عدنان مولافي- مراسل إيلاف من داخل قمة الرياض: هل يتم نزع فتيل الإنفجار من برميل البارود؟ يلح هذا السؤال على الأذهان في الوقت الذي يجتمع فيه القادة العرب في الرياض، لحضور القمة العربية العادية التاسعة عشر في وقت تتعدد فيه الأزمات في العالم العربي.

وكان الملك عبد الله بن عبد العزيز ،الذي يعتبر أحد أكثر القادة العرب نشاطاً وتأثيراً في محاولاته لنزغ فتيل إنفجار الأزمات في المنطقة، وصف المنطقة كـ quot;برميل بارودquot; جاهز للإنفجار في أية لحظة وذلك خلال مؤتمر الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي .قمة الرياض هذه جاءت نتيجة لجهوده. فهل تنجح؟

الجواب على هذا السؤال يقع في طهران وتل أبيب أيضاً لا في الرياض فقط. فالمبادرة العربية للسلام التي طرحت عام 2002 وتجاهلتها كل من الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل تعود لدائرة الضوء مجدداً على طاولة النقاش في القمة العربية.

ولكن هذه المرة إسرائيل تبدو متلهفة للإستماع. ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت صرح علانية بأن هناك عوامل quot;إيجابيةquot; في خطة السلام. ولكن إسرائيل لا تزال مصرة على أن يتم تعديلها من قبل القادة العرب، وخصوصا فيما يتعلق بحق عودة اللاجئين.

وهذا الأمر من المستبعد أن يحصل، وكنتيجة لذلك، قد تفشل مبادرة السلام وتضيع الجهود الدبلوماسية الديناميكية للملك عبد الله مجدداً. فعلى إسرائيل ان تنظر الى المبادرة كما هي: فرصة تاريخية للسلام يجب أن تستغل. وأن فشلت، فأن ذخيرة جديدة ستضاف لبرميل البارود. كما انه على إسرائيل أن تقبل الخطة كأساس للمباحثات وتأخذ خطوة للإمام في سبيل الحل.

أما بالنسبة لإيران، فإن عزلتها في المنطقة تثير الدهشة، فبينما نجد الرئيس الباكستاني برويز مشرف في الرياض، ومعه عدة مسؤولين رفيعي المستوى من أوروبا وآسيا يحضرون القمة، فإن إيران لم ترسل مسؤولاً إيرانياً رسمياً واحداً.

وفي ذات الوقت نجد أن أزمة إيران بسبب برنامجها النووي مستمرة، وطائرات الولايات المتحدة تدق ناقوس الخطر فوق الأراضي الإيرانية من قاعدتيها في منطقة الخليج العربي.

و يظهر التاريخ بأن عزل الدول لا يصلح حالها، وإنما يدفعها لتصبح أكثر عدوانية. وأيران لا تزال تملك عدة quot;كروتquot; في العراق، لبنان، فلسطين، ومناطق أخرى يغلي فيها البارود.

لذا فإن مؤتمر القمة العربية يجب أن يسير في الطريق الذي رسمته دبلوماسية الملك عبد الله الحكيمة في التواصل مع إيران. فأي مواجهة عسكرية بين إيران والولايات المتحدة قد تقود المنطقة نحو إنفجارات أخطر وأكبر بكثير مما نتوقعه.

ونتيجة لما سبق، فالوقت الان هو لمزيد من الدبلوماسية الجريئة: إجتماع لوزراء الخارجية العرب مع إيران في يد وإجتماع عربي مماثل مع إسرائيل في اليد الأخرى.
لو نتجت هذه الإجتماعات عن هذه القمة، ربما نكون قد بدأنا في السير بشكل حقيقي على طريق نزع فتيل الإنفجار.

للاطلاع على مزيد من التفاصيل ايلاف تخصص ملفا لقمة الرياض