العاهل السعودي: الحوار أولاً... السياسة ثانيًا
الملك عبد الله يلتقي الرئيس الأميركي الجديد فور انتخابه

الملك عبدالله في مؤتمر حوار الاديان

ألان ماسترز من نيويورك ndash; إيلاف خاص: يزور الملك عبد الله بن عبد العزيز مدينة نيويورك من 10 إلى 12 تشرين الثاني/نوفمبر القادم لحضور الجزء الثالث من سلسلة مؤتمرات الحوار بين الأديان، والتي أطلقها في مكة منذ أقل من عام مضى. وقد ذكرت مصادر في السعودية وفي واشنطن لـ quot;إيلافquot; أن الملك عبد الله ينوي المشاركة في مؤتمر يحضره لفيف من قادة رجال الدين تحت رعاية رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة ميغيل ديسكوتو بروكمان ، كما أشارت المصادر أيضًا الى نية الملك الأسباني خوان كارلوس حضور هذا التجمّع. متحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون رفض التأكيد لـ quot;إيلافquot; انعقاد هكذا تجمع. وتأتي هذه الزيارة بعيد الانتخابات الأميركية التي تنتهي يوم الثلاثاء في الرابع من تشرين الثاني، ما يعني أن العاهل السعودي قد يلتقي الرئيس المنتخب الجديد.

وعلى الرغم من أن الرئيس الجديد لن يمارس صلاحياته الفعلية حتى شهر كانون الثاني/يناير بعد تنصيبه، إلا ان العادة جرت أن يقوم الرئيس بلقاء الحلفاء المقربين من واشنطن. مما لا شك فيه أن لقاء الطرفين السعودي والأميركي ممثلين بالملك وبالرئيس المنتخب _خاصة ان كان من الديمقراطيين _ سيوفر على الرياض وواشنطن على حد سواء الدوران في متاهات الكلمات المتقاطعة التي جرت في بدايات عهد الرئيس بيل كلنتون وأدت الى تأخير انطلاق عجلة العلاقات بينهما.

وفي حال فوز الديمقراطيين ووصول باراك اوباما الى كرسي البيت الأبيض، فإن الدلائل تؤكد أن اوباما على الرغم من ذكائه وألمعيته سيترك مقاليد كثيرة بيد نائبه جو بايدن الذي يعد صقرًا من الصقور الداعمة لضرب باكستان ..التصريح

العاهل السعودي: مبادرة لعقد مؤتمر حوار بين الأديان

خوان كارلوس والعطية يشيدان بنتائج مؤتمر الاديان

السعودية تؤكد أهمية احترام الأديان

الملك عبدالله والبابا مع مواصلة الحوار بين الأديان

اللقاء التاريخي بين الملك عبدالله وبابا روما اليوم

الذي خرج به اوباما القليل الخبرة في السياسة الدولية خلافًا لنائبه الذي من المرجح أنه رأس الحربة في مشروع أثار الكثير من المخاوف.

مغامرة تصنّف في عرف الكثيرين بأنها أكثر فداحة من كل أخطاء إدارة بوش وستدخل العالم حتمًا في معمعة أسوأ من القائمة حاليا خصوصًا أنها ستفتح جبهة اخرى لن تغلق أبدًا مع كافة السنةبحيث يتوقع مراقب من نيويورك أن ردهم سيكون اقسى من 9 -11.

وعليه فإن اللقاء المتوقع ينطوي على أهمية كبرى من شأنها تسريع انطلاق العلاقات مع الرئيس الاميركي المنتخب خصوصًا أن السعودية تعتبر قبلة اهل السنة بشكل خاص والمسلمين اجمعين بشكل عام لما تحمل من مكانة ورمزية دينية. من هنا فإن مخططات كضرب باكستان او اماكن التطرف السني من شأنها أن تشعل جبهات لن تخمد نيرانها في الوقت الذي يسعى العاهل السعودي الى مواجهة التطرف بالحوار والابتعاد عن الحروب التي أثبتت عدم جدواها. والجدير ذكره ان الملك عبد الله في اوروبا ، وقد يزور المغرب وهي عادة لديه بالتوقف في محطات سواء كانت في اوروبا او في غيرها من الدول.

حوار الاديان

مشاركون في المؤتمر في مدريد

لم يكد حوار الاديان ينطلق بخطى ثابتة حتى اصطدم بما أثير حول التوسع الإيراني المذهبي، وما تبعه من تصريحات من كبار الشخصيات الدينية التي وسعت الفرقة بين ابناء العالم الاسلامي الذين كانوا من المفترض ان يتوحدوا حول دعوة الملك عبد الله. انشقاق تظهر آثاره واضحة في بلدان العالم الاسلامي المشتعل في خلافات غالبًا ما ترتدي وجهها الطائفية على الرغم من كونها سياسية او اقتصادية.

وكان الملك عبد الله قد افتتح الجلسة الاولى لمؤتمر حوار الاديان في شهر يوليو الماضي في مدريد في أسبانيا، والذي ضم ممثلين للعديد من الأديان المسيحية واليهودية والبوذية والهندوسية وأديان أخرى. يذكر أن الرئيس الحالي للجمعية العامة للأمم المتحدة ، ميجويل دي اسكوتو بروكمان، هو قسيس مسيحي سابق من نيكاراغوا. وقد كان مستشارًا لرئيس نيكاراغوا دانيال أورتيجا ومؤيدًا للحوار بين الأديان. وخلال الاجتماع حث المجتمعون الأمم المتحدة على مساندة جهود الملك عبد الله من أجل الحوار.

وقد وصف عدد من المشاركين المؤتمر بالتاريخي لا لدعوته إلى الحوار فحسب وانما لأنه تم تحت رعاية واستضافة المملكة العربية السعودية. وصفٌ وقفت عنده مجلة الإيكونومست البريطانية التي خصصت صفحة كاملة للتشكيك في مؤتمر مدريد الا أنها اعترفت بالجهود الجبارة التي يبذلها ملك السعودية من أجل مواجهة التطرف الديني في السعودية وفي جميع أنحاء العالم الإسلامي، مشيرة إلى أهمية جهود الملك في العالم الإسلامي لمساندة الاعتدال والنهضة الإسلامية الجديدة، واصفة السعودية بأنها دولة محورية لها دور أساسي في تحديد مستقبل العالم

أيها الأصدقاء:
إننا جميعا نؤمن برب واحد، بعث الرسل لخير البشرية في الدنيا والآخرة واقتضت حكمته سبحانه أن يختلف الناس في أديانهم، ولو شاء لجمع البشر على دين واحد، ونحن نجتمع اليوم لنؤكد أن الأديان التي أرادها الله لإسعاد البشر يجب أن تكون وسيلة لسعادتهم.

الإسلامي. وختمت الايكونومست تقريرها بالقول إن جهود الملك عبد الله ذات مصداقية عالية بسبب تدينه وتقواه.

ويأتي تجمع مدريد بعد اجتماع علماء مسلمين رواد ومفكرين في مكة تحت رعاية رابطة العالم الإسلامي. وفي هذا المؤتمر اتفق المجتمعون على أهمية الحوار بين الأديان الذي دعا إليه الملك عبد الله. وفي مدريد، ألقى الملك خطابا تاريخيا وصفه أحد المسؤولين في الفاتيكان بأنه خطاب يمكن ترجمته إلى العديد من اللغات ونشره في جميع أنحاء العالم.

الخطاب التاريخي للملك عبد الله في مدريد

بسم الله الرحمن الرحيم..
والحمد لله القائل في محكم كتابه: (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم).
والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى كافة الأنبياء والمرسلين.
جلالة الصديق الملك خوان كارلوس ملك أسبانيا:

أيها الأصدقاء الكرام:
أحييكم وأشكر لكم تلبية دعوتنا هذه للحوار وأقدر لكم ما تبذلونه من جهد في خدمة الإنسانية، متوجها بالامتنان العميق لصديقنا جلال الملك خوان كارلوس، ومملكة أسبانيا وشعبها الصديق، على الترحيب بعقد هذا المؤتمر على أرضهم التي حملت ميراثا تاريخيا وحضاريا بين أتباع الديانات، وشهدت تعايشا بين البشر على اختلاف أجناسهم وأديانهم وثقافاتهم وشاركت مع بقية الحضارات الأخرى في تطور الحياة الإنسانية.
أيها الأصدقاء:

جئتكم من مهوى قلوب المسلمين، من بلاد الحرمين الشريفين حاملا معي رسالة من الأمة الإسلامية، ممثلة في علمائها ومفكريها الذين اجتمعوا مؤخرا في رحاب بيت الله الحرام، رسالة تعلن أن الإسلام هو دين الاعتدال والوسطية والتسامح، رسالة تدعو إلى الحوار البناء بين أتباع الأديان، رسالة تبشر الإنسانية بفتح صفحة جديدة يحل فيها الوئام بإذن الله محل الصراع.

أيها الأصدقاء:
إننا جميعا نؤمن برب واحد، بعث الرسل لخير البشرية في الدنيا والآخرة واقتضت حكمته سبحانه أن يختلف الناس في أديانهم، ولو شاء لجمع البشر على دين واحد، ونحن نجتمع اليوم لنؤكد أن الأديان التي أرادها الله لإسعاد البشر يجب أن تكون وسيلة لسعادتهم. لذلك علينا أن نعلن للعالم أن الاختلاف لا ينبغي أن يؤدي إلى النزاع والصراع، ونقول إن المآسي التي مرت في تاريخ البشر لم تكن بسبب الأديان، ولكن بسبب التطرف الذي ابتلي به بعض أتباع كل دين سماوي، وكل عقيدة سياسية.

إن البشرية اليوم تعاني ضياع القيم وإلتباس المفاهيم، وتمر بفترة حرجة تشهد على الرغم من كل التقدم العلمي تفشي الجرائم، وتنامي الإرهاب وتفكك الأسرة، وانتهاك المخدرات لعقول الشباب، واستغلال الأقوياء للفقراء، والنزعات العنصرية البغيضة، وهذه كلها نتائج للفراغ الروحي الذي يعانيه الناس بعد أن نسوا الله فأنساهم أنفسهم، ولا مخرج لنا إلا بالالتقاء على كلمة سواء، عبر الحوار بين الأديان والحضارات.

أيها الأصدقاء:
لقد فشلت معظم الحوارات في الماضي لأنها تحولت إلى تراشق يركز على الفوارق ويضخمها، وهذا مجهود عقيم يزيد التوترات ولا يخفف من حدّتها، أو لأنها حاولت صهر الأديان والمذاهب بحجة التقريب بينها وهذا بدوره مجهود عقيم فأصحاب كل دين مقتنعون بعقيدتهم ولا يقبلون عنها بديلا، وإذا كنا نريد لهذا اللقاء التاريخي أن ينجح فلا بد أن نتوجه إلى القواسم المشتركة التي تجمع بيننا، وهي الإيمان العميق بالله والمبادئ النبيلة والأخلاق العالية التي تمثل جوهر الديانات.

أيها الأصدقاء:
إن الإنسان قد يكون سبباً في تدمير هذا الكوكب بكل مافيه، وهو قادر أيضاً على جعله واحة سلام واطمئنان يتعايش فيه أتباع الأديان والمذاهب والفلسفات، ويتعاون الناس فيه مع بعضهم بعضاً باحترام، ويواجهون المشاكل بالحوار لا بالعنف.
إن هذا الإنسان قادر بعون الله على أن يهزم الكراهية بالمحبة، والتعصب بالتسامح، وأن يجعل جميع البشر يتمتعون بالكرامة التي هي تكريم من الرب - جعل شأنه - لبني آدم أجمعين.

أيها الأصدقاء:
ليكن حوارنا مناصرة للإيمان في وجه الإلحاد، والفضيلة في مواجهة الرذيلة، والعدالة في مواجهة الظلم، والسلام في مواجهة الصراعات والحروب، والأخوة البشرية في مواجهة العنصرية.
هذا وبالله بدأنا، وبه نستعين. ولكم مني خالص التحية والتقدير.
شكراً لكم والسلام عليكم.