إستمتعت بقراءة مقالة الزميل نبيل الحيدري quot; آفاق رحبة في تحرير المرأة quot; .. ولكن إستمتاعي بقراءة التعليقات كان اكبر من الوصف .. مما حدا بي لأناقش مقالة الزميل وبعض التعليقات ..
أولا أعترف بأنني أتمنى أن أستطيع التفاؤل مثله بموضوع ومستقبل المرأة في المنطقة العربية.. ولكن كل الشواهد تدفعني لليأس والقنوط خاصة لما أسمعه وأشاهده من تصريحات لكل من هب ودب على إعتبار أنهم اصبحوا جميعا فقهاء دين وكثيرون منهم إستطاعوا إستثمار بلاغتهم الكلامية في تجهيل المرأة وإستثماره بالشعوذه والإثراء كما في حالة الشيخ محمد حسّان الذي تقدّر ثروتة ب 2 مليار دولار .. وتزوّج 20 مرة .. وكما في حالة الشيخ السلفي محمد البدري الذي شاهدناه على اليوتيوب يفاوض الصحفية على عمل حجاب لها بمبلغ 400 جنيه .. وغيره مئات ..!!
مقالة الحيدري تقدم صورة مضيئة للتاريخ الذي شاركت فيه المرأة .. إلا أنني أرى أن هذا التاريخ إقتصر على القليل جدا من النساء ممن ولدن في بيئة معينه تختلف عن بيئة السواد الأعظم من النساء الأخريات .. وبالتالي لا نستطيع التعميم ..وجل هدفنا الان هو توعية الغالبية العظمى ممن لا يملكن ولا يستطعن الدفاع عن حقوقهن .. كما هو الوضع في المنطقة العربية .
أعجبني تفسيره لموضوع الحجاب وبانه إقتصر فقط على نساء النبي .. ولكنه أغفل أيضا قيمة المساواة بين النساء حين تناسى مقولة عمر بن الخطاب quot;quot;فيم الإماء يتشبهن بالحرائرquot;quot; وهي المقولة التي تؤكد مقولة quot;quot;الحر بالحر والعبد بالعبد والأمة بالأمة quot;quot; .. مما يضعنا في خانة جديدة لبحث قيمة المساواة بين النساء .. والتي برع فقهاء الإيمان بالتحايل عليها حين سنوا قانون الخلع .. ليعطي الحق للمرأة المثقفة والقادرة على الإنفاق على نفسها للخروج من علاقة لم تعد تعطيها الحب والمان .. بينما بقيت المرأة الغير قادرة على فعل أي شيء تكتوي بهذه النار .. متناسين ان الأصل في أي قانون هو المساواة والتي دفنها قانونهم !!!
مما لا شك فية بانه حاول تقديم صورة إيجابية تسترضي رجال الدين . ولكن الواقع المعاش .. والتاريخ يؤكد ترسيخ وتجذير دونية المرأة . سواء بالثقافة أو بالأديان .. ولكن الأهم ما هو المستقبل سواء للمرأة أم للمنطقة العربية ؟؟؟

سأبدأ بخطيئة المرأة الكبرى .. وأتساءل هل هي التي أغوت آدم .. أم هو الشيطان . وفي كلتا الحالتين أليست هذه أسطورة لا نستطيع إثباتها سلبيا أم إيجابيا . ألا تقابل هذه الأسطورة أحاديث لا تقل خطورة مجتمعية في زمن نحاول فيه قدر الإمكان التشبث بصورة الإسلام الذي تعلمناه سابقا في حماية وتقدير المرأة , أم أنها تقف عقبة كبيرة أمام أي تغيير مجتمعي لصالح المجتمعات العربية في تغيير وضع المرأة .. وفي إحترامها كبشر والأهم في مساواتها مع الرجل كشريكة ومساواة حقوقها مع كل إمرأة في العالم .. ..ألم تساعد الأحاديث التالية في الترويج لثقافة مجتمعية لا يمكن أن تنسب لنبي الرحمه (سلام الله عليه ) الذي أوصى بالنساء خيرا في كثير من الأحاديث .والأهم ألا تتعارض هذه الأحاديث مع روح الدين والقرآن..
quot;رأيت النساء أكثر أهل النار quot; - ناقصات عقل ودين - خلقت المرأة من ضلع أعوج - علّقوا السوط حيث يراه أهل البيت فإنه أدب لهن - أما في صحيح البخاري ..quot;يامعشر النساء تصدّقن فإني رأيتكن أكثر أهل النار quot; ndash; أما في صحيح مسلم quot; إن أقل ساكني الجنه هن النساءquot; ndash; يقطع الصلاة المرأة والكلب والحمار ndash; لا يفلح قوم ولّوا أمرأة - ثم لا يسأل الرجل فيما ضرب إمرأته - الشؤم في ثلاثة المرأة والدار والفرس . كلها منقولة عن وعن وعن وعن .. ودونت بعد 300 سنه من وفاة النبي ..
أعود لتعليقات بعض القراء ..متى تتحرر المرأة مادام المجتمع يعطل نصفه ؟؟ نصف العقل ونصف الإرث ونصف الشهادة ولا تصلح للقضاء والسياسه ..
تتحرر المرأة حين تتحرر من نفسها ولاترضى بأن تكون نصف ,تتحرر حين تحرر عقلها الذي غطّاه فقهاء العصر بثوب أسود حرموه من نور الشمس ونور الحرية.. تتحرر حين تثور ولا تركن معتقدة أن هذه إرادة الله عز وجل .. ناسية ان الله النور والرحمة والمساواة ...

إنتفاضات المنطقة العربية حملت شعار حرية ndash;عدالة إجتماعية .. أين هي العدالة الإجتماعية حين يتزوج الرجل من إثنتين أو ثلاثة .. أليست علاقة هؤلاء النسوة ببعضهن تجذّر للعنف النفسي من الكبت والبغض .. أين هي العدالة الإجتماعية التي يدعون إليها بينما ينادي نائب في مجلس الشعب التونسي بأن يمنح الرجل حق الأخذ بما ملكت أيمانكم ليجمع بجارية إضافة إلى زوجته .. لأن زوجة واحدة لا تكفية .. هل إقتصرت مشكلات العالم العربي المتفاقمة على عدم التعدد وإباحته فورا حلا لمشاكل المنطقة الإقتصاديه من عدم التوزيع العادل للثروات القومية والفساد والبطالة .. ثم ألا يتساوى نداؤه بالتعدد وإباحة الجواري بنداء سلوى المطيري ( النائبة الكويتية سابقا ) بفتح مكاتب لإستقدام الجواري وربما أيضا غزو بعض الدول الأوروبية الصغيرة وبالسماح للنساء بالزواج من رجال من الخارج ( لندن وأوروبا ) لتحسين النسل .. وللتخلص من مشكلة العنوسة والحرمان الجنسي ... أليس ما نسمعه ونشاهدة في المنطقة العربية يؤكد التخبط القيمي .. أليس عدم الوعي هو ما ساهم في فوز فقهاء الدين الذين يتخبطون الآن في وضع دساتير تتناسب مع الثقافة المجتمعية في القرن الحادي والعشرين .. رافضين الأخذ بدساتير تتناسب مع القرن .. وتتناسب مع الحلول التي تضمن العدالة الإجتماعية والمواطنه وثبت أنها أفضل ما يمكن لتحقيق التطوّر والخروج من دائرة الجهل والفقر .. والبطالة ..
ألم يستعمل فقهاء الدين الخوف ليتغلغل في ثقافتنا وفي عقولنا وقلوبنا وأثروا من وراءة الملايين بينما تتسم تصرفات البعض منهم بالبعد الأخلاقي عن كل الأديان حتى أؤلئك الذين يدّعون الرحمة بالمرأة .. أليس تصرف القرضاوي المتديّن والمعتدل مع زوجتة الصغيرة حين أراد حرمانها من حقوقها بعد الطلاق يحمل منتهى الأنانية .. أليس الخوف الذي جذّروه هو ما منع إحدى المعلقات من ان تكتب عن تجربتها بحيث يستفيد الآخرون خوفا من مجتمع قاس لا يرحم. بينما نردد في كل الصلوات التواب الرحيم . ولكننا لا نرحم !!!!!!

أليس تحليل زواجات المتعة والمسيار والعرفي والوناسة والمصيف كلها مجرد واجهة خارجية لتحليل علاقات جنسية لا تختلف عن أية علاقات محرمة أو مرفوضة في أي مجتمع في العالم .. الفرق الوحيد أنها حتى وإن قامت مثل هذه العلاقات في تلك المجتمعات فإن المجتمع لا يلفظ المرأة .. وتقوم الدولة بإحترام الحق الإنساني لثمرة مثل هذه العلاقات . أما في منطقتنا الجميلة فالمجتمع يلفظ المرأة وثمرة مثل هذه العلاقة بتسميتها إبن- إبنة حرام ..

نعم أقولها بكل صدق بأن مجتمعاتنا تنحدر نحو الهاوية لتهدم أي تطور بسيط حصلت عليه سابقا .. والطريق الوحيد لتحجيم الخسارات . هو دستور يتبنى المواثيق العالمية للإنسان بقوانين عالمية وعقوبات رادعة لا تتحايل ولا تتجمل تحت مقولة الخصوصية الثقافية فنحن بشر مثل بقية خلق الله ..
نعم لن أخاف وسأستمر بالقول بفصل الدين عن الدولة وبأسرع وقت .. وأن .. الديمقراطية هي الحل ..