نائب رئيس إقليم كردستان في حوار شامل مع إيلاف 2-2
كوسرت رسول: العراق للجميع والجميع للعراق

حاوره جرجيس كوليزادة: نستكمل هذا الحوار الخاص بـ quot;إيلافquot; مع كوسرت رسول علي نائب رئيس إقليم كردستان الذي يأتي في الموقع الثاني في هرم قيادة الإتحاد الوطني الكوردستاني بعد جلال الطالباني، وله نضال طويل وشاق في مجابهة نظام الحكم السابق. قدم تضحيات جليلة في مسار كفاحه أيام النضال في جبال كردستان وساهم بقوة وفعالية في الحركة التحررية الكردية العراقية كبيشمركة وكقيادي في ساحات المجابهة وفي ميدان القتال، من الرموز السياسية الرئيسة على الساحتين الكردستانية والعراقية والإقليمية، رصيده الجماهيري كبير في وسط الشعب الكردستاني. يأتي بعد مسعود البارزاني وجلال الطالباني في سلم الزعامة في الإقليم. في ظل أجواء التغييرات الجارية في العراق بعد تحسن الوضع الأمني في بغداد وانعقاد مؤتمر اتحاد البرلمانيين العرب في مدينة أربيل وفي ظل مشاورات ومباحثات الأطراف والأحزاب والكتل العراقية لإرساء السلام، وفي ظل الخطوات الجارية لتشكيل حكومة جديدة في إقليم كردستان. في هذا الحوار الموسع يتناول جميع القضايا والشؤون الساخنة بصراحة بليغة ومصداقية. هنا الجزء الثاني والاخير:

في الجزء الاول من الحوار الشامل مع كوسرت رسول علي نائب رئيس إقليم كردستان لـإيلاف، سلط الضوء على الكثير من القضايا الإقليمية المتعلقة بالعراق، واليوم ننشر الجزء الثاني والأخير من الحوار، وفيه يسلط الضوء على كل القضايا المتعلقة بإقليم كردستان والعراق، والعلاقات العربية العراقية، والعلاقات العربية الكردية، هذه القضايا تناولها الاستاذ كوسرت رسول بالصراحة المعهودة فيه، مسلطًا الضوء عليها بكل صغيرة وكبيرة، بصدق نابع من تواضع نفسه أمام المسؤولية الرسمية والحزبية التي يتحملها.

هناك فجوة في العلاقات العربية الكردية، ولغرض كسب الرأي العام العربي، برأيكم ما المطلوب باتجاه هذا المسار؟

في الأيام القليلة الماضية انعقد مؤتمر البرلمانيين العرب في أربيل، وهذه مسألة مهمة، إفتتحه السيد مام جلال رئيس الجمهورية، كانت هناك كلمات لرئيس البرلمان، ركزت على العلاقات العربية الكردية من أجل بنائها وتنميتها لصالح العرب والكرد، ولكن هناك في نظام الحكم من لا يعترف بالواقع الكردي، ولا يؤمنون بهذه التجربة الديمقراطية التي استمدت شرعيتها من الدستور الدائم ضمن السيادة العراقية، ونحن شعب لنا خصوصيتنا، ومن حقنا أن نعيش على أرضنا، وأن نتمتع بلغتنا وثقافتنا القومية، ولكن هناك من يعتقد أننا جزء من الأمة العربية، وهذا خطأ، صحيح إخواننا العرب من العراقيين ينتسبون إلى الأمة العربية ولكن ليس الكرد، ويجب علينا أن نتعامل بدقة لأننا نؤمن بالديمقراطية، ومن لا يؤمن بالديمقراطية لا يستطيع أن يتفهم خصوصيات الآخر، ومن يؤمن بهذا النهج يقر بوجود إقليم كردستان، وفي هذه الحالة لا توجد مشكلة بيننا.

برأيكم، المنطلق الديمقراطي هو سبب وجود الفجوة؟

هذه الفجوة موجودة لمن لا يؤمن بالديمقراطية، ونحن نؤمن بها، ومن يؤمن بهذا يعترف بحقنا، والمفروض كان على العرب الإقرار بحقوقنا لأنهم الأخ الأكبر وهم الأمة الأكبر، نحن تعرضنا الى قمع، وعمليات إبادة، وضربنا بالأسلحة الكيمياوية، دمر أكثر من 4500 قرية عندنا، كل هذه المسائل أثرت على العلاقة، والبعض منهم يتساءل لماذا يكون للكرد خصوصيته، هؤلاء لا يدركون حقائق التاريخ والجغرافية، الكرد وجدوا على أرضه قبل تشكيل الدولة العراقية، وتعرضوا الى ظلم الأنظمة المتعاقبة في الحكم، وتعرض الى غبن كبير.

تعرض الكرد لمآس كثيرة، على مر العقود الماضية، هل كان الموقف العربي بالغرض المطلوب؟

عانى الشعب الكردي من قمع الأنظمة وتعرض الى عمليات إبادة باسم الأنفال، وضرب بأسلحة محرمة، كل هذه المأساة، لم تعمل على تسجيل موقف أو رأي عربي عام، ولكن بعضهم من العرب قد عبر عن موقفه بإنسانية كبيرة وساند القضية الكردية بشجاعة، نحن نقدر هذه المواقف، ولا ننساها.

كشخصية سياسية كردستانية عراقية، هل لكم علاقات مع الشخصيات العربية؟

لدي علاقات شخصية مع أغلب القيادات والشخصيات العراقية، هذه العلاقات تعود الى أيام النضال المشترك، كذلك لي علاقات مع شخصيات أردنية، وأفتخر بهذه العلاقات الأخوية، لكن مع شخصيات من دول عربية أخرى قليلة.

علاقتكم مع رئيس الجمهورية جلال الطالباني، هل هي جيدة؟

علاقتي مع مام جلال ممتازة.

من المظاهر البارزة في الأحزاب في العراق وكردستان، وجود تكتلات حزبية، وقد تكون لها تسمية أخرى هي الأجنحة، برأيكم هل يوجد تكتل في الاتحاد الوطني الكردستاني، وهل هذه الظاهرة لها آثار ايجابية أو سلبية؟

برأيي، التكتلات لها سلبيات وايجابيات، ولكن سلبياتها أكثر، الأحزاب الاشتراكية الديمقراطية في أوروبا تتواجد فيها هذه الظاهرة، لكن في كردستان هذه التكتلات مضرة، خاصة داخل الاتحاد الوطني الكردستاني، لهذا على إخواني داخل الاتحاد إعادة النظر في هذه المسألة بجدية، والعمل على إزالتها، الاتحاد الوطني في بداية التأسيس تشكل من ثلاث حركات أو تيارات، quot;كومةلةquot; وquot;شورشكيرانquot; وquot;خةتى كشتىquot;، واتفق على تنظيم واحد، واتخذ نظامًا داخليًا واحدًا، لكن في واقعنا الراهن يلزم علينا الابتعاد عن التكتل، وأن نتفق جميعًا على برنامج موحد للاتحاد.

هل هذا يعني أن التكتلات الموجودة داخل الاتحاد، غير موحدة على المسار العام للحزب؟

باعتقادي وجود الكتلة جيدة، علىألا تكون مضرة، وألا تكون مبنية من مجموعات صغيرة، ولو كان التكتل على أساس فكري فهذا جيد، لأن التباين في وجهات النظر يساعد على خلق موقف ورأي موحد جيد، ولكن واقعنا لا ينبع من هذه الحقيقة، لهذا من الضروري ان تتوحد الكتل في تكوين واحد للتخلص من الآثار السلبية لها.

في ما يخص النظام القيادي للاتحاد الوطني الكردستاني، كيف يجري اختيار قيادات الاتحاد؟

اختيار القيادات في الاتحاد الوطني يتم على نظام ديمقراطي عن طريق الانتخابات في مؤتمرات الاتحاد وفقًا لنظامه الداخلي الذي ينص على اختيار المرشحين بطريقة ديمقراطية، والتكتلات في هذه الحالة لا تؤدي دورًا، حيث تلعب الأصوات الانتخابية دورها في إختيار القيادات، ومنها يتم إختيار أعضاء المكتب السياسي، حسب تسلسلها.

موقعكم في الرئاسة، كنائب لرئيس إقليم كردستان، وفق النظام الرئاسي، كيف تنظم علاقاتكم مع رئيس الإقليم مسعود البارزاني؟
هناك قانون للرئاسة شرعه البرلمان الكردستاني، ببين فيه الدور الرئاسي لرئيس الإقليم وصلاحياته، وللرئيس نائب، يستمد صلاحياته من الرئيس حسب القانون، لهذا علاقاتنا منظمة مع الرئيس مسعود البارزاني، نتباحث في المسائل السياسية وفي شؤون الإقليم والأحداث باستمرار، وهناك تنسيق وتعاون وتفاهم كامل، وللرئاسة اجتماعات دورية وغير دورية، مع الحكومة والبرلمان، مع الأحزاب الكردستانية، والتفاهم مشترك حول القضايا التي نتناولها، والرئاسة يسودها نظام عمل متسم بالتنسيق السياسي والتنفيذي على صعيد إقليم كردستان.

مع الرئيس مسعود البارزاني تعملون كفريق واحد، أم وفق القانون؟

نعمل وفق القانون، ولكن بروح الفريق الواحد على صعيد إقليم كردستان، فريق يتسم بروح الأخوية الصادقة والمسؤولية العالية.

ماذا عن سياق العمل القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني؟

المسؤوليات الملقاة على الرئاسة والحكومة والحزبين، كبيرة استنادًا إلى الوضع في الإقليم والعراق وفي المنطقة، لهذا العمل على المستوى القيادي للاتحاد، يتسم بروحية العمل نفسهافي الرئاسة، ونحاول أن نغرز تقاليد مدنية ثابتة بعيدة عن النظرة الضيقة في العمل الحزبي التي كانت سائدة في الماضي لدى الأحزاب على الساحة الكردستانية.

الحالة الصحية تؤدي دورها لكل إنسان عندما يكبر، والرئيس جلال الطالباني، تعرض الى أزمات صحية، ألم يفكر الاتحاد الوطني بهذه الحالة لاختيار بديل في حالة حصول أي طارئ؟

برأيي، إن كل إنسان، طبيعي قد يتعرض للمرض ولأزمات صحية، وبخصوص الحالة الصحية للرئيس مام جلال، فقد تحسنت صحته بعد عودته من أميركا، ويؤدي أعماله بشكل طبيعي، وهو معروف بتحمله للعمل وظروفه، والحمدلله الآن يتمتع بصحة جيدة.

ولكن بحكم موقعكم كنائب للسكرتير العام في قيادة الاتحاد الوطني الكردستاني، هل من الممكن أن تكون خليفة لمام جلال في قيادة الاتحاد؟

بصراحة، عندما التحقت بالبيشمركة، لم يكن لدي طموح بالمسؤولية، مثلا في نهايات الثمانينات، عندما اختير المكتب السياسي للاتحاد، لم أسجل اسمي للترشيح، ولكن الآخرين رشحوا اسمي للمكتب السياسي، وكان الترشيح سريًا، أنا أحسب هذه المسائل مسؤولية كبيرة، والمسؤولية يجب أن تتسم بتقديم خدمة، وبعكسه فالحالة مرفوضة عندي، وبأي موقع كان علي أن أقدم خدمة، وإذا لم أقدر على تقديم خدمة، لا أعتبر هذه مسؤولية، مهما كانت عالية، ليس لدي طموح، و انشاءالله يبقى مام جلال بصحة جيدة ونتمنى له من رب العالمين العمر المديد.

ولكن، لا ينكر أن لك رصيدًا كبيرًا في أوساط الشعب الكردي؟

أقول بتواضع، ان هذا الرصيد، اعتبره أغلى من أي مسؤولية، والمسؤول الذي لا يتمتع بأي رصيد من الشعب مهما كان موقعه عاليا، ومهما كان يملك فهو غير جدير، وأقول بكل صراحة أن الحالة التي نشهدها في الواقع لا تليق بأخلاقيات البيشمركة التي ناضلنا بها في أيام النضال، وأنا بحكم مسؤوليتي أقول ليأت أية جهة قانونية أو شعبية لجرد ما أملك، وليقارن الحالة بما كنت أملك قبل البيشمركة، لأنه لا يمكن خدمة الشعب باستغلال المنصب، والمسؤولية لها إطارها الأخلاقي، في حال الخروج من هذا الإطار تعتبر حالة مرفوضة تمامًا.

مثل ما نسمع وما نرى، إنك على تماس مباشر مع المواطنين، وهم على تماس مباشر معكم، من خلال موقعكم في الرئاسة والحزب، ما هي رؤيتكم لمعالجة مشاكل وأزمات المواطنين في الإقليم؟

برأيي، إن المسؤولية مسألة وقت، ولكنها في الوقت ذاته ممكن تحويلها الى حالة تاريخية، ومن يؤمن بهذه النظرة يمكن أن يرسم مساحة معينة له في سجل التاريخ، ولهذا أعتقد إذا لم نكن على تماس مع المواطنين، فلا حاجة لوجودنا، والمسؤولية مهمتها الأساسية التعايش والمشاركة الحقيقية والتماس المباشر مع حياة المواطنين، لذا أرى ضرورة ان تكون أبواب المسؤولين مفتوحة عليهم، لأنهم الأساس في إدارة المجتمع والدولة، ولا أخفي عندما كنت على رأس الحكومة في أربيل أو في إدارة السليمانية، كانت لي مقابلات متواصلة مع الناس، وهذا التماس كان يزيد التصاقي بالناس لمعرفة مشاكلهم وحوائجهم والإطلاع عليها، مما كان يساعد على تسهيل العمل لمعالجة حالات الإهمال والخلل والنقص والتباطؤ الذي كان يحصل نتيجة للممارسات الوظيفية على جميع المستويات الحكومية، وكذلك كنت في زيارات متواصلة للنواحي والاقضية والقرى لمتابعة الأعمال ومشاهدتها على أرض الواقع، وهذا ما ساعدني أن أتطلع على أحوال نسبة كبيرة من القرى في كردستان، وهذا كان يولد لدي شعورًا بالإطمئنان تجاه المسؤولية الملقاة على عاتقي، لهذا أقول لا يمكننا أن نبتعد عن الناس والمواطنين، ولا يحق لنا أن نضع جدارا بيننا وبينهم، لأنه من واجبنا أن نخدمهم وأن نحل مشاكلهم. أما بخصوص معالجة المشاكل المتسمة بالعمومية، خاصة الكهرباء والخدمات، فان حكومة الإقليم لديها برنامج عمل لسنة 2008، لمعالجة مشكلة الكهرباء، حيث هناك محطتان تحت البناء، الطاقة المنتجة منهما مع الطاقة الموجودة ستكفي لسد النقص في طاقة الكهرباء، نأمل أن تستطيع الحكومة على إزالة هذه المشكلة الحقيقية من حياة المواطنين، وكذلك بالنسبة إلى مياه الشرب والطرق والمواصلات، ومشكلة السكن أيضًا لها برنامج في عمل الحكومة، إذا نفذت هذه البرامج بصورة صحيحة ممكن أن تحل هذه المشكلات وتزاح بعض الهموم الأساسية من حياة المواطنين.

هناك نقد موجه لأسلوب ولطريقة الإنتخابات في الإقليم، حيث أن الترشيحات تعتمد على القائمة الحزبية، والتجربة أثبتت عدم فعالية هذه الطريقة، في الانتخابات المقبلة الا تفكرون في تغيير هذا الأسلوب؟

بالنسبة لي شخصيا، أنا أؤيد طريقة الدوائر في الترشيحات على أساس الأفراد وليس القوائم، قبل انتخابات البرلمان الكردستاني في عام 1992، اتفقت الجبهة الكردستانية على إختيار الترشيح عن طريق الدوائر، ولكن الحزب الشيوعي رفض هذه الفكرة، لذا اعتمدت الانتخابات على الطريقة النسبية، أما بالنسبة للانتخابات المقبلة، فهذا متروك للبرلمان، لتحديد أو تعديل طريقة الانتخابات.

هل ممكن أن يبادر الاتحاد الوطني في برلمان الإقليم الى تقديم طلب لتعديل طريقة الانتخابات؟

الاتحاد الوطني الكردستاني، يؤيد هذه الفكرة، ولكن في البرلمان تعتمد على موافقة الأحزاب الأخرى.

السائد في أوساط مواطني الإقليم، أن البرلمان غير فعال ولا يؤدي دورًا ملموسًا، هل السبب القائمة الحزبية أم هناك أسباب أخرى؟
صحيح أن إختيار أعضاء البرلمان اعتمد على القائمة الحزبية، ولكن هذا لا يعني العمل في البرلمان وفق توجيهات الحزب، ولهم مطلق الحرية في العمل، ولديهم السلطة التشريعية في ذلك، عليهم مراقبة أعمال الحكومة، ومتابعة أحوال المواطنين، والشعور السائد عن البرلمان صحيح، ولكن هل هذا يعني أن يبقى البرلمان بدون دور فعال؟ لا. لا نريد هذا للبرلمان، نريد أن يلعب دوره بفعالية، ولا بد له من اتخاذ موقف في حالة عدم استماع احد إليهم.

في الانتخابات المقبلة، تتقدمون بقائمة منفصلة عن الحزب الديمقراطي الكردستاني، أم تبقى القائمة مشتركة؟

لحين معالجة القضايا المهمة المتعلقة بالإقليم، خاصة المادة 140، والمسائل بين حكومة الإقليم والحكومة المركزية سنتقدم بقائمة مشتركة، ولكن عند حل هذه القضايا، ممكن في المستقبل التقدم للانتخابات بطريقة أخرى.

بالنسبة إلى المادة 140، الجبهة التركمانية تقول إن هذه المادة من الدستور انتهى مفعولها؟

هذه المادة، نص دستوري، ولم تنفذ، والمسؤول عنها الحكومة في بغداد، لهذا التعامل مع هذه المادة لا يمكن أن يكون بهذا الشكل، والقول أن المادة انتهت غير صحيح، هناك رأي للأمم المتحدة يقول إن تطبيق مراحل تنفيذ المادة، التطبيع والإحصاء والاستفتاء، تحتاج الى وقت، خاصة بالنسبة إلى الاستفتاء، لهذا يمكن الإعتماد على نتائج الانتخابات الأخيرة لعام 2005، في نواحي وأقضية كركوك، وكذلك بالنسبة لمناطق أخرى مثل سنجار، حيث يمكن إجراء الاستفتاء في هذه المناطق، وما يقرره أبناء تلك المناطق يمكن الاعتماد عليه لتحديد عائدية الناحية أو القضاء الى الإقليم أو الى بغداد أو كإقليم مستقل، المهم هم أحرار فيما يقررونه، ومسألة هذه المادة لا تشمل فقط كركوك والمناطق الكردية، كذلك تشمل محافظات في وسط وجنوب العراق، مثل الرمادي وكربلاء والنجف، تكريت وديالى.

المناطق المتنازع عليها في غير كركوك، مثل الموصل وديالى، هل هناك عمل بهذا الاتجاه لتنفيذ المادة 140؟

الأمم المتحدة، من المقرر أن تبدأ العمل في هذه المناطق، كذلك بالنسبة إلى مخمور، حيث كانت في زمن النظام السابق قبل الانتفاضة تابعة الى محافظة أربيل، هذه المناطق لا مشكلة عليها، لهذا من المقرر أن تقوم الأمم المتحدة بخطوات في هذا الاتجاه، ومن المؤمل أن تعتمد على نتائج الانتخابات التي أجريت في سنة 2005، بسبب صعوبة إجراء الإحصاء، وهذا الاقتراح من طرفهم، وهذا العمل يملك شرعية قانونية.

الا تنوون إجراء حوار مع الجبهة التركمانية؟

أجرينا حوار معهم، وفاتحناهم للمشاركة في حكومة إقليم كردستان، بخصوص الإدارة في كركوك، وللمساهمة في العملية السياسية الجارية، ولكن لم نصل الى نتيجة.

لكن الحوار، قد يبنى على امتيازات وضمان مصالح، كطرف كردي الم تقدموا هذه العروضات؟

أجد من الضروري ان أبين لإخواننا في الجبهة التركمانية ان مشاركتهم معنا تأتي في مصلحتهم، وفي ضمان الحقوق التي يطلبونها ولإخواننا التركمان، ولكن ما يطلبونه أكبر منهم، وأجد من الضروري أن أؤكد لهم أن مصلحتهم مع حكومة إقليم كردستان، وأتمنى أن يصلوا الى هذه القناعة للتفاهم والاتفاق معهم.

في إدارة محافظة كركوك، هل هناك محاصصة مثل ما هو موجود في بغداد؟

قبل الانتخابات، كانت هناك محاصصة، بين الكرد والعرب والتركمان والمسيحيين، كان لكل منهم ممثل، حتى المستقلين كان لهم ممثل، لكن أثناء الانتخابات، فازت قائمة quot;الأخوةquot; بالأغلبية، وكانت شخصياتها من قوميات عديدة، كرد وعرب وتركمان ومسيحيين، ولم تفز القوائم الأخرى بالأغلبية، كان للجبهة التركمانية قائمة وإخواننا العرب أيضا كان لهم قائمة.

بخصوص الأطراف الدولية بشأن مسألة كركوك، ألم تجر حوارًا بينهم وبين القيادة الكردية؟

مع كل الأطراف المعنية تم إجراء الحوار، مع الأمم المتحدة، الجامعة العربية، الدول المجاورة، الحكومة والأحزاب العراقية.

ماذا بشأن تركيا؟

الحوار وجه متحضر ومتقدم للدول وللشعوب، حتى للإنسان، وهو أساس التفاهم للوصول الى تفاهمات مشتركة بشأن أية قضية مطروحة، والقضايا المطروحة بيننا وبين تركيا مهمة، تتعلق بالعلاقات مع العراق، ومع حكومة الإقليم، والإقليم جزء وكيان سياسي معترف به ضمن الدستور العراقي الدائم، لكن تركيا لحد الآن لم تتفهم هذا الواقع، نأمل من تركيا أن تساهم بجدية في إقامة هذا الحوار، ونحن كحكومة إقليم وكقيادة كردستانية عراقية، يدنا ممدودة للحوار، للمساهمة في حل القضايا، وللمساعدة في إرساء السلام في المنطقة، ونأمل من الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس مام جلال الى تركيا أن تساهم في وضع أساس للتفاهم وللتحاور، وتثمر عن مبادرة خير لتركيا والعراق وإقليم كردستان، لمعالجة قضية الكرد في تركيا ولمعالجة مسألة كركوك وجميع القضايا العالقة، ولإرساء علاقات اقتصادية متينة للاستفادة من الخبرات التركية في مجال أعمار وتنمية العراق والإقليم.

من المعلوم، أن الحزبين الحاكمين في كردستان، هما الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني، بفعل نتائج الانتخابات، والأحزاب الكردستانية الأخرى، مشاركة معكم في الحكومة، ولكنها في الوقت ذاته تمارس سياسة النقد، كيف تفسرون هذا الأمر؟

الأحزاب الكردستانية، الاتحاد الإسلامي، الجماعة، الحزب الشيوعي الكردستاني، حزب الكادحين، أحزاب مشاركة في الحكومة، وأعضاء في المجلس السياسي الأعلى في كردستان، لذا فان كان لديهم ملاحظات أو انتقادات، الأحرى أن يطرحوها في البرلمان وفي المجلس السياسي وفي الحكومة، وان ممارستهم للانتقادات اعتقد أنها سياسة غير سليمة، لأنهم أعضاء مشاركون في الحكم، وهذا يعني أنهم يتحملون المسؤولية سلبا وأيجابا، والبعض منهم لديه مسؤولية كبيرة، مثل رئيس حزب الكادحين، هو ممثل رئيس الإقليم في لجنة المادة 140 في كركوك.

كيف تنظرون الى عدم وجود حضور للمعارضة على الساحة الكردستانية؟

الإقليم لا زال معرض لمخاطر إقليمية، والمسائل المتعلقة بالقضايا المصيرية للإقليم ما زالت تعاني من معوقات، لهذا عندما تنشأ دولة المؤسسات وتمتلك قوتها وماليتها وتتمسك بشؤون الإدارة على مستوى مؤسسات الدولة، والقانون يكون هو سيد الموقف، عند ذاك، الأحزاب تفقد شرعيتها في امتلاك القوة، وتصبح حركات سياسية حقيقية تلعب دورها وفق نتائج الانتخابات وحسب برامجها، وتصبح الساحة ميسرة لاستقطاب الأحزاب الحاكمة والأحزاب المعارضة، ولكن هذه الأرضية ما زالت غائبة عن الساحة الكردستانية، ونأمل في المنظور القريب والبعيد، أن تكون القيادات السياسية الكردستانية قادرة بجدية ونية حقيقية على بناء دولة المؤسسات، لفصل السلطة عن الحزب، وإخراج الحزب من سلطة الدولة، وأقول من باب الإقرار بالحقيقة، ما زلنا نعاني من دولة الحزب في واقعنا الراهن، وما زلنا لم نخط الخطوة الحقيقية لبناء دولة المؤسسات في الإقليم، وهذه العملية تتطلب الحكمة والتروي والصبر والنية الصادقة والتخطيط السليم وترسيخ مفاهيم انتماء المواطن للدولة وليس للحزب وإبعاد الحزب عن امتلاك أجهزة وممتلكات الدولة، وهذه العملية مطلوبة لبناء إقليم كردستان على أسس راسخة، ولكننا ما زلنا لم نخط الخطوات الأولية لها، وهذه حقيقة لا بد من الإقرار بها من باب أداء الأمانة للشعب.

بشأن البيت الكردستاني، هل هو موحد أم لا يزال يعاني من اختلاف وجهات النظر؟

بالنسبة إلى القضايا المصيرية، البيت الكردستاني موحد، والجميع متفقون على هذه القضايا، حتى في البرلمان العراقي، البيت الكردستاني موحد، وبهذا الخصوص، دعني أقول إننا نتمنى على الأطراف العراقية أن يكون بيتها موحدا، مثل البيت الكردي، لأن هذا التوحد سيعالج الكثير من القضايا المصيرية المتعلقة بالعراق وسيفتح الباب على مصراعيه لاستقرار الوضع في عموم العراق.

ما هي رسالتك لشركائكم العرب العراقيين؟

طلبي ورجائي الأخوي من كل العراقيين دعم الاستقرار والتعاون للعمل على توفير السلام، وإخراج العراق من محنته، والتعامل مع البعض بروح الوطنية العراقية، وروح الأخوة الحقيقية، ودعم أجهزة الدولة، وإبعادها عن مسائل التفرقة والتحزب والطائفية، ودعم الحكومة لتنفيذ برامجها وخدماتها التي تعود بالصالح العام للجميع، والعراق دولة غنية بنفطها ومائها وزراعتها وصناعتها وعقولها وكوادرها، لها حضارتها، ولها دورها المشرف في تاريخ البشرية، فلا بد للجميع أن يستفيد من كل هذه الخيرات التي وهبها الله وأنعمنا بها على أرض العراق، وهذا العراق للجميع، لا بد أن نعمل بجد وكد له، لنحفظه من كل شر ومن كل حاقد ومن كل حاسد، وهو منبعنا وحياتنا وحاضرنا ومستقبلنا، وهو الأولى بكل الحب وبكل الخير، ولابد أن نعمل وفق مبدأ أساسي هو العراق للجميع والجميع للعراق.

ما هي رسالتك للعرب؟

رسالتي لإخواني العرب، أن العراق بحاجة الى دعمهم، والعراق جزء من المحيط العربي، ودعم العراق دعم للسلام والاستقرار في كل المنطقة، وعلى العرب أن يدعموا ويحترموا إرادة الشعب العراقي وأن يحترموا خياره السياسي، ودعم التغييرات الحاصلة في العراق، لأن هذه التغييرات في صالحهم، وفي صالح كل الشعوب العربية.