مدخــــــــل :

قال الأعشى ميمون بن قيس البكري ( جاهلي ) :

لما نزلنا كشفنا عن جماجمنا ليعرفوا اننا بكرٌ فينصرفوا

لم يقل الأعشى هذا القول عبثا! فالشجاع هو الذي يواجه خصمه باسمه ومعسكره ودون قناع بل دون درع واق للجسد او بيضة واقية للراس! واشرف الناس من ينتصر على خصمه بأسلحة نظيفة وبخلق القديسين! قال الجواهري الكبير :

وقارعت الخطوب وقارعتني وخضت عجاجها حربا سجالا

فكان اعزَّ من قارعت خصمٌ بنبل قراعه كسب النـزالا

فالبدوي يتعشق اللثام والنقاب والقناع!! لأنه يخشى المواجهة حتى مع نفسه!! ثمة المقنعون في الجاهلية والاسلام وهم كثر بحيث صنع منهم ابن حبيب صاحب المحبَّر رسالة بعنوان ( المقنعون في الجاهلية والإسلام )!! والذاكرة الجمعية تختزن المقنع الكندي مثلا!!:

وأن الذي بيني وبين بني أبي وبين بني عمي لمختلف جدا

قيل كان يتقنع ليخفي فرط جماله عن الناس وبخاصة النساء! وقيل ان المتقنع اما طالب قتل او ختل او غزو أو مطلوب وهو في الحالين مخلوق متعب داخل المجتمع!! القناع ميل صحراوي في النفس البدوية وتحديدا في المجتمعات البدائية! وقد عالج السير جيمس فريزر ظاهرة القناع لدي الشعوب الأفريقية المتخلفة وتوصل الى ان القناع يكون ابتداءً ثم يجيء بعده البحث عن مسوغاته! وهي مسوغات فجة عادة ما تكون باعثة على الضحك او الغثيان!! من المسوغات مثلا الخوف من السحر التشاكلي الأسود! لإخفاء الوجه عن الساحر او الحاسد او العفريت! كأن يعمل الساحر او اي انسان صورة لوجه الآخر او يأخذ منه فلذة قماش او شعرة راس أو أو... ثم يسلط اللعنات على الشكيل او المثيل لكي تنتقل الى الأصيل! ( فريزر / الغصن الذهبي ) ويرى كارل يونغ ان الخوف من السحر التشاكلي يكمن وراء ازدواج الشخصية او الشيزوفرينيا الحادة ( يونغ / تحليل الذات الجريحة ) وكان الفراعنة حريصين اشد الحرص على مطابقة قناع الناووس الذهبي للفرعون الفقيد بالوجه او الواقعي او الوجه المُتَمَنَّى في الآخرة!! لكن اليونانيين ارتقوا بالقناع ( Mask ) مراقي تبعث على الإعجاب! فقد استفادوا من تقنيته المركبة في فكرة الحلول الدرامية! فالممثل لن يقتنع مثلا ولن يقتنع الجمهور معه حين يمثل شخصية ( سيزيف ) لكن قناع سيزيف المحفور في الذاكرة الجمعية عهد ذاك يهيِّء الممثل والنظارة لتقبُّل فكرة ان يُسْتَحْضر سيزيف على خشبة المسرح! وقد اعْتَدَّت يوليانا كرستيفا سنة 1965 تقنية القناع حالة من التناص!! قارن : الممثل =( نص حاضر ) ومحمول القناع = ( نص غائب )! اما البلاغيون المشتغلون على علم جمال التعبير فقد توصلوا الى ان اخفاء المشبه او المشبه به ادخل في الروع من تجلي أي منهما! وبهذا الكيف كانت الاستعارة اعلى منزلة من التشبيه التقليدي حتى تعصب بعضهم فقال اذا لم يختف المشبه او المشبه به من الجملة فإن التشبيه لن يدخل في بابة المجاز! كقولنا في التشبيه مثلا : دخلت المكتبة ليلى التي تشبه الغزالة قبالة قولنا في الاستعارة : دخلت المكتبة غزالة!! والأمثلة وفيرة ليس هذا مجال الاستطراد فيها!!فكرة الإعارة والاستعارة فكرة اعرابية!! لنتفق ان المستعار مزيد الأصل فيه المعار وفعله الثلاثي ( ع و ر ) وهو فعل غير مريح في المعجمات العربية القديمة من نحو القاموس المحيط للفيروز ابادي ولسان العرب لابن منظور.... قارن ( عور ) وستجد المعاني الكامدة حتى تصل الى أعاره الشيء إعارة وعارة اعطاه اياه عارية واستعار الشيءمنه طلب ان يعطيه اياه عارية إ. هـ نحن ازاء العور والعورة والاعتوار والعاري والعارية والعار والعارة!! فكرة الإعارة فكرة بدوية سببها الحياة غير الأمينة! الحياة متحول والموت ثابت! فالحياة مثل ثوب معار! كل شيء فيه وديعة :

عدي بن زيد العبادي وهو جاهلي مسيحي ومثقف يشتغل بالتدريس ولكنه يعبر عن ثقافة عصره!! لبيد العامري وهو جاهلي اسلامي بل هو صحابي جليل ومع ذلك فهو فرد من جمع ولسان في امة!! قال لبيد (مخضرم ) :

وما المال والأهلون الا ودائع فلابد يوما تسترد الودائع!!

قال عدي بن زيد العبادي ( جاهلي ) :

ربّ دهرٍ قد تمتعت به وقصرتُ اليوم في بيت عذاري

فقضينا حاجة من لذة وحياة المرءكالشيء المعار

قال قيس بن الخطيم ( جاهلي ) :

فما المال والأخلاق الا معارة فما اسطعت من معروفها فتزود

وقال حاتم الطائي :

عريت عن الشباب وكنت غضا كما يعرى عن الورق القضيب

وقال الاعشى :

فإن الحوادث ضعضعنني وان الذي تعلمين استعيرا

احيانا يكون اخفاء الشخصية مسوغا برغبة عارمة لفعل الخير كما كان يفعل امير المؤمنين علي بن ابي طالب كرم الله وجهه حين يضع كيس الطحين عند باب الفقير ويطرقه ويمضي حتى لا يعرفه الفقير! فيظل فاعل الخير مجهولا عند الناس معلوما عند الله وكما هو حال ( جابر عثرات الكرام ) الذي انفق جل ماله وحلاله في سبيل مساعدة المعوزين دون ان يتأكد التاريخ من اسمه! وكما فعل اخوان الصفاء وخلان الوفاء في القرن الرابع الهجري حين وضعوا رسائل في علوم اللغة والأدب والكلام والفلسفة يعجز عن مجاراتها امة من المبدعين!! وكان الشيخ النعمان بن المنذر ( شيخ مشيخة المناذرة ومركزها الحيرة ) معروفا بالعصاب والرغبة في الدم! كان يتخفى ليصطاد عاثري الحظ ويعلقهم على ابواب الحيرة! وكذا فعل الخليفة العباسي هارون الرشيد ( حتى ان الطبعة الشعبية لألف ليلة وليلة استوحت من شخصيته عشرات القصص المثيرة للخيال ) فهو يتخفى في زي حمال او عتال ويكلف بحراسته عن بعد حراسه الشخصيين بعد ان يرتدوا ملابس الإخفاء! ولعل كتاب كليلة ودمنة صورة للإخفاء الظهير للتجلي فالحيوانات ليست حيوانات بل هي اقنعة لبشر او كنايات لصانعي الأحداث! لعبة الإخفاء مخيفة قيل ان الجن مارسوها! ومازالت الأساطير القديمة تكرس برسفون للعالم السفلي وعشتار لعالم العشق والإخصاب! منتحلون يختفون بهاجس تصفية الخصوم!! ولمثل ذلك لجأ الحجاج بن يوسف واقتص من خصومه ومعارضيه دون رأفة!! ويمشي التاريخ بنا مشية القبعثرى حتى يحم مثل قدر اصفر على عصرنا الحديث! ليضع امامنا انتحالات واسماء مستعارة مهلكة! وإذا نشطت المافيات واللوبيات وصفقات التجسس في مبادي القرن العشرين واصبحت واقعا مرعبا! استعاد القناع شيئا من بريقه ودلالاته ولكن باتجاه الخراب الروحي والمادي فبات بمقدور القاتل او الخاتل ارتداء قناع الضحية واحيانا يصعب التمييز بين وجه الانسان في الواقع ووجه مرتدي القناع! من اجل خلق الإلتباس الذي يتساوى فيه القاتل والمقتول والناحل والمنحول!!

هي محنة ان يستعمل السلاح الفتاك متخلفون يجهلون فتكه او لايبالون بفتكه! وقد لجأ بعض الأدباء الكبار الى الأسماء المستعارة لحسابات امنية او احصائية او إبهارية! ثم ندموا حين افتقدوا الدليل على ملكيتهم لنصوصهم التي احتازها عن غير جدارة الإسم المستعار! وقد أطلعني اديب كبير منزلة وعمرا وظرفاً على الرسائل الغزلية ذات البوح او ذات الشبق التي وردته من علية القوم! كبار الأدباء والسيياسيين ونجوم المجتمع وهم يعرضون عليه الزواج او المتعة وبعض الموسرين عرض عليه مبالغ خيالية!! كل ذلك لأنه كتب تحت اسم مستعار ( سوسن بنت الفقراء ) فظنه الشبقون والوعول انه فتاة ذات وعي وجمال استثنائيين! ومي زيادة غازلت جبران خليل جبران على محمل الهزْل والعبث، لكنها وقعت في حبه حتى النخاع فكشفت له وللقراء اسمها بعد ان فتت الهيام كبدها واطاش عقلها!! ولدينا كعراقيين لدينا مثقفون متميزون كتبوا تحت اسماء مستعارة لكنهم معروفون للقاصي والداني! من نحو : سلام عادل و ابو كَاطع وابو سعيد وهم اسمانءتركت في الذاكرة العراقية عبقاً مازلنا اسرى شميمه! كما تكتنز الذاكرة العراقية اسماء مستعارة او معارة مثيرة للقرف مثل كَعود وابو طبر وابو الثلج!! والأمثلة كثيرة!. ولم يكن الإسم المستعار في حياتنا الثقافية قد اقترن بالجبن والدّس حتى تلاحقت المصائب منذ مطلع خمسينات القرن العشرين! ميقات نهوض العصبية الشوفينية والتطرف الإسلاموي وحتى هذه الساعة! فاستوعب الإسم المستعار الشخصية المنتحلة ( كسر الحاء وفتحها ) فبتنا نترحم على طفولة الاسم المستعار وان كان شعبان لم يترك لرمضان سانحة للغفران! فأين وجه المقارنة؟ سأضرب مثالا في شخصية شمولية مفترضة جدلاً وهي ( فلتان بن علان )! فهو مثل سعلاة في مقبرة ذات ليل معتم! له وجوه عديدة واصوات كثيرة! تارة يبدو امرأة واخرى رجلا بعقال او عمة او خوذة! يكتب في كل شيء ويشتم كل شيء ويثبت اليوم ما نفاه امس! ويقبل في الغد مارفضه اليوم! فلتان بن علان بنتحل صفة رئيس جمهورية دون مؤهلات! والقائد العام للقوات المسلحة دون ان يدخل الجيش! ونصير النساء دون ان يقدم لهن شيئا سوى فحولته! او! ورجل الدين الزاهد المؤمن والناطق الوحيد باسم الرب! والعلماني الذي يتبادل الأنخاب مع الآخرين! فلتان بن علان يحتل اسماء الله الحسنى ومقرات الأحزاب وبيوت المعارضين من اجل شعب سيكون سعيدا بعد يوم القيامة! يمد الجسور نحو العرب والمسلمين والأمميين وكادحي العالم ومفكريه ثم يفتح لهم خزائن قارون دون وجع قلب ويبعزقها على الوكالات والمؤسسات ذات النصب الدولي! من اجل ان لايقول قائل ( ان الأمبراطور عارٍ وبلا ملابس تستر عورته!! ) بينا ينسى شعبه واهليه او يتناساهم! والآن ما الذي حدث؟ يعرف رجال القانون ان انتحال الشخصية فعل يجرم عليه القانون مهما كانت النوايا! فيلجأ المنتحلون الى لعبة ( الاسم المستعار ) لينتحلوا دون ان يقعوا تحت طائلة القانون! يشتمون ويهددون بالقتل والويل والثبور ومساويء الأمور! يصفون خصومهم بعبارات تخدش الحياء!!.

ماذا لو قلت ما بدخيلتي بشأن لعنة استعمال الإسم المستعار؟ أليس الإسم المستعار هروبا ونكوصا وقناعا وقلة ذوق؟!! الم يكن المنتحل لاسم غير اسمه خائفا بالمعنى العام وجبانا ً بالمعنى الخاص؟ اليس من حق القانون الحضاري ملاحقة المنتحلين ومقاضاتهم؟ بل وبل وبل : هل انتحال الشخصية مقتصر على الاسم المستعار ام ان الكذب على الآخر والظهور بمظهر مغاير لحقيقة الكاتب او المنتحل وجه آخر من وجوه الاسم المستعار؟ ا لماذا يضعون اقنعة على وجوههم؟ لماذا يتحجبون حجاب رجال قبيلة الطوارق الأفريقية؟ اية شجاعة في ان تقول وتهاجم وعلى وجهك قناع؟

مرة كتبت في الموضوع ذاته وبعنوان استفزازي لا اريد ان اكرره فكتب احدهم علي سبيل المناكدة ان اسم عبد الإله الصائغ هو اسم غير حقيقي ثم تحداني ان اذكر عشرة كتاب يكتبون بأسمائهم الأكيدة ولا يلجأون الى مقرفات الاسم المستعار! فذكرت له بعضا من الأسماء واتذكر ان العدد كان خمسة وعشرين اسما! فسكت هو وزعل بعض الكتاب الذين يكتبون بأسمائهم الواقعية ولم اذكرهم زعلوا لأني نسيتهم!! وها انني اذكر قائمة اخرى بأسماء الكتاب الذين اعلنوا عن اسمائهم دون خوف في زمن البعث الأصفر وما زالوا يكتبون في زمن ذبح الآدمي باسم الإسلام وفلسطين والقومية البدوية!! واعد بذكر من نسيت اسماءهم بقائمة ثالثة ورابعة
: محمد حسين الأعرجي وماجد عزيزة وحميد العقابي وعزيز الحاج وحسن العلوي وعبد الخالق حسين واحمد النعمان وداود الحسيني ووئام الملا سلمان وحامد الحمداني وزهير عبود ومنذر الفضل ونبيل ياسين وفؤاد ميرزا وبهجت عباس ودانا جلال وكوردة امين وبلقيس حسن وعبد المنعم الأعسم واسماعيل محمد اسماعيل وناصر الحجاج وعقيل القفطان وسلام الياسري وعبد الرزاق الربيعي ونورا الصائغ وضياء الحافظ وفالح الدراجي وتيسير الآلوسي.....

د. سلمان شمسة / د. صاحب الحكيم / د. عبد الخالق حسين / جاسم المطير / زهير كاظم عبود / د. محمد حسين الأعرجي / د. نبيل ياسين / حسن العلوي / د. عزيز الحاج / صادق الصائغ / زهير الدجيلي / د. احمد النعمان / وئام الملا سلمان / روافد الياسري / حامد الحمداني / فالح الدراجي / ناصر الحجاج / د. موفق الربيعي / ماجد عزيزة / فيصل لعيبي / نزار حيدر / د. غسان العطية / عبد الكريم الكَاصـد / د. هاشـم العقابي / فاطمـة المحسن / كرم نعمة / فوزي كريم / فؤاد ميرزا / حميد العقابي / عبد المنعم الأعسم / د. تيسير الآلوسي

/ عقيل القفطان / الفريق فوزي الشمري / الجنرال نجيب الصالحي / كمال سبتي / نجاح محمد علي / رياض الحسيني / داوود الحسيني/ سلام الياسري / توفيق الياسري / د. منذر الفضل / هارون محمد /

قاسم حسن /ونشأت المندوي /وبهاء الدين البطاح /ونزار حيدر /ورياض الحسيني /محمد سعيد الطريحي /اسعد الخفاجي /اسامة العقيلي وعبد الكريم هداد /احمد الياسري /روافد الياسري/محسن الجيلاوي/ وسعد صلاح خالص /خيون التميمي....................( في المقالة القادمة ا اواصل ذكر السادة الأفاضل ممن فاتني ذكر اذكرهم اسمائهم فعذرا ).

والحال ذاته بل الأسوأ في غرف البلتاك فأنت قبالة اسماء تكعيبية مفخخة من نحو : شارون / صدام / ابو السوالف / جيبه ليلو / عجيب امور قضية / بنت البادية / ام السوالف / دراكيولا..... وقد تكتشف ان حامل نك نيم صدام هو عدو لصدام! وبرايمر خصيم لأمريكا! بل وقد يكتشف بعض الدبقين البالتاكيين ان (انا حلوة ) انما يخبيء وراءه رجلا سمينا مثل فيل ثقيل ووجها اغبر مثل وجه الزنيم واصلا ابتر بعرق لئيم!! وقد يجد الآخر ان اسم ( ابو المعيد ) يخبيء امرأة متحجبة بهذا النك نيم! والدكتور رمضان العراقي انه ليس اكثر من امي مركب ( لا يدري ولا يدري انه لا يدري ) وانه فلسطيني او مصري وليس عراقيا!! فضلا عن الجواسيس الذين يسجلون الكلام يوميا ويسلمونه الى قتلة الديموقراطية!!

فكرة المكابدة هذه سأجعل لها هماً مركزيا يؤول الى ان لعبة الخفاء والتجلي ينبغي ان تكون مسوَّغة! متى تصلح ولماذا!! ان تختفي عن الأنظار حقٌ من حقوقك لا ينازعك عليه احد! وأن تبدو للعيان شأن من شؤونك لا حق لسواك في ان يُقَرِّعُك من اجله! بعبارة اخرى قد تكون اوضح : متى يخفي أحدنا اسراره او ملفه او حتى اسمه؟ ولماذا يخفي؟! بعبارة تطبيقية ثالثة : ظاهرة اخفاء الإسم أو انتحاله في وسائل الإعلام وبخاصة الصحافة التقليدية و صحافة الأنترنت وفي الصميم غرف البالتاك!! ألها ما يسوغها؟! هل يمكن التخلص منها؟ كيف ولماذا ومتى!؟؟؟ سأروي لكم هذه الحكاية الواقعية ومعي شاهد عدْل هو الكاتب العراقي المعروف السيد محمد الصوافي!! سنة 2001 زرت السيد الصوافي الى احدى ساحات ديترويت وكان يبيع السجاد الذي تحمله سيارته الفان و الصوافي يمضي وقته حين يكف الزبائن عن الشراء في قراءة الكتب الأدبية والفكرية! زرته لأستعيد منه عددا من مؤلفاتي التي استعارها مني فوجدت رجلا في الأربعين ضئيل الجسم ذا شهية في الحديث لا يغبط عليها! وما إن عرفني به الأستاذ الصوافي حتى عانقني وكأنه يعرفني بالتفصيل الممل! انت البروفسور الصائغ وقبل ان اجيبه عانقني بلهفة غريبة! قلت له هل تعرفني يا اخي؟ فقال محتجا : أهناك عراقي شريف لا يعرفك؟ فعدلت سؤالي حين فهمت انه لم يفهم سؤالي!! قلت له اخي هل قرأت مؤلفاتي مثلا؟ مقالاتي مثلا؟!! فقال بلهجة واثقة : تعني كتبك هذه التي مع السيد الصوافي؟ قلت له بالضبط! فتغيرت فجأة ملامحه وقال : لا لم اقرأ لك شيئا ولكنني سمعت عنك الكثير!! وسألته : ماذا سمعت ارجوك؟ كل خير قال محدثي! ثم اراد ان يغير الحديث ويبدو انني ضايقته بأسئلتي فقال :هل تعمل يا استاذ! فأثار سؤاله مواجعي واهتمامي فسألته وهل انت قادر على تشغيلي؟ فقال أي معلوم كيف واحد مثلك لا يجد شغلا؟ صمت قليلا ثم سألني : هل لديك استعداد ان تعمل سائق تاكسي من المطار الى ديترويت وبالعكس! فصافحته بكلتا يدي وهي طريقتي للتعبير عن امتناني للآخر ورحت اتخيل نفسي وانا عائد من عملي الجديد ومحفظتي ملأى بالدولارات! فجأة سألته : وكيف لي ان اوفر ثمن شراء سيارة التاكسي وديوني سدت الطرقات امامي؟ فضحك كأنه يسخر من سذاجتي وقال : هداك الله انا الذي سيشتري لك سيارة التاكسي! ولن ادعك تدفع من جيبك شيئا!! ليش آني وين رحت!! مقابل ماذا يا اخي سألته؟ مقابل انك عراقي شريف وبروفيسور ومؤلف كتب!هكذا اجابني! فازددت اعجابا بهذا المخلوق العملي وشكرت في سري صديقي الصوافي الذي منحني سانحة اللقاء بهذا العراقي الشهم! وكحالة من الإنسجام بيننا قلت له بنبرة ممتنة : حبيبي انطيني رقم تلفونك موبيل فون الذي تحمله بيدك!! كأنني لسعته فقال مذعوراً : هذا التلفون مو مالتي والعباس هذا التلفون مال مرتي! فاعتذرت له وقلت له : اوكي ماكو مشكلة انطيني تلفون بيتك لكي اخابرك ونكمل تفاصيل عملي!! فأجابني وقد اصفر وجهه وانشقلت عيناه : مولاي والحسين كفيلك ما عندي تلفون بالبيت يمعود.. ها! لحد اللحظة لم اتنبه الى هذه المفارقة الغريبة! قلت له : ولا ايهمك حبيبي : انطيني عنوان بيتك حتى... فقاطعني مرعوبا : ليش دكتور آني شمسويلك حتى تسأل عن عنوان بيتي؟ لا لا ما اقدر انطي عنوان بيتي لأي انسان ليش آني امخبل!! كذلك لم اتنبه بعد الى الرعددة في هذا المخلوق! فقلت له ببساطة المغفلين لأنني لم استوعبه بعد : اوكي اوكي ولا ايهمك طيب انطيني اسمك! فانتفض كأنني لسعته في مكان محظور من جسده الشريف والتفت الى الأستاذ الصوافي وقال له : هاي اسوالفك سيدنا اتعرفني على ناس ايحققون ويايه؟ فأفهمه الصوافي ان السؤال مشروع وطلب اليه ان يعطي اسمه بعد ان احجم عن اعطاء ارقام هواتفه وامتنع عن تقديم عنوان بيته! فقال لي صاحبي غريب الأطوار : دكتور الخاطرك راح انطي اسممي تره آني ما انطي اسمي لياهو الجان ( ج تقرأ CH )! اسمي يامحفوظ السلامة والبكَة : ابو حسن اي والله ابو حسن والعباس ابو فاضل! قلت له وكأنني لم اكتشف رعددته بعد : لا.. اريد اسمك مو اسم ابنك انطيني اسمك واسم ابوك فقاطعني وقد نفد صبره معي : دكتور بس كَلي آني شمسويلك حتى اتريد اسمي؟ دكتور لتتعب واتعب نفسك ما كو مجاهد عاقل بأمريكا ينطيك اسمه الصحيح!! عندها ادركت ورطتي مع هذا المخلوق وعجبت كيف انني احتملت رعددته! فقلت له : ابهذه النماذج المرعوبة سوف نقاتل صدام حسين وننتصر عليه؟!! فهتف : والله آني اروح ابدربي واجي ابدربي وما لي شغل بالدنيا ولا السياسة!! فالتفت الى الصديق الصوافي وقلت له وانا اشير الى ( ابو حسن ) صدق جبران خليل جبران حين وقف مثل موقفي في امريكا مع خائف مرعوب كهذا الأبو حسن فقال :

وفي الزرازير جبنٌ وهي طائرةٌ وفي البُزاةِ شموخ وهي تحتضر

وبعدها اكتشفت ويالهول ما اكتشفت ان أعدادا كبيرة من لاجئي امريكا تتكنى بغير كناها وتتلقب بسوى القابها وتنتحل اسماء لا تشاكل اسماءها! وعرفت انهم يخشون على عوائلهم في العراق من انتقام البعثيين القتلة!! لكن المحير حقا وصدقا ان كثيرا من الخوافين الذين يستهلكون الأسماء المستعارة كانوا لا يشكلون اي وزن بالنسبة للسلطة المقبورة وهم ناعمون بخمول ذكرهم وضآلة حجمهم ومحدودية تأثيرهم ولا يعقل ان النظام البعثي المُدبِر كان من الغباء بحيث يترك الأسماء المؤثرة سياسيا او اجتماعيا او عسكريا او علميا ويبحث عن ابو حسن ليغتاله او يؤذي عياله!! وكنت اسأل نفسي مثلا أليست لنا نحن الذين نكتب بأسمائنا الصريحة عوائل في العراق وأهل! وهل الأسماء التي كانت تكتب ضد البعث في زمن البعث هل كانت لا تفقه فقه ابو حسن؟؟ أكانت مستعدة للتضحية بالأهل في العراق وهي تنعم بالأمن في الغرب! لماذا لم تختر لها اسماء مستعارة؟! واليكم عددا ممن كان يكتب باسمه الصريح دون ان يخشى أذى او يعلل توجساً وهو اهم بما لا يقارن من ابو حسن وامثاله :

ونحاول هنا ادراج الأسماء المستعارة وهي وفق المرجعيات التالية :

1/ دينية ( محمد / علم الهدى /عيسى / لقمان / تبارك / والفجر / نور محمد / الحسين / نور الإسلام / قتيل الجن / ابو ذر / كرار / ابو ذر / عيشة.... ).

2 / تاريخية ( صلاح الدين / الأسكندر / عشتار / انكيدو / اريدو / جلجامش / شمش.... ).

3/ وطنية ( وطن / عراق / كاكا / ابن العلقمي / كوردستان / بغداد / ابن الرافدين / نخلة تمر / فرات / بابل / موصلي / هور كلداني / فيلي.... ).

4 / استفزازية ( صدام / حلا / ابو سفيان / الدوري / برايمر / قاهر الشيعة / ماكو الله / بعثي / ناظم كَزار / يزيد / ناصبي / رافضي.... ).

5 / محايدة ( منى / رباح / بلبل / نعمان / نادين.. ).

6 / نوئية (ستار / شعبان / رجب / سكاي / تورنيدو / بركان... ).

7 / فولكلورية ( معدان / قوري / جفجير / تنـور / رغيف / قوزي على تمن / ابو عظام / كليجة / ابو الجوع / زعطوط / شكو ماكو /.. ).

8 / أدبية ثقافية ( المتنبي / نزار / لبيد / عنتر / قرطاس / كتاب / المفيد / الطبرسي / شكسبير / اراكَون / نوار / كَوكًَان / هاملت / جيفار ا.. ).

9 / أجنبية (// سن شاين / هاملت / جيفارا / كاسترو / ليون / كَوكَان / كَولد سمث.. ).

وإذا كنا قد غضضنا النظر عن تقليد الأسماء المستعارة زمن صدام او قبلنا بذلك على مضض فإن الزمن الأسود قد احترق ودالت دولة دولته وبنا ميل الى ان من يصرون على استعمال الأسماء المستعارة الآن هم المجموعات التي لم يزايلها الرعب ولن يزايلها او المجموعات التي تريد ان تطعن بالآخرين دون ان ينالها حرج قانوني او طقس اجتماعي او عرف اخلاقي! ويمكن ملاحظة ذلك من خلال المقالات التي ينشرها اولئك وينالون من خلالها بالرموز الوطنية او المعتقدات الدينية والإجتماعية أو يشتمون بعض الشعوب العراقية من غير العرب كالكورد مثلا او التركمان! او الأمازيغ... وفي غرف البالتاك يكون الأمر اشد فجائعية وغرائبية فبإمكان اي طرطور ذي اسم مستعار ان يشتم من يشاء او يستعمل ضده ابذأ الكلمات! دون ان يرف له جفن فصارت بعض الصحف وصفحات الأنترنت وغرف البالتاك في حالة اضطرار فمن حجب المقالة او المكابدة وعدم نشرها الى تنقيط اي زائر غير معروف او طرده نهائيا بسبب الحرج الذي يتعرض له رئيس التحرير او المدير او الآدمن حين يساء الى بعض االأسماء والرموز والشعوب والمذاهب! وقد يكون لذوي الميول الصدامية والوهابية والقومية والسلفية والطائفية والغوغاء ايضا من محرومي الجاه والطحالب أثر في اشاعة البذاءة والسباب والتسقيط فتارة يخطف المايك احد هؤلاء فنسمع منه تعبيرات نسيناها منذ ربع قرن! وتارة نقرأ كلاما مخجلا او تطاولا مقرفا!! واذا احترز الآدمن فإن اولئك او من تشبه بهم يكتبون على التكست عبارات مثل ( ابو الضراظ ابو الفسو ابو العيو.. ام الزبو....!! منيو... قحبــ! خونة عملاء! خدم امريكا /..... ترة نعرف عناوينكم وشوفوا اشراح انسوي بيكم وبعوائلكم!! ونسأل ذوي الرأي والحجا اما لهذا الليل الإعلامي او الأنترنيتي من آخر؟ خذ هذه : يوم الأحد الثالث من اكتوبر من 2004 دخلت غرفة شعيط وبعيط وجرار الخيط! وهي غرفة محترمة بكل المقاييس ولكنني فوجئت بحملة ظالمة تتهجم على اشقائنا الكورد وترتجف حقدا وكراهية بما يذكرنا بالأطروحات القومية المقبورة ضد الكورد! من نحو ان الكورد غير عراقيين او انهم مزمعون انفصالا او او!!! ثم تحول الحديث للنيل من الفيدرالية فهم يظنون ان الفيدرالية سوف تلحق اضرارا بالعراق فتقسمه وتضعفه واتهموا الذين يؤيدون الحقوق الكوردية بأنهم ينافقون كي يمنحهم وزير الخارجية الكوردي الأستاذ زيباري مناصب في السلك الدبلوماسي ولعلهم ( المدافعين عن الحق الكوردي ) يطمحون في ان تجري الفضائية الكوردية مقابلات معهم وبمثل هذا الطرح المغفل غير المهذب كان بعض زوار الروم يتطاولون على اسيادهم وحين طلبت من رجل يحمل اسما مستعارا هو ( ابو حالوب ) ان يكشف لنا اسمه الحقيقي وانا اعرف من هو ولَدَيَّ معلومات دقيقة عنه منها اصابته بعوق نفسي وسعيه نحو المال فادخر منه الكثير على حساب ضياع العائلة وانه لم يقرأ كتابا وإنما يلتقط ما يسمعه ويجربه على البالتاك وانه امضى عمره نائب ضابط دون ان يتزحزح الى رتبة اعلى واذا جاءت الإنتفاضة هرب خلاصا من الجيش ومذلته!! قلت له افصح عن اسمك فانا اكلمك باسمي الحقيقي! فكان جوابه مثيرا للشفقة إذ اعتذر عن كشف اسمه وامعن في شتم الكورد والفيدرالية وتطاول على الكتاب الشيعة الذين يدافعون عن الكورد ولا يدافعون عن الشيعة او العراق!! بل وان من يحمل درجة بروفسور وهو يعنيني حصريا هم خونة وخدموا نظام صدام وووو.... الخ ثم وصل اليَّ انه يتجول بالغرف ويثير الزوابع الفنجانية ويتشبه بالأدباء والمفكرين وان هاجسه المرضي هو الشهرة ولو على ظهر بغل والإرتفاع ولو على خازوق! ويدخل هذه الغرفة المحترمة منبوذ آخر اسمه ابو سارة فيشتم الديموقراطيين ويتهمهم بالعمالة للأجنبي ثم يمتدح الفارس القومجي صدام حسين واذا ايقن ان الغرفة هاجت وماجت ورفعت الأيدي لتعترض عليه وتصوب له خرج من الروم وذهب الى روم آخر بحيث ايقنت بشكل قاطع ان ابو سارة موكول اليه ان يدافع عن صدام ويهاجم الشعب العراقي! وقد بان ذلك مثلا يوم الأحد 3 اكتوبر 2004 الساعة الثالثة بعد الظهر في روم ( عراق اليوم عراق النصر والمقاومة وقد استضافت الروم عتاة قتلة الشعب العراقي وسارقي قوته وللمثال كان من بين الضيوف رغدة صدام حسين والهارب عن العدالة صلاح المختار والمحامي الأردني زياد الخصاونة وادارت الروم ابنة صلاح المختار واسمها بعث صلاح المختار وعمرها 24 سنة! فأي مستقبل لهذه الشابة ابنة المنافق البعثي المطلوب للعدالة! واختارت الشبوبة بعث اسمها المستعار أي نك نيم ( جيفارا )!! لن اتحدث عن التهديدات التي وجهت للعراقيين ولكنني اتحدث عن ابي سارة الذي يزور غرف الديوان العراقي والبيت العراقي والبرلمان العراقي والعراق الفيدرالي الجديد ليعيث فيها فسادا كان ابو سارة قد رفع يده مع العشرات الذين رفعوا اياديهم الملطخة بالدم العراقي فإذا جاء دور ابوسارة خاطب رغدة وهو يبكي بكل النفاق الدموي ( مولاتي السيدة رغدة ابنة المسيح الأسير البطل القومي صدام حسين فرج الله عنه! انني اقول ان اباك هو المسيح وان اعماله العظيمة سوف تجعلنا نلهج بحمده! ايتها المجاهدة كل الشرفاء معك ومع الأسد الأسير صدام حسين.... الخ من هذا اللغو... ) وفيما يلي اقتبس من مقالة الدكتور عصام عمر السامرائي المنشورة 4 اكتوبر 2004 فهي وافية شافية :

فاستمعت وإذا السيدة (رغد) لم تحسن استعمال البالتوك مثلي، فرددت يا للمصيبة زوجها كان وزيرا للمعلومات والتصنيع وكل شيء، ووالدها مالك العراق أرضا وشعبا وسماء، ولم يعلمها (البالتوك)، فقلت هذه حسنة من وجهة نظري التي بنظر أجيال أبنائي وجهة نظر رجعية، فقلت أنها سيدة بيت ولا تحبذ البالتوك، والشات، والدردشة التي أسقطت عائلات كثيرة في هذه الغربة اللعينة، و فرقتها تحت طائلة الانفصال والطلاق، وبعد أخذ ورد، وتملق لم أسمعه بحياتي من معظم الناس الذين كانوا في الغرفة التي دارت بها الندوة، وأعتقد هي غرفة (المقاومة) وذلك ليلة الثالث على الرابع من أكتوبر الجاري، فشخص يقول لها تعالي ياريحة الطيب والغيرة أنا أعلمك كيفية الدخول، والأخر يقول لها أهلا بالسيدة الماجدة العظيمة رغد، والأخر يقول لها أهلا ببنت البطل الصنديد، وكل خمسة دقائق يأخذها شخص خارج الغرفة كي يعلمها كيفية الكلام عبر المايك فلم تفلح، ومديرة الغرفة بصوتها الذي (يلعلع) انظري يا بنت البطل، أنظري يا سيدتي رغد بنت القائد صدام حسين، أنظري ماذا يكتب محبوك وعشاق أبيك وووووووووووو، والتي اسمها الرمزي ( تشي جيفارة) التي أجزم لو كانت أمامها رغد صدام حسين لسجدت لها وقالت لها ( رغد ربي، وصدام نبيي)، فلقد كالت بألف مكيال تملقا اتجاه رغد، والمحامي الأردني ( الخصاونة) الذي خاطبته أنت العظيم يا أستاذ الخصاونة لقد منيت علينا بالبركة من خلال هذه المحاضرة العظيمة، وكانت قاسية بكلامها اتجاه المظلومين والمضطهدين الذين عبروا عن مشاعرهم بطريقتهم، بل وصل الأمر لحد القيء الحقيقي، فالناقد يُسب ويُشتم، والمعترض يجد نفسه خارج الغرفة، فلم نفهم لماذا قرروا المحاضرة، وماذا يريدون أن يقولوا من خلالها، لقد بدأت وانتهت كلها مديح، وتهريج، وتصفيق، وكلاما ملّ الشعب العراقي منه طيلة (35) عاما من الحكم الفردي والرقص والمديح والردح، والنتيجة ضاع العراق، ولم يدافعوا عن بغداد يوما واحدا، بل دافعت مدينة أم قصر القصية في الجنوب أكثر منها، وسجلت صفحة بطولية في تاريخ العراق.

وكان المديح من العرب لا أستطيع أن أحصيه إطلاقا، علما أني أسميتها ( غزوة يتامى صدام من العرب) عبر البالتوك، وهؤلاء حقهم حيث فقدوا بنكا دولاريا ساريا، وحقهم حيث كانوا يدخلون العراق ويخرجون كالأمراء بأوامر النظام الحاكم في العراق، والشعب العراقي مشرد في بقاع الأرض، والقسم الآخر يعيش تحت سوط الحصار، وظلم المسئولين البعثيين، كذلك أسميتها ( فورة دم صدامية) وليس بعثية، لأن حزب البعث في العراق بقي في صدور من آمن به سرا مخفيا، وتحول الحزب إلى الحزب الصدامي الذي يؤمن بأحاديث صدام، ومقولات صدام، وما يريده صدام، وولدي أطلق عليها أسم ( الحنين للماضي) وقال اتركوهم ينفسّون عن أنفسهم، خصوصا عندما نراهم يطربون عندما يُنادون بوظائفهم السابقة، فمثلا تملقت مسئولة الغرفة كثيرا وكثيرا، وقالت والآن مع الأستاذ والعراقي الأصيل السفير ( صلاح المختار)، وتكلم المختار وإذا به يشتم الشعب العراقي، ويصف انتفاضة عام 1991 بانتفاضة العجم، والخونة، والإيرانيين، ويمدح بقائده صدام مدحا خرافيا، وعاهد وبايع السيدة رغد صدام حسين بشكل علني، وردد كلمة نحن عائدون، كذلك جاء دور الدكتور ( سعد قرياقوس) والذي أنكشف على حقيقته التي كان يخفيها طيلة الفترة الماضية تحت الوطنية والمقاومة، وإذا به يبايع السيدة رغد، ويشيد ببطولات صدام حسين، ويشيد بأمجاد النظام السابق، مما جعلني أن أطلب من ولدي أن يمزق الملف الأخضر، وأشرت بسبابتي إليه كوني حفظت به مقالات هذا الدكتور الذي خلط الوطن بصدام، ونال المديح من المحامي الأردني (الخصاونة) ومن مسئولة الغرفة مدحا وتأليها، وكان هناك الدكتور محمد العبيدي هو الآخر نال نصيبه من المديح والتأليه، وتعجبت أن يجلس أستاذ طلبة الدكتوراه لهكذا تهريج وتخريف، أما رغد صدام حسين، فلم تستطع التحدث عبر ( المايك) وكانت تحت اسم ( راما أحمد) بل تكلمت عبر الهاتف، وألقت كلمة تقلّد بها والدها من حيث الإلقاء، والمفردات، والآيات، والويلات للمخالفين، وحال ما انتهت من كلمتها التي مجدت العرب بها أكثر من العراقيين كوالدها في أحاديثه وكلماته، وعرفت من أين تؤكل الكتف حيث ثلاث أرباع الغرفة هم من الفلسطينيين و اللبنانيين والإماراتيين، ومعهم الصداميين طبعا، وحين ما نقول الصداميين كي نفرقهم عن البعثيين الذين بينهم يفقهون في السياسة والطب والأخلاق وغيرها، وحال انتهائها وإذا بها تشتم شخصا يحمل الاسم ( سالم) كتب يسألها ( يا رغد هل تعرفين أين والدك الآن، وأين عدي وقصي بطريفة تهكمية) وإذا بها تقول له بالحرف ( هذا الذي اسمه سالم لا سلمه الله، هذا الحقير، الكلب، والمنافق، أن عدي وقصي أشرف منك ومن أهلك وقاتلوا دفاعا عن العراق، وأن والدي مقيد بالسلاسل من أجل العراق، وأنت النذل الجبان والكلب، والله لو نعرفك ويعرفوك من هم في الداخل لقطعوا لسانك أيها الكلب..الخ) هنا نقول للسيدة رغد صدام: أين دافع والدك عن العراق، ففي العرف العسكري يجب إعدام أبيك لأنه هرب من أرض المعركة، وهو القائد الأعلى للقوات المسلحة؟ فالرجل هرب من القصر الجمهوري، إلى حفرة في قضاء الدور، ثم إلى زنزانة الأميركان، كذلك إذا كان عندك قدرة وعند جماعتك قدرة على قص لسان وتأديب السيد سالم، لماذا لا تقطعون لسان بريمر، غارنر، نغروبتي، سانشيز، كميث والعملاء الذين معهم؟ إ. هـ

ان محنة الأسماء المستعارة بدأت تستفحل وتتفاقم وبات السكوت عنها كالسكوت على قنبلة موقوتة موضوعة تحت وسادتنا! او مخبوءة في دمى اطفالنا!! ولابد من الحل والحل السريع الحاسم قبل فوات الأوان وبخاصة وان الأنترنت سلاح نووي فتاك صار بمستطاع اي بدوي جلف معتوه ان يفجره على رؤوس الأبرياء ممن يختلف معهم بالرأي! تكنلوجيا متقدمة جدا جدا صار بمقدور المتخلفين تسليطها على رقاب التقدميين!!

لقد كتبنا مرات ومرات لأصحاب المواقع الأنترنيتية والبالتاك بضرورة الإلتزام بالحدود الدنيا للأدب ولغة الخطاب الديموقراطي المتوازن! لكن المواقع الباحثة عن النجومية غير مستعدة للإصغاء الى مقترحي بأن يوقع المعنيون على ميثاق الشرف! ولست يائسا لأن جولة الباطل ساعة وجولة الحق الى قيام الساعة!! وسأضع مقترحات بين ايدي مدراء صفحات الأنترنت وإدارات غرف البالتاك والكتاب والمتكلمين والجمهور المستهلك وإذكر به فالذكرى تنفع الشرفاء :

1/ يحظر بشكل قاطع استعمال الأسماء المستعارة! واذا حصلت حاجة امنية للإخفاء فليكن الإسم المستعار مستندا الى مرجعية مشرفة!!.

2/ يعمل الموقع ارشيفا للناشر او المتكلم فيه صورة فوتو غرافية حديثة مع الإسم الكامل ومكان السكن والهاتف والإيميل.

3/ يعاقب المسيء بحرمانه من النشر او الكلام فترة تناسب اساءته.

4/ يقصى الكتبة المتحاملون على شعبنا الكوردي او أي طيف عراقي ولا ينشر له شيء من قذاراته.

5/ يطالب الكاتب او المتداخل بامتلاك الحد الأدنى من المعرفة والصدق والتوفر على اللغة نحوا وصرفا وإملاءا وحين يقتنع مدير الموقع او الروم ان الكاتب ليس كاتبا وانما هو جاهل كاذب فعليه شطب اسمه.

6/ يحال الى المحكمة الأنترنيتية كل مسيء او بذيء او متطاول وقد يحال معه مدير الموقع او الروم.

7/ يحرم البعثيون القتلة ومؤيدوهم من الوهابيين والعربجة من نشر مقالاتهم او منحهم سانحة الحديث فالقاتل والمشجع على القتل مكانه قفص الإتهام وليس الأنترنت وبين الشرفاء ومن يسمي احراق الحلم الديموقراطي الفيدرالي العراقي حرية الرأي والرأي الآخر فهو اما غالط او مغالط.

8/ الكف عن شتم الشارع العربي والقومية والإسلام واليهودية والمسيحية والصابئية والإيزيدية والسنة والشيعة والمرجعية والأحزاب العلمانية او الدينية! والعرب والكورد والتركمان والكلدان والآشوريين..........

انني اكتب متفائلا آملاً ان اجد العون من الزملاء الكتاب من اجل صناعة حملة توقف زحف التصحر في المواقع الأنترنيتية وفي نفوس البعض منا فما لبث الأمل كبيرا وعريضا لكي ينهض المثقفون من كبوتهم الفجائعبة! لقد جربنا الحقد والقتل طوال تاريخنا الدموي الخؤون فلنجرب الحب والسلام ماتبقى من اعمارنا المعدودة :

أطلب ولاتضجر من مطلبٍ فآفةُ الطالب ِ ان يضجرا

ألم ترَ الحبل بتكراره في الصخرة الصماء قد اثرا.

14 اكتوبر 2004

اميركا