مشاورات متلاحقة لتقريب المواقف في الكويت
الضبابية تخيم على أجواء ترتيب بيت الحكم


إقرأ أيضا

المبايعة تنتظر الاجراء الدستوري

مبايعة الشيخ صباح الأحمد أميرا للكويت

اصطفاف السالم لصالح صباح

دوائر صنع القرار الخليجي ترحب بالتغيير في الكويت

فاخر السلطان من الكويت: أثار عدم حضور كبير السن في أسرة آل الصباح ورئيس الحرس الوطني الكويتي الشيخ سالم العلي الصباح وعدد آخر من الشيوخ ، جلسة quot;البيعةquot; لرئيس الوزراء الكويتي الشيخ صباح الأحمد التي عقدت أمس الجمعة الماضي في دار quot;سلوىquot; ،والتي اعتبرها المراقبون بمثابة حسم لأمر الإمارة بسبب الوضع الصحي غير المستقر للأمير الشيخ سعد العبدالله، جدلا كبيرا في الأوساط السياسية الكويتية ،ما حمل معه مؤشرات بأن الشيخ سالم العلي لم يقبل بتلك البيعة وهو ما جعله يصدر بيانا ليل الجمعة يؤكد فيه أنه ومجموعة كبيرة من أسرة آل الصباح يؤيدون الشيخ سعد العبدالله أميرا للبلاد ويدعون مجلس الأمة لتحديد جلسة لأداء الأمير اليمين الدستورية.

وقد كان يوم أمس عصيبا بالنسبة للأجواء السياسية في الكويت، حيث لم تحمل الأمور المتعلقة بترتيب بيت الحكم ما يوحي بأنها تسير نحو الاستقرار السياسي، بل جل الأنباء والمداولات كانت تؤشر إلى تعقّد الأمور بالرغم من أجواء الفرح التي عمت صباحا بعد الأنباء التي وردت من دار سلوى، لكن بحلول المساء بل وقبل المساء، وبسبب غياب الشيخ سالم العلي ووزير الاعلام والنفط السابق الشيخ سعود الناصر الصباح ورئيس جهاز أمن الدولة السابق الشيخ مشعل الجراح ووزير الداخلية السابق الشيخ محمد الخالد الصباح ونجل الأمير الشيخ فهد السعد عن جلسة البيعة فإن الأجواء كانت ملبدة بالغيوم، وأوحت بأن هناك حالة عدم رضى من قبل أطراف محسوبة على الشيخ سالم العلي وعلى جناح السالم بشكل عام من إجراءات البيعة.

وتداولت أنباء بأن اجتماعات عديدة جرت في قصر الشعب، مقر اقامة الشيخ سعد، انتهت الى صدور بيان المساء الذي أيد الشيخ سعد أميرا للبلاد. كما تداولت أنباء أخرى بأن عدة محاولات جرت مع الأمير لتهيئته لأداء القسم. وأشار المراقبون من جانب آخر الى حضور عدد كبير من الشيوخ الشباب المحسوبين على جناح الشيخ سالم العلي لجلسة البيعة هو مؤشر على عدم اتفاق بين أطراف هذا الجناح فيما جناح الأحمد يسر في خطواته وفق اجماع في ما بينه.

وكان الشيخ سالم العلي قال في بيانه ان quot;الامير الشيخ سعد سيؤدي القسم الدستوري في البرلمان. وقد وجه كتابا الى رئيس مجلس الامة لعقد جلسةquot;. واعرب ومجموعة من الشيوخ عن مؤازرتهم الشيخ سعد, كما جاء في البيان الذي أوردته وكالات الانباء.

وقالت صحيفة quot;السياسةquot; أن أبناء الأسرة الحاكمة وضعوا في دار سلوى مصلحة البلد فوق كل اعتباروتوجهوا في ما يشبه الاجماع من كل فج في الكويت الى حيث يقيم الشيخ صباح الأحمد, ليعلنوا مبايعتهم له وثقتهم فيه مقبلين رأسه أو كتفه أو يده في ما يعرف بمبايعة الولاء.

وقالت الصحيفة أنه لم يرصد في دار سلوى غياب كثير من أبناء الأسرة, وان كان أبرز الغائبين هو الشيخ سالم العلي رئيس الحرس الوطني, فيما غاب كذلك الشيوخ سعود الناصر ومحمد الخالد ومشعل الجراح وفهد سعد العبدالله.

وتقول الصحيفة أن الطرف الغائب كان يريد ان يعبر الشيخ سعد العبدالله الى مجلس الأمة ليؤدي القسم ويباشر مهامه رسميا, ومن بعدها يتم النظر في الأمر برمته, ويعاد ترتيب الأوضاع وفقا لما تتوصل اليه مشاورات الأسرة.

ووردت أنباء اليوم أن أبناء الأسرة الحاكمة سوف يجتمعون اليوم للبحث في التباين في موضوع البيعة وموضوع بيان الشيخ سالم العلي. كما يعقد مجلس الوزراء اجتماعا اليوم تتم خلاله دراسة آخر المستجدات، وفي ضوئها يتوقع أن تحيل الحكومة كتابا الى مجلس الامة مفاده ان الشيخ سعد العبدالله غير مؤهل صحيا للحكم، بحيث تضع الامر امام نواب مجلس الامة في ضوء ما استقرت عليه اسرة الصباح التي اجتمعت واختارت الشيخ صباح اميرا للدولة, إلا أن هذا الإجراء يصبح غير وارد إذا تقدم الشيخ سعد العبدالله بكتاب يطلب فيه إعفاءه من منصبه.

وستطلب الحكومة وفقا لمصادر رفيعة المستوى، تحدثت إلى صحيفة السياسة، عقد جلسة سرية لمجلس الامة يرجح ان تكون الاثنين او الثلاثاء تتم خلالها مناقشة الترتيبات التي توافق عليها ابناء الصباح واتخاذ الاجراءات الدستورية اللازمة في هذا الصدد.
وأشارت المصادر ايضا الى ان الحكومة بعد انجاز دستورية الاجراءات ستدار لمدة ثمانية ايام من قبل النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء الشيخ نواف الاحمد بانتظار ان يكلف الامير الجديد من يراه لترؤس الحكومة وينظر ايضا في من سيصبح وليا للعهد وان كان اختيار هذا الاخير قد يطول امده باعتبار ان الدستور قد حدد مهلة سنة كاملة لتعيين ولي للعهد.

وكانت أحد السيناريوهات قد أشارت إلى أن ولاية العهد قد تحسم لصالح الشيخ محمد صباح السالم (وزير الخارجية) إذا ما أصبح الشيخ صباح الاحمد أميرا، وأن الشيخ نواف الأحمد سيصبح رئيسا للوزراء.

وكانت شخصيات سياسية كويتية أكدت أن الكويت فى حاجة الان إلى تعزيز روح الوفاء والتضامن والالتفاف حول الشرعية الدستورية وترتيب بيت الحكم وادارة الدولة على أسس ملائمة لتستانف البلاد مسيرتها الوطنية وتواجه استحقاقات الحاضر وتحديات المستقبل فى ظل وضع اقليمى حساس ومضطرب وواقع دولى متسرع التغيير.

وحذرت تلك الشخصيات فى بيان أصدرته الجمعة من أن ما يخيم على الكويت هذه الأيام من أجواء غير مستقرة وتجاذبات واستقطابات غير معتادة تتصل ببيت الحكم أصبحت تثير فى نفوس الكويتيين جميعا القلق المشروع خصوصا بعد أن اتضحت الآن عواقب ذلك التسويف ونتائج تجاهل ما كان المخلصون من أهل الكويت قد نبهوا اليه خلال السنوات الثلاث الأخيرة فى شأن ضرورة تفعيل قانون توارث الامارة كسبيل دستورى سليم لترتيب أوضاع الحكم ومستقبله ولسد ما كان قد برز من ثغرات.

وأهاب البيان أعضاء الاسرة الحاكمة أن يضعوا أمام أعينهم المصلحة الوطنية العليا للكويت وأن يحكموا العقل بعيدا عن العواطف والمصالح الذاتية أو الانية وأن يتجنبوا ترك الامور عالقة ومفتوحة على مختلف الاحتمالات.

ودعا البيان المؤسسات الدستورية فى الدولة خصوصا السلطتين التشريعية والتنفيذية إلى القيام بمسئوليتها فى التعامل مع الوضع وتلمس السبل الصحيحة لمعالجة الأمر وفق ما قرره الدستور وقانون توارث الامارة ذو الصفة الدستورية.