العاهل السعودي طعّمها بثوب جديد للحكمة
قمة الرياض.. برتوكول الأمس وسياسة اليوم

تقرير- سعيد الجابر من الرياض: مفارقات عدّة، ظهرت للعيان في مراسم استقبال الوفود المختلفة القادمة إلى القمة العربية التي تحتضنها الرياض حالياً، حتى كانت مراسم الاستقبال رغم اختصارها

تحظى بمتابعة العيون العربية المجرّدة وتلك التي تتبناها الكاميرا، إذ يأتي اختصار مراسمها بسبب تخصيص مطار القاعدة الجوية وسط الرياض لسيناريو الاستقبالات، وهو من أقدم المطارات السعودية، حيث اختير لموقعه المتميز في قلب المدينة، مما يختصر مسافات الوصول لمقر قصر المؤتمرات حيث الضيافة السعودية لكبار الزوار، وفي الجانب الآخر للمفارقات يأتي إلغاء البرتوكول العتيد بعدم عزف السلام الملكي السعودي، والسلام الوطني المقابل لأي دولة من الدول الإثني عشرة التي حضرها رؤساءها وملوكها، لتكون السياسة هي المقررة أين وكيف يمضي البروتوكول، مما جعل المتابعين يؤكّدون أن هناك ثوبٌ جديد للحكمة التي عُرف بها العاهل السعودي.

كما لاحظت مصادر مراقبة لسيناريو استقبالات القادة العرب الذين سيحظرون القمة طريقة الاستقبال التي أقرها العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز لكلا الوفدان اللبنانيان المشاركان في فعاليات القمة العربية التاسعة عشر، إذ ساوى خلالهما بين رئيس الدولة إيميل لحود ورئيس الوزراء فؤاد السنيورة، فقد تفاجأ جموع الحضور في المطار من إعلاميين ومتابعين قبالة منصة هبوط الطائرات بأول الواصلين صباح أمس من الوفود الرئاسية، حيث لم يكن ذلك الرئيس الليبي معمر القذافي الذي اختار الحضور متأخراً على قناة الجزيرة، ولم يكن أمير قطر الذي تردد حتى اللحظة الأخيرة، فحضر كآخر الواصلين، بل كان رئيس الوزراء اللبناني الذي جسد بحضوره عودة الزمن إلى الوراء بحادثة تكررت حين حضر الرئيس ورئيس الوزراء في قمة الخرطوم منذ أكثر من ثلاثين عاماً.

وكانت مفارقة ثالثة (هي الثابتة)، إذ حضر رئيس الدولة اللبناني إميل لحود فكان في استقباله الأمير سطام بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة الرياض، على غير البرتوكول الرسمي الذي اعتادت المراسم السعودية، لتعود الذاكرة إلى الخلف إذ كان الأمير سطام بن عبد العزيز هو ذاته الذي استقبل قبل ذلك بخمس ساعات رئيس الوزراء فؤاد السنيورة.

وتتلوا ذلك مفارقة، تؤكّد التزام سعودي رصين بإتباع البروتوكول، حيث حضر السيد فهد بن محمود أل سعيد نائب رئيس الوزراء لشئون مجلس الوزراء بسلطنة عمان رئيس وفد السلطنة، الذي حضر كنائب للسلطان قابوس، سلطان عمان، فكان في استقباله العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز.

بينما وبعد ذلك بدقائق حضر رئيس الوزراء التونسي محمد الغنوشي، إنما لم يكن نائباً عن الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، فكان في استقباله نيابة عن العاهل السعودي، الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض.

ومن ثم، ولتكون المفارق الأكبر، حينما وصل أخيراً أمير دولة قطر حمد بن خليفة آل ثاني ليكون في استقباله وزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور مساعد العبيان والقائم بالأعمال بسفارة خادم الحرمين الشريفين بقطر السفير علي بن احمد قزاز ومعالي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبدالرحمن بن حمد العطية والسفير القطري لدى المملكة علي بن عبدالله آل محمود.

ويأتي تواجد نائب حاكم الرياض الأمير سطام بن عبد العزيز لإستقبال بعض الوفود حدثاً هاماً حظي بالمتابعة، وذلك نيابةً عن حاكم الرياض الذي أدار دفة حكمة للعاصمة السعودية زهاء الخمسين عاماً، وهو كما أعتاد ضيوف الرياض في استقبالهم، لينوب عنه أخيه ونائبه الذي أستلم منصة النيابة منذ أكثر من 28 عاماً، وهو الآن يرأس العديد من اللجان بالسعودية من أبرزها نائب رئيس مجلس منطقة الرياض، ورئيس لجنة إطلاق سراح السجناء المعسرين، ونائب رئيس اللجنة العليا للسعودة، ونائب رئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، ونائب رئيس مجلس إدارة مصلحة المياه و الصرف الصحي بمنطقة الرياض، كما يحمل وشاح الملك عبدالعزيز الطبقة الأولى والذي يعتبر أعلى وسام في السعودية .

للاطلاع على مزيد من التفاصيل ايلاف تخصص ملفا لقمة الرياض