سبق ان استخدمت عنوان ( ليبرتي اسم على غير مسمى ) لمقالة سابقة من قبل، وقد وددت ان استخدم المعنى ثانية لانه يعبر عن معاناة الاشرفيين في المخيم الجديد المسمى ( ليبرتي ) وهو بالفعل ليس له الا الاسم فقط، لان الحرية فيه مفقودة بقصد مسبق، تنفيذا لاوامر الملالي في طهران. من يسمع باسم مخيم الحرية يعتقد انه رمز للحرية فعلا، ولكن الحقيقة انه معسكر لغزاة دمروا كل ما هو حيوي في العراق، اثاروا الفتنة الطائفية بمعاونة ملالي طهران، الذين يعدون اساتذة في التقسيم الطائفي، واساتذة في القتل على الهوية، واساتذة في تدبير الفتن وتنفيذ العمليات الارهابية في ارجاء العالم. بعد ان اجبروا على الانسحاب من العراق مدحورين مهزومين بفعل المقاومة العراقية الوطنية، تركوا المخيم المسمى ( ليبرتي ) خرابا، وزاد في خرابه اعمال السرقة التي قام بها اعوانهم من اتباع حكام المنطقة الخضراء.

وتنفيذا للاتفاق الذي ابرم بين الحكومة وبين الامم المتحدة تم نقل خمس وجبات من سكان أشرف إلى مخيم ليبرتي حتى الان، وقد وجد افراد الدفعة الاولى ان المخيم قد تحول إلى سجن. وللاسف فقد تعامى الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة السيد مارتن كوبلر عن قول الحقيقة، وان المخيم حولته الحكومة العراقية الى سجن بكل معنى الكلمة. ومن مظاهره انتشار قوات الشرطة داخل المخيم بحيث جعل الحياة الشخصية للأفراد أمام مرأى وسيطرة هذه القوات بشكل مستمر، الامر الذي لاينم عن احترام الانسان.
ان تواجد الشرطة داخل المخيم مخالف للاتفاق الذي نص على ان يكون تواجد الشرطة خارج اسوار المخيم، وهذا الاتفاق تم يوم 6 شباط بحضور السيد جورج باكوس ممثل الحكومة العراقية والسيد جورجي باستين مساعد الممثل الخاص، كما تم تأكيد هذا الامر في لقاء يوم 12 شباط، بان يكون تواجد الشرطة في نقطة عند مدخل مخيم ليبرتي، إلا أنه وعلى أرض الواقع تنتشر القوات المسلحة العراقية في جميع أماكن ليبرتي. وهناك مقر للشرطة ملصق بالقسم الأول لمخيم ليبرتي حيث يسكن الـدفعة الأولى من السكان، بالإضافة إلى عدد كبير من القوات المسلحة تتواجد داخل القسم. كما تتواجد نقطة للشرطة في الباب الشمالي ونقطة ثانية في الباب الجنوبي ونقطة ثالثة في شمال شرق ليبرتي إضافة إلى ذلك هناك نقطة سيطرة في طريق قاعة الطعام يتواجد فيها ثلاثة رجال شرطة مسلحين.

وفي يوم 18 اب / اغسطس الجاري انتشرت قوات شرطة مزودة ب10 عربات تحمل اسلحة رشاشة في جنبات مخيم أشرف على الحافة الشرقية للسياج، ومثل هذه القوة انتشرت في الجناح الشمالي من المخيم. وهذا الانتشار الاستعراضي هو ضمن الحرب النفسية التي تشنها قوات الامن التابعة لمكتب رئيس الوزراء المالكي، بتوجيه من قوات القدس الارهابية التابعة للخامنئي مباشرة. وقد تعود الاشرفيون على هذه الاساليب الارهابية الاستعراضية التي تتبعها هجمات مسلحة كالتي حصلت عامي 2009 و 2011 وراح ضحيتها عشرات القتلى ومئات الجرحى.

اساليب مكررة في الحرب النفسية :
وكما فعلت عناصر ( اطلاعات ) وقوات القدس من قبل ضد الاشرفيين في مخيم اشرف خلال السنوات الماضية تعود لتكرار اساليبها في الحرب النفسية، فقد تم نصب كاميرات قوية في مختلف نقاط المخيم تسيطر سيطرة تامة على جميع الترددات داخل المخيم. وفي الجناح الغربي من القسم الأول لمخيم ليبرتي فقط توجد 7 كاميرات منصوبة. مما يشكل مصدر أخطار أمنية كبيرة للسكان وأفراد عوائلهم. إضافة إلى ذلك فان الكاميرات تخل بالاحتشام الذي اكد عليه الاسلام خاصة للنساء المسلمات، كما إن أبواب كرفانات الاستراحة والمرافق الصحية والحمامات كلها تفتح إلى الخارج وتحت رصد الكاميرات.

وازاء هذه الخروقات فإن المقاومة الإيرانية دعت الأمين العام للأمم المتحدة ووزيرة الخارجية الأمريكية والسيد كوبلر إلى عدم التزام الصمت تجاه هذه الأعمال المخجلة التي تمارسها الحكومة العراقية لتحويل ليبرتي إلى سجن والسيطرة على الاشرفيين. وتناشدهم المطالبة بسحاب قوات الشرطة من مخيم ليبرتي وتمركزها خارج جدرانه.وإضافة إلى الواقع غير المقبول للمنشآت والبنى التحتية وعدم توفر أبسط معايير حقوق الإنسان ومنها حرية التنقل والتردد إلى خارج المخيم والوصول إلى المحامين والصحفيين وحرية دخول الزوار إليه وكذلك تواجد القوات المسلحة العراقية، فإن طريقة نقل السكان إلى مخيم ليبرتي ومنعهم من نقل كثير من مقتنياتهم وممتلكاتهم انتهاك صارخ لمذكرة التفاهم الموقعة بين الحكومة العراقية والأمم المتحدة، ومن الأمتعة والممتلكات التي منعت القوات العراقية نقلها أمام مرأى ومسمع المراقبين التابعين للأمم المتحدة هي: أدوية وأجهزة ومستلزمات طبية ومولدات كهرباء وأدوات خاصة لمكتب العمل ومنها مناضد وكراسي ومكائن استنساخ وسخانات وأدوات وأغراض إنشائية وأدوات صحية ودواليب وأمثالها.. فيما كان الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق قد أكد في رسالته إلى سكان مخيم أشرف بتاريخ 15 شباط (فبراير) 2012 أن السكان يحق لهم أن ينقلوا كل أمتعتهم وأجهزتهم ومستلزماتهم الطبية إلى مخيم ليبرتي، كما تم التأكيد في مذكرة التفاهم الموقعة بين الحكومة العراقية والأمم المتحدة أن الحكومة العراقية تسمح للسكان بنقل مقتنياتهم المنقولة إلى مخيم ليبرتي.

ان الاجراءات التي اتخذتها الحكومة العراقية انما هي تنفيذ لارادة ملالي طهران، وحسب وثيقة حصلت المقاومة الإيرانية فان حكومة المالكي طمأنت قوة laquo;القدسraquo; وسفير النظام الإيراني في بغداد بعد انتقال الوجبة الأولى من سكان أشرف إلى ليبرتي، بأن أعضاء منظمة مجاهدي خلق في ليبرتي سيصبحون مشلولي الحركة، ويتحولون إلى أموات سياسيين. وتؤكد الوثيقة انه ليس من المهم بالنسبة للحكومة العراقية كم مدة سيبقى الاشرفيون في ليبرتي وإنما من المهم أن لا يتمكنوا من فعل شيء.. إنهم وفي ليبرتي سيكونون في عداد الموتىraquo;. وتضيف: laquo;إننا خططنا أن نفصل خلال مرحلة قياديي المنظمة عن الأعضاء وهذه هي أصعب مرحلة من عملية النقل وقد يخلق أعضاء ومسؤولون في المنظمة مشاكل وهذه المرحلة لن تمضي سهلة وهادئةraquo;.

وراء هذه النوايا المبيتة والتي كنا قد نبهنا اليها من قبل فإن المقاومة الإيرانية تعرب عن أسفها البالغ من تماشي وتعاون بعض الجهات في بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) مع هذا المخطط القمعي والغير قانوني المتمثل في نقل سكان مخيم أشرف إلى مخيم ليبرتي، تطالب الأمين العام للأمم المتحدة والإدارة الأمريكية بأن لا يسمحا للحكومة العراقية بتنفيذ مخططها الإجرامي هذا، داعية إياهما إلى توفير الحدود الدنيا للضمانات لسكان مخيم أشرف، ومنها الانسحاب التام للقوات المسلحة العراقية من مخيم ليبرتي،، والتنقل والتردد بحرية إلى خارج المخيم أو في الأقل تخصيص مساحة أكثر للسكان لتسهيل الظروف في سجن ليبرتي.

ومن اجل تفويت الفرصة على نظام الملالي في طهران واعوانه في حكومة المالكي اعلنت السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، ان الوجبة السادسة من الاشرفيين وتعدادها 400فرد يتم نقلها الى ليبرتي، مقابل هذه المبادرة يتوقع الاشرفيون ان يلقوا العناية المطلوبة للعيش البشري، وتوفير مستلزمات الحياة الانسانية المقبولة، وتوفير الماء والكهرباء والمواد الطبية، وضمان حماية السكان من اي اعتداء كما يخطط له نظام الملالي في طهران. كما تتوقع منظمة مجاهدي خلق من الحكومة الاميركية الوفاء بما قررته المحكمة من قبل برفع اسم المنظمة من قائمة الارهاب، التي الصقت بها لارضاء نظام الملالي.

كاتب أردني
[email protected]