بعد انهيار التشاور واستقالة الوزراء الشيعة
اللجوء الى الشارع...خطوة لا تحمد عقباها

إقرأ أيضا

لحود: المحكمة الدولية لا تلزم الجمهورية اللبنانية

ألمانيا تحث لبنان على سرعة التحقيق بقضية القطارين

المحكمة الدولية تحت مجهر القانون الدولي

إقرار المحكمة الدولية : لبنان يتحضر للهاوية

حزب الله يعرّض صدره

ريما زهار من بيروت: بعد فشل جلسات التشاور في بيروت، واستقالة الوزراء الشيعة، تتجه الامور الى الشارع لإسقاط حكومة السنيورة، مع حملة مركزة باتت تطال حتى الرسائل الخلوية التي انهمرت على المواطنين لسؤالهم اذا كانوا يؤيدون حكومة السنيورة ام لا. وفي الاوساط الامنية يتم التحضير للأسوأ، لذلك بات طبيعيًا اليوم في بيروت أن تشاهد أعدادًا مضاعفة لقوى الامن منتشرين بكثرة في الشوارع منعًا لأي خلل أمني.

ومع تصريح النائب العماد ميشال عون عن أن المفاجأة ستكون بنزول المعارضة الى الشارع، أصبح الوضع أكثر تعقيدًا حتى لو اعلن الجيش اللبناني أنه سيتعامل مع المتظاهرين كما فعل مع متظاهري قوى 14 آذار(مارس) بمعنى انه لن يطلق النار على المتظاهرين ولن يعترض طريقهم.

ويقول مصدر مطلع ان قوى الأمن تعكف منذ فترة على دراسة السيناريوهات المحتملة للنزول الى الشارع، ولا يخفي خشيته من خطورة هذا الامر على الوضع الامني والسياسي والاقتصادي في البلد، ويفيد المصدر بان التجارب السابقة مع حزب الله كانت ايجابية وبأن هذا الاخير يعرف كيف يضبط رجاله، ويعرض على سبيل المثال ما جرى في تظاهرة عوكر الماضية أمام السفارة الاميركية والتي جرت دون أي حادث يذكر، كذلك التظاهرة التي رافقت زيارة رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الى لبنان، دون ان ننسى معظم تجمعات حزب الله حيث امتازت بالانضباطية الكاملة.

اما في ما يتعلق بما جرى قرب مقر الإسكوا في وسط بيروت في 30 تموز/يوليو الماضي بعد مجزرة قانا2، يرفض المصدر إلقاء المسؤولية في هذه الحادثة على حزب الله معتبرًا ان ما جرى كان نتيجة عفوية لما شاهده الناس من مقتل أطفال ونساء ابرياء، وهكذا لا يخشى المصدر من تظاهرات لحزب الله كذلك للتيار الوطني الحر لان التجارب السابقة اثبتت انضباط هذه القوى في الشارع. لكن المصدر يخشى من تدخل قوى خارجية ما يجعل من التظاهرات سببًا مباشرًا لاندلاع حرب اهلية في لبنان لا تحمد عقباها.

ويعتبر المصدر ان الشارع اللبناني يغلي اصلًا بالتجاذبات السياسية وحتى الطائفية وهو امر يخشى منه تفجرًا كبيرًا على الساحة اللبنانية،وحتى لو كانت أعداد الذين يريدون إحداث الشغب في لبنان قليلة فإن الامر قد يحدث فعلًا وتتحول اي تظاهرة عادية الى عمليات شغب كبيرة، مع وجود مناخ دولي واقليمي يشجع على إحداث مثل تلك الفتن.

المؤثرات الخارجية

ويضيف المصدر ان لبنان لا يمكن ان ينتزع من محيطه الاقليمي وما يجري مثلًا في العراق قد ينتقل الى لبنان من خلال تفجر مذهبي كبير قد يشهده البلد، ولا بد من التأكيد هنا على ان مصير لبنان ككل هو على المحك، وليس بمقدور اي فريق ان يتحمل مسؤولية جره الى الهاوية، وفي هذا الصدد هناك محوران في لبنان يتصادمان: المحور الاميركي ضد المحور الايراني، ويجب على اللبنانيين ان يأخذوا حذرهم من انفجارهما في لبنان الامر الذي قد يؤدي الى خراب كلي للبلد.

ومن هنا يصر المصدر على عدم تخويف اللبنانيين بل على دق ناقوس الخطر حتى يعي كل الافرقاء اهمية دورهم في التهدئة لان اللجوء الى الشارع في مثل هذه الاوضاع خطر جدًا. واذا نزلت قوى حزب الله الى الشارع فان قوى 14 آذار/مارس ستنزل بالمقابل، وسنكون امام شارعين ناريين لا احد يعلم الى ماذا ستؤدي نتيجة تواجدهما مقابل بعضهما. ومن مهمة قوى الامن في هذه الحال حماية الممتلكات من اي أذية كذلك الاشخاص المتواجدين في الاماكن الحساسة والتي قد تستهدف أمنيًا.

ويضيف المصدر ان القادة اللبنانيين سيلجأون حتمًا الى اساليب اقل حدة من النزول الى الشارع، لما للامر من خطورة، خصوصًا بعدما جرى في الآونة الاخيرة من تخريب وقنابل يدوية كانت تلقى على مراكز قوى الامن، الامر الذي يؤكد نية خارجية تريد اثارة اللبنانيين وخلق جو من التنافر بينهم.