قطر تكافح القمة العربية في الرياض باستضافة القذافي:
quot;الشيخ والعقيدquot; .. عازِلان يتكئان على جدار quot;الجزيرةquot;

سلطان القحطاني من الرياض: في زاوية واحدة من ملعب العالم العربي تقف كل من أمارة قطر وجمهورية ليبيا، رغم البون الشاسع الذي يغلف طبيعة التحالفات الخارجية لكلا البلدين، أو حتى في ملامح نظام الحكم الذي تدار به الدوحة وطرابلس، لكنهما يتفقان في عدة أشياء منها أنهما وصلا إلى الحكم عبر انقلاب، يتفاوت لونه بين الدولتين، وأنهما على خلاف مزمن، تزداد نغمته تصاعداً يوماً إثر آخر، مع المملكة العربية السعودية. وبينما غاب العقيد القذافي عن القمة العربية بعد إعلان بلاده نبأ المقاطعة على لسان وزير خارجيتها عبد الرحمن شلقم بسبب الخلاف المزمن بينه وبين المملكة السعودية، فإن أمير دولة قطر كان آخر الواصلين إلى مطار القاعدة الجوية في الرياض حيث لم يجد في استقباله، في وقت متأخر من مساء اليوم، الملك عبد الله بن عبد العزيز عاهل البلاد، رغم رواج أنباء سابقة حول غيابه عن القمة.

بيد أن أمير قطر لحق بالقطار قبيل إغلاق أبوابه الإلكترونية بعد تمنّع حتى اللحظات الأخيرة من حضور القمة العربية، ووصل إلى العاصمة الرياض التي أستبق الوصول إليها بإعلان موقفه من خلال استضافة قناة الجزيرة للعقيد القذافي.

ولم يخرج لاستقبال أمير قطر من المسؤولين السعوديين سوى وزير الدولة وعضو مجلس وزراء مساعد العيبان والأمين العام لدول مجلس التعاون الخليجية عبد الرحمن العطية، في خطوة يمكن أن تفسر على أنها استياء ًمن قبل حكومة الرياض إزاء تصرفات الجارة الصغرى في ما يتعلق بالسياسة الإعلامية المهاجمة التي تنتهجها الدوحة عبر ذراعها وquot;مدفعيتها الثقيلةquot; قناة الجزيرة.

إلا أن مصادر سعودية غير رسمية علقت على هذا النبأ في حديثها مع إيلاف قائلةً إن الوقت المحدد لوصول الوفود قد انتهى بوصول آخرهم إلى مطار القاعدة الجوية في العاصمة الرياض الذي كان الرئيس المصري حسني مبارك.

وسبق وأن نقلت وكالات الأنباء الرسمية في الرياض والدوحة وطرابلس نبأ الاتصال الهاتفي الذي دار بين أمير قطر والعقيد القذافي وتم التطرق خلاله إلى ملف العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها، إضافة إلى بحث المستجدات في المنطقة حسب ما جاء في صيغة البيان الرسمي حول الاتصال، فيما يقول مراقبون أن الحديث أمتد إلى أمور أبعد من هذه quot;الملفات الناعمةquot; التي أعلنت رسمياً.

وعلى خط هذا التنسيق الليبي القطري المواجه للرياض، فإن مصادر رجحت أن تكون فكرة اللقاء التلفزيوني، الذي أعطاه العقيد الليبي إلى قناة الجزيرة القطرية، اليوم الثلاثاء، قد تم بحثها مطولاً خلال الاتصال الهاتفي آنف الذكر بين زعيما البلدين، في إطار محاولة الدوحة مكافحة القمة العربية التاسعة عشر التي تحتضنها الرياض على مدار يومين هما الأربعاء والخميس.

وفي المقابلة التلفزيونية التي بثتها القناة القطرية لم يشأ العقيد القذافي الحديث عن خلافه مع السعودية معتبراً ذلك موضوعاً سيئاً لا يحب التطرق عليه، بعد أن أشار إلى أن بلاده طلبت من الجامعة العربية تجميد عضوية الرياض فيها وإلا سوف تنسحب ليبيا نهائياً من جامعة الدول العربية.

وحاول العقيد الليبي التملص أكثر من مرة من ذكر أسم quot;السعوديةquot; مكتفياً بالإشارة إليها بـ quot;مملكة سعودquot; على حد وصفه. وأشار إلى أن أحد أسباب مقاطعته القمة الحالية التي تحتضنها الرياض هو quot;سبب أدبي بسبب ما حصل من إسفاف خرج عن حدود الأدب في القمة العربية التي احتضنتها شرم الشيخquot; في إشارة إلى التلاسن الحاد الذي شهدته تلك القمة بينه وبين العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز حين كان ولياً للعهد. وعلق مسؤول خليجي لم يشأ ذكر أسمه على نبأ مقاطعة العقيد القذافي للقمة قائلاً quot; هذا أفضل .. ستكون القمة أكثر جديةquot;.

للاطلاع على مزيد من التفاصيل ايلاف تخصص ملفا لقمة الرياض