القاهرة تستضيف قادة خمس دول على نحو عاجل
تدشين تحالف عربي لإطلاق برنامج نووي سلمي

إيران والمبادرة السعودية لتخصيب اليورانيوم

العاهل السعودي ومبارك إستعرضا مؤتمر أنابوليس

قمة بين مبارك والملك عبدالله في ختام جولته

نبيل شرف الدين من القاهرة: بينما تتواتر معلومات في الأوساط الدبلوماسية بالقاهرة عن اتفاق عربي على تدشين quot;كونسورتيومquot; لإطلاق برنامج نووي سلمي لإنتاج الطاقة النظيفة، فقد استأنف العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، والرئيس المصري حسني مبارك، محادثاتهما لليوم الثاني على التوالي خلال زيارة العاهل السعودي للقاهرة، والتي تأتي في ختام جولة خارجية قادته إلى عدد من العواصم الأوروبية وتركيا .

وتشهد القاهرة توافدا عربيا على مستوى القادة فبعد أن استقبلت العاهل السعودي والرئيس العراقي جلال طالباني، فقد وصلها كل من الرئيس السوداني عمر البشير ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وولي عهد البحرين الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة .

وأعلن الرئيس المصري حسني مبارك في 29 تشرين الاول (أكتوبر) الماضي أن مصر ستمتلك محطات نووية مدنية عدة مطلقة بذلك برنامجا جمد منذ عشرين عاما بعد كارثة تشيرنوبيل في العام 1986، وعلى الرغم من أن هذا الإعلان لا يشكل مفاجأة، غير أنه يأتي وسط أجواء مفعمة بالتوتر بسبب الملف النووي الايراني وبعد غارة اسرائيلية في أيلول (سبتمبر) على سورية على موقع زعمت تقارير أنه يشتبه في انه يضم نشاطات نووية، وهو ما نفته دمشق بشدة .

النووي العربي
ويرى خبراء في مصر أن هناك توجهاً عربياً لتكامل الخبرات والقدرات، فالدول العربية التي تتمتع بقدرات مالية، ليست لديها كوادر فنية والعكس صحيح غالباً، وبالتالي فإن تلك البلدان التي تمتلك قدرات اقتصادية يمكنها أن تمول الخبرات الفنية القادرة على تحويل هذا quot;الحلم النووي العربيquot; لإنتاج الطاقة إلى واقع ملموس من خلال صيغة تكاملية تتكفل فيها بعض الأطراف بالتمويل بينما تكون مهمة أطراف أخرى تقديم الخبرات، فضلاً عن تهيئة المكان المناسب لإطلاق هذا المشروع الطموح .

ويقول الدكتور محمد عبد السلام الخبير الاستراتيجي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية إن المنطقة العربية سوف تشهد بالتأكيد ظهور مفاعلات طاقة نووية في المستقبل، كما حدث بالجوار في إيران، وقد يحدُث في حالة تركيا، وربّما إسرائيل، لكن هناك أسئلة كبيرة تُحيط بكل ذلك، وسيتوقّف مستقبل برنامج كل دولة على مدى الجدية وquot;مستوى الكفاءةquot; التي ستدير بها شؤونها النووية في الفترة القصيرة القادمة، فالبدايات ستُحدد مَن سيستَمر ومَن سيعود إلى قواعده آمنا مرّة أخرىquot;، حسب تعبيره .
وفضلاً عن النوايا المصرية المعلنة فيذكر هنا أن ست دول خليجية بينها السعودية وكذلك اليمن والاردن وليبيا والجزائر، كانت قد أعلنت في وقت واحد تقريبا منذ عام انها تريد امتلاك برنامج نووي مدني لإنتاج الطاقة النظيفة .

أنابوليس ولبنان
وفي الشأن السياسي فقد صرح سليمان عواد المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية بأن الرئيس مبارك والعاهل السعودي ناقشا باستفاضة مؤتمر السلام المقبل في مدينة quot;أنابوليسquot; الأميركية بين الفلسطينيين والاسرائيليين كما تطرقت المشاورات بتركيز الى الوضع الراهن على الساحة اللبنانية .

من جانبه قال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط إن محادثات الزعيمين المصري والسعودي تمحورت حول بحث موقف مشترك حيال الاجتماع الدولي الذي دعت إليه الولايات المتحدة نهاية الشهر الحالي، اضافة إلى قضايا المنطقة ومواصلة تعزيز العلاقات الثنائية .

وقال دبلوماسيون مصريون إن لقاء السلام المزمع عقده نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) الحالي في مدينة أنابولس الأميركية، وأزمة الاستحقاق الرئاسي اللبناني استحوذا على حيز كبير من مناقشات الزعيمين، كما أشارت ذات المصادر إلى أن مصر تسعى لتنسيق مواقفها مع السعودية بشأن مؤتمر انابولس بهدف الخروج بموقف عربي موحد قبل توجيه الدعوات من قبل الإدارة الاميركية .

وكان البلدان قد أعربتا عن شكوكهما في جدوى انعقاد المؤتمر كما طالبتا بأن يبحث القضايا الجوهرية الخاصة بالصراع الفلسطيني ـ الاسرائيلي، غير أن اياً من البلدين لم يعلن صراحة نيته مقاطعة هذا المؤتمر المثير للجدل منذ الإعلان عنه .

ووفقاً لذات المصادر فقد أطلع مبارك العاهل السعودي على الاتصالات التي أجراها أحمد أبو الغيط قبل نحو أسبوعين مع الزعماء اللبنانيين بشأن ازمة انتخابات الرئاسة، كما ناقش معه الجهود المبذولة حاليا للتعامل مع تلك الأزمة المحتقنة .