كنت صديقًا لصدام حسين في المعتقل... الكتاب والصورة (3/6)
حلبجة... عدي وقصي... النساء... وأشياء أخرى كما يراها صدام!
زيد بنيامين:
خلال الأشهر السبعة التي قضاها بيرو مع الرئيس العراقي وصل المحقق الأميركي من أصل لبناني إلى استنتاج أن الرئيس العراقي لن يكذب عليه بل سيتخذ طريقًا أخرى تتمثل في رفض الاجابة على السؤال quot; حينما يكون صادقًا يعطيك ادق التفاصيل ويمعن في الشرحquot; بهذه الكلمات يصف بيرو الرئيس العراقي على سبيل المثال .. امعن صدام في شرح تفاصيل محاولة اغتيال الرئيس العراقي الراحل عبد الكريم قاسم وكيف هرب من بغداد، على الرغم من إصابته في الساق اثناء العملية، واصفًا عملية الهرب بالـ quot;جريئةquot; حيث ركب الدراجة الهوائية من بغداد ثم انتقل على ظهر حصان وقطع نهر دجلة سباحة والسكينة في فمه quot; حينما كان يصل الى نقطة لا يريد الحديث عنها سرعان ما يلتفت يمينًا وشمالاً، حيث يعد ذلك أمرًا غريبًا على الثقافة العربية، او قد يبدأ في رفع اصابع يده الواحدة بالأخرى أو يهتم بملابسه والتي كانت الدشداشة العربيةquot;..
بيرو سأل صدام عن استخدامه للأسلحة الكيمياوية في عام 1988 اثناء حملة الانفال ضد قرية حلبجة الكردية في شمال العراق والتي اسفرت عن مقتل 5000 مدني في الحملة التي شهدت اختفاء أكثر من 180 الف كردي او اعتبارهم في عداد الموتى ..
صدام حسين لم يكن يريد الدخول فى التفاصيل على الرغم من اعترافه انه هو الذي اتخذ القرار quot;قال صدام انه قد اتخذ القرار، ولكنه لم يكن يريد مواصلة الحديث، لم يقل ان هناك عشرات الالف من الناس قتلوا، بل قال هذه كانت تعليماتي وهذا ما كانوا يريدون مني ان افعله وهذا ما حصل... وحصل لأنني قلت لهم ان عليهم فعل ذلكquot;.
صدام حسين اخبر بيرو انه كان يخاف ان يقوم اي شبيه بقيادة انقلاب عليه لذلك كان قد قرر عدم استخدام اي شبيه له quot; لقد قال لي إن ما من شخص يستطيع ان يقلدهquot; ...
يقول بيرو quot;كان صدام حسين يفخر انه ما يزال يحتفظ بشعره وان شعره لا يزال اسود quot; كما كان صدام حسين يتحدث عن النساء خصوصًا حينما كانت ممرضة اميركية تقوم بسحب عينات من دمه في كل مرة، وفي احدى المرات طلب من بيرو ان يقول للمرضة الاميركية انها quot;لطيفةquot; لكن بيرو رفض ذلك... وعلى الرغم من ذلك لم يبخل الدكتاتور العراقي في اعطاء النصائح حول العاطفة والعلاقات مع النساء...
في احدى المرات، قال الرئيس العراقي quot; يجب عليك الزواج في سن مبكر، النساء الاميركيات يتمتعن باستقلالية اكبر، يمكنهن العيش بدونك، اذا تزوجت امرأة عربية بين العشرين والثانية والعشرين فانك ستكون الاساس بالنسبة إليها امام المرأة الاميركية خصوصاً الاكبر سناً ..
وعلى الرغم من اختلافه مع السياسة الاميركية، الا ان الرئيس العراقي السابق صدام حسين كان يحترم اميركا بحسب جورج بيرو في كتاب (ذ تيروريست وتش) للكاتب (رونليد كاسلر) والذي صدر في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي ويصور في جزء منه حياة الرئيس العراقي صدام حسين في المعتقل حيث كان بيرو مسؤولا عن استجواب الاخير في المعتقل... وعلى الرغممنكره للرئيس الاميركي جورج بوش ووالده، إلا انه كان يحترم الرئيس ريغان والرئيس كلينتون ..
في احدى محطات سجنه في ذلك الوقت ان ارسلت له زوجته (ساجدة طلفاح) طرد بريدي كان بيرو غير عازم على الدخول الى هذه المنطقة الحساسة من حياة الرئيس العراقي والتي يصفها الكتاب بأنها (غير واردة في المهمة الاساسية التي ارسل اليها بيرو) لذلك تحاشى السؤال عنها كما لم يفتح صدام حسين اي موضوع يخصها طوال فترة اعتقاله ، كان بيرو غير عازم على طرح اسئلة (سيئة) على الديكتاتور العراقي السابق الامر الذي قد يحدد من قدرته على الحديث معه في المستقبل...
لكن في واحدة من المرات وجه بيرو سؤالاً حول ابنيه عدي وقصي ، حيث كان عدي الابن الاكبر له معروفًا لدى الشعب العراقي باعتباره قاسيًا يقوم باغتصاب الفتيات الصغيرات في السن لدى خروجهن من المدارس في حال لم تخضع احداهن لرغباته اما الابن الاصغر قصين فإن صدام لم يشعر بالثقة نحوه حيث كان الاخير هو من سيخلفه في الحكم ، صدام اعترف لبيرو انه لم يكن عازمًا ان يدع قصي يصعد في هيكل الحكم بسرعة، لأن ذلك سيعني انه سيتحداه في محطة من المحطات لكن على الرغم من ذلك كان يتحاشى ان يعلق بسلبية مباشرة على ابنيه عدي وقصي صدام حسين ولكن عبر الحاح بيرو فقد رد صدام حسين قائلاً في واحدة من المرات quot;انظر، اتركني وشأني، ليس لك مجال ان تختار ابنائك، انت تتورط بسبب ما لديك ، وهذين الاثنين هما حظي من هذه الدنيا، فلا اعتراضquot;...
اعتبر بيرو هذا الجواب بمثابة الانتصار في لعبة القط والفأر التي كان يخوضها ضد الرئيس العراقي الراحل...
في الحلقة الرابعة: كيف كان يتواصل مع شعبه وهو في الحكم.. وماذا قال حينما رأى بغداد؟