لم أصدق أذني ولا عيني حين شاهدت فيديو..وكيف يتفنن فيه فقهاء الظلام في تأويلات تتناسب وشهوتهم للمرأة.. وتحت تستّر بإقناعها بحريتها.. هو الأزهري الذي درس الفقه والتفسير والبلاغة لمدة 7 سنوات.. وحفظ القرآن ل 6 سنوات.. متخفيا تحت غطاء أنه يعطي المرأة حريتين. الأولى حرية الإختيار.. والثانية حرية عدم الإلتزام بالحجاب.. وبالتالي دخولها طواعية في سوق النخاسة لتكون ملك يمين.. بهذا تستطيع ممارسة العلاقة الجنسية كيفما شاءت.. وتمتلك الحرية التامة في تحديد المدة التي ستبقى فيها في هذا الزواج.. ثم وتجنبا لأي قوانين تحمي المرأة (على قلّتها في العالم العربي ).. يدّعي أن علاقة الزواج علاقة ثقة تامة.. ويجب تسهيلها حتى لا ينتظر إبن السادسة عشرة للزواج.. لأنه وفي أيام النبي لم يشترط التوثيق عند المأذون... وبالتالي لا داعي لوجود محاكم الدولة لحماية حقوق المرأة المادية حين حصول الطلاق.. وحتى توفيرا لوقت المحكمة في طلب الخلع..

فبإستطاعتها إمتلاك حريتها مرة أخرى بمجرد تلاوتها لآية الإخلاص..فلا مهر ولا مؤخر على قلته..

ما لفت نظري في كل عملية التحليل أن الرجل يبقى المستفيد الأول لإرضاء شهوته. يحللها بالآية.. ويتحلل منها بآية.. فلا مهر.. ولا مؤخر. ولا مسئولية..؟؟

ولكن ألأهم عدم الحاجة للتوثيق.. أي إلغاء تام لدور الدولة في تنظيم المجتمع وحماية أفرادة.. فمجتمع القرن الحادي والعشرين ليس بحاجة إلا لكتب التراث والسيرة النبوية وسيرة الصحابة.. وكلها دوّنت بعد 300 عام.. ولم تخضع لأي تحليل موضوعي.. وكلما حاول عالم محاولة تحليلها ( الدكتور فرج فودة ndash; الدكتور نصر حامد أبو زيد - والدكتور سيّد القمني) تعرّض للتكفير من ِقبل فقهاء الظلام.. وتعرض للقذف والإتهام بالردة والقتل العمد.. ولكن يفرج سبيله الآن في ظل الدولة الإخوانية!!

نعم المرأة البالغة رضيت.. رضيت بان تحرم من كل حقوقها الشرعية.. وrsquo;تحرم من الحماية المادية في حال تعثّر هذا الزواج.. لسببين.. قدرتها المادية.. وكبتها الجنسي..

في القرن الحادي والعشرين أي مجتمع هذا الذي يسمح بزواج إبن السادسة عشرة بدون توثيق وبدون أي إحساس بالمسؤولية المجتمعية.. وبدون أي تفهّم لإحتياجات الأطفال من الرعاية النفسية التي rsquo;حرم منها وما عدد الطفال الذين سينجبهم ما بين سن 16 و 60.. كم إمراة سيتزوجها خلال هذه المدة...وما شكل مثل هذا المجتمع الذي لا تحكمه سوى غرائزة الجنسية؟

في القرن الحادي والعشرين ألا يكون مثل هذا المجتمع خطرا على نفسه وعلى العالم من حولة ؟؟؟

هنيئا لكم الإجتهاد.. وهنيئا لكم أن تبقوا في العصر الجاهلي.... ولتذهب الديمقراطية إلى الجحيم.


منظمة بصيرة للحقوق الإنسانية