ان تعمل الى احراج نفسها واحراج الرئيس الجديد باقتراف مثل هذه الجريمة التي حصلت في سيناء.

ان حماس راهنت على تقارب ودعم مصري لها بعد نجاح الاخوان المسلمين ووصول مرشح الاخوان محمد مرسي الى سدة الرئاسة وفعلا حصلت حماس على وعود بفك الحصار عن قطاع غزة المحاصر وفتح معبر رفح واستقبل زعيم حكومة حماس المقالة في غزة اسماعيل هنية في القصر الرئاسي.

لكن حادثة سيناء اعادت العلاقات الى مربعها الاول وتبين كم هي هشه هذه العلاقة عندما يتعلق الامر بالأمن القومي المصري. ان مصر لم تعترف بتقصيرها واهمالها لسيناء على مدى سنوات وكان لا بد من ايجاد كبش فداء لتحميله المسؤولية.

تمثل رد الفعل المصري بتدمير الانفاق واغلاق معبررفح وذلك تعبيرا عن الغضب المصري باتجاه حماس التي لم تتهمها مصر بهذا الهجوم ولكن تعتقد السلطات المصرية بأن جماعات متشددة من الممكن ان تكون اتت من غزة. ان مصر بواسطة هذا الضغط تريد من حماس تعاون وتنسيق اكبر في المجال الامني لحماية الحدود ومحاربة القوى المتطرفة في غزة والتي تعارض حماس وتسعى الى ممارسة العمليات العسكرية ضد اسرائيل.

ان التأزم في العلاقات بين مصر وحماس يدفع ثمنه المواطن الغزاوي الذي يعيش ازمة نقص المواد الغذائية والكهرباء والوقود. ويبدو ان هناك خلاف بين المؤسسة العسكرية والرئاسة لكيفية التعامل مع حماس، فالمؤسسة العسكرية تتعامل مع الحركة في مجال الامن وتتقارب مع حركة حماس على اساس احترام الامن القومي المصري، والرئاسة تتعامل مع حماس على اساس ايدولوجي.

ان الخلاف بين مصر وحركة حماس لا شك انه يصب في المصلحة الاسرائيلية التي اغاضها التقارب بين الجانبين وبأن لا يفتح معبر رفح ولا يُفك الحصار عن قطاع غزة. ولكن من ناحية ثانية تريد اسرائيل من مصر ان تتحمل المسؤولية السياسية على قطاع غزة وبالطبع الجانب المصري يرفض هذا.

ان العلاقات بين حماس ومصر وبالرغم من انها تشهد بعض الفتورالا انها ضرورية للجانبين والتعاون ضروري بينهما وخاصة ان مصر برئاسة محمد مرسي وبحكم العلاقة الايدولوجية لن يسمح بالامورالى الوصول حد القطيعة ومع العلم بأن المنفذ والمتنفس الوحيد لسكان غزة تبقى مصر.

ان مصر بقيادة مرسي ستحاول فرض التعاون في جميع المجالات على حركة حماس التي ليس لها من خيارات سوى الاذعان للشروط المصري وسيجري في الفترة المقبلة ترويض حركة حماس وتهيئتها في المستقبل للعب دور سياسي ومن ثم اعتراف دولي بها بعد ان يتم تخليها رسميا عن الكفاح المسلح.

ان حركة حماس منذ مدة بدأت بلعب السياسة من ابوابها الواسعة والسعي وراء مصلحتها من اجل ضمان حرية التحرك خارج فلسطين وبقاء سلطتها في غزة دون ان تتاثر بالاحداث في الوطن العربي وخاصة خروجها من سوريا والانتقال الى بلدان عربية اخرى.

ان حماس تبدو مرتهنة لاجندة وسياسة الدول التي تدعمها ماديا برسم سياساتها على حساب الاولويات الوطنية.