اجتماع مغلق بين الرئيسين الإماراتي والإيراني على هامش القمًّة
افتتاح أعمال قمًّة مجلس التعاون الخليجي الـ 28

الملك عبدالله السلطان قابوس و احمدي نجاد قبيل افتتاح القمة الخليجية
تاج الدين عبد الحق من الدوحة، وكالات: افتتحت في العاصمة القطرية الدوحة بعد ظهر اليوم قمًّة دول مجلس التعاون الخليجي بمشاركة زعماء الدول الأعضاء الست وحضور لافت للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في أوّل مشاركة من نوعها لإيران في قمّة لهذه المجموعة الإقليميًّة منذ إنشائها في العام 1981. ودخل أحمدي نجاد والعاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز والسلطان قابوس بن سعيد يدًا بيد إلى قاعة المؤتمر.

مجلس التعاون يبقي على الجدول الزمني للعملة الموحدة

القمة الخليجية بالدوحة: ثلاث ساعات عمل و45 ساعة مراسم
تكرار الثوابت وحضور نجاد يخطف الأضواء

وافتتح أمير قطر القمّة بكلمة ركّز فيها على الربط بين الأمن والتنمية وأثر التوترات الإقليمية على استمرار معدلات التنمية التي قال إنها سجلت معدلات عالية في المنطقة.

ولم يقدم امير قطر اي مقترحات بهذا الشان لكنه تحدث باسهاب عما لعبه البترول في ازدهار المنطقة وتأمين الاستقرار وطالب بأن يتفهم الجميع ان هذه المنطقة ان هذه المنطقة تستحق الامن والاستقرار . ودعا الاطراف الاقليمية والدولية إلى مراجعة مواقفها وتجنب الاقدام على خطوات غير محسوبة ذات عواقب خطيرة. كما تطرّق في كلمته إلى ضرورة اهتمام دول المنطقة بالبحث العلمي.

وتحدث في الجلسة الافتتاحية الرئيس الإيراني الذي أعرب عن سعادته في المشاركة في القمة منوها بالعلاقات التاريخيًّة والقواسم المشتركة بين بلاده ودول المنطقة. واقترح تعزيز منظمة التعاون الاقتصادي وإلغاء التاشيرات بين دول المنطقة لتوطيد التعاون والاستثمار المشترك، كما اقترح انشاء منطقة للتجارة الحرة وإقامة مناطق حرة باستثمارات مشتركة وتوفير الماء والغاز لدول الخليج. ودعا إلى تشجيع السياحة البرية والقائمة على تشجيع القيم الأسرية، وإنشاء مؤسسات أمنيًّة مشتركةوان تكون خالية من اي تهديد لامن المنطقة وانشاءمنظمة للتعاون الامني وفي هذا المجال.

ووجه الرئيس الايراني دعوة لزعماء دول الخليج لعقد اجتماع في طهران لبحث هذه المقترحات. وقالت مصادر ايرانية ترافق الرئيس محمود احمدي نجاد ان ايران ستعرض على دول الخليج توسيع التعاون الامني بين دول مجلس التعاون وايران (واستبدال الاتفاقيات الامنية القائمة بينه وبين بعض دول المنطقة باتفاقية امنية جماعية) وقالت هذه المصادر ـ ايلاف (ان الاتفاقية الجماعية التي تقترحها ايران تشمل طائفة واسعة من مجالات التعاون بما في ذلك قضايا الارهاب والتهريب وتبادل المعلومات المتصلة بامن الخليج والملاحة). وقالت (ان العرض الايراني الجديد هو احياء لمشروع قديم كانت ايران قد عرضته على دول المنطقة الا انها لم تلق التجاوب المأمول).

وشككت مصادر خليجية في امكانية موافقة دول التعاون على المشروع الايراني وقالت (ان الصيغة التي تقترحها ايران لها بعد سياسي وامني يتجاوز اطر الاتفاقيات الثنائية الامنية الحالية)

الملك عبدالله خلال افتتاح أعمال القمة الخليجية

واضافت في في ردها على اسئلة ل ايلاف (ان لايران اجندة امنية مختلفة عن الاجندة الامنية الخليجية) وتفصل هذا الاختلاف بالقول ان (ايران تريد من اي اتفاقية امنية واسعة النطاق استعادة دورها الاقليمي الذي فقدته منذ الاطاحة بنظام الشاه من جهة ورفع المظلة الامنية الدولية التي باتت تتمتع بها المنطقة والتي تجد فيها ايران تعارضا مع طموحاتها الاقليمية)
وقالت المصادر الخليجية انه (بالرغم من حرص دول المنطقة على اقامة علاقات حسن جوار مع ايران وتوسيع اطر التعاون الاقتصادي والتجاري معها فأن الخليجيون لا زالوا يعتقدون ان هذه العلاقات تحتاج الى مزيد من الخطوات السياسية لبناء الثقة من ابرزها استعداد ايران لبحث قضية الجزر الاماراتية الثلاث والتي تعتبر دول الخليج ان عدم حلها يشكل مصدر تهديد لامن واستقرار المنطقة) .

أبرز ما جاء على لسان أحمدي نجاد:
*اقترح انشاء اطار للتعاون الامني بين ايران ودول المنطقة وصولا الى تقليص التدخل الاجنبي في شؤون المنطقة
*ابدى استعداد بلاده لتزويد دول المنطقة بالغاز والماء
*اقترح انشاء منطقة للتجارة الحرة بين الجانبين
* اقترح الدخول في استثمارات مشتركة واقامة مناطق اقتصادية حرة متخصصة
*دعا الى تشجيع السياحة البرئية
وجه دعوة لزعماء دول الخليج لبحث هذه المقترحات في اجتماع يعقد في طهران
لم يتطرق في خطابه الى موضوع البرنامج النووي الايراني
لم يسهب في الحديث عن القضايا السياسية الاقليمية
ودعا نجاد إلى الغاء التاشيرات بين ايران ودول المنطقة وفتح مجال تملك العقارات الى النقاط

واضافت المصادر ان طرح موضوع الاتفاقية الامنية الجماعية في هذا الوقت (يبدو محاولة ايرانية لتشتيت الانتباة عنالمواجهة الدولية بينها وبين المجتمع الدولي بشأن برنامجها النووي وجعل دول الخليج بمثابة حصان طروادة في هذا المسعى).
وشككت المصادر الخليجية في ان تكون دول التعاون قادرة على تليين موقف ايران بشأن البرنامج النووي . وكشفت هذه المصادر النقاب عن ان قطر التي تحملت على عاتقها عبء دعوة ايران للمشاركة بالقمة ابلغت دول الخليج انها تأمل في ان تلين ايران من موقفها المعارض لفكرة تخصيب اليورانيوم على ارضها والقبول بالمقترح السعودي لاقامة منشئات تخصيب مشتركة مع دول التعاون بحيث تخضع لاشراف الوكالة الدولية للطاقة وتستفيد منها كل الدول المشتركة في المشروع . وقالت المصادر من الصعب ان نصل الى اتفاق بهذا الشأن خاصة وان ايران تشعر انها تملك القدرة الذاتية في هذا المجال فضلا عن ان المسالة لا ترتبط بدول المنطقة فحسب بل بموافقة المجتمع الدولي ككل .
على ان المصادر الخليجية لم تستبعد ان تبدي ايران اشارات على احتمال القبول بمثل هذا المقترح بهدف كسب الوقت .
القادة الخليجيون يعربون عن امله فى تحقيق القمة المقبلة امال الشعوب الخليجية
وقد اعرب قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية عن سعادتهم بالمشاركة فى القمة الخليجية والتى ياملون فى ان تحقق طموحات الشعوب الخليجية خاصة فيما يتعلق القضايا الاقتصادية.
واكد رئيس دولة الامارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد ال نهيان فى بيان ادلى به لدى وصوله مجددا حرص الامارات الدائم على كل ما من شانه دعم مسيرة مجلس التعاون فى مختلف المجالات والسعي المستمر الى توحيد المواقف بالتنسيق والتشاور فى كل ما يهم دول المجلس فى اطار الروءى الواحدة والمصير المشترك لدوله وشعوبه.
واوضح انه سيتم تدارس الموضوعات السياسية والاقتصادية والعسكرية وغيرها من الموضوعات المهمة وما سيتخذه من قرارات ويتوصل اليه من روءى مشتركة سيعزز مسيرة التكامل بين الدول الخليجية فى شتى المجالات وتدفع بالعمل الخليجى المشترك نحو افاق اوسع تخدم مصالح دولنا وشعوبنا.
واضاف ان القمة تعقد وسط ظروف بالغة الاهمية وفى ضوء العديد من التطورات والمستجدات فى المنطقة والعالم مما يفرض التوصل الى روءية جماعية مشتركة ويتطلب منا تضافر الجهود وتنسيق المواقف على جميع المستويات لتجنيب المنطقة ما يمكن ان ينتج من اثار وانعكاسات سلبية لهذه التطورات والعمل على تعزيز امننا واستقرارنا.
واكد العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى ال خليفة فى بيان ادلى به لدى وصوله الدوحة حرص المملكة على ممارسة دورها كاملا فى مسيرة التعاون الخليجي معتبرا القمة انطلاقة اخرى تعكس العزم على مواصلة مسيرة التعاون المشترك وتعزيز وتطوير العمل الجماعي بما يلبي ويحقق الخير والرخاء لدولنا وشعوبنا.
واعرب عن امله فى سرعة البدء بالعمل بالسوق الخليجية المشتركة واستكمال متطلبات الاتحاد الجمركى والبرنامج الزمنى للاتحاد النقدى وازالة كافة المعوقات التى تواجهه وان يتم الالتزام بموعد تنفيذه الذى حدد فى العام 2010.
كما اكد اهمية البحث فى نتائج دراسة الجدوى الاولية للبرنامج النووي المشترك ذي الطابع السلمي لدول مجلس التعاون وفقا للمعايير الدولية التى اعدتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالتنسيق مع الامانة العامة لمجلس التعاون.
الرئيس الايراني مشاركا في القمة