إيلي الحاج من بيروت: quot; مرشحنا لرئاسة الحكومة هو الشيخ سعد الحريري لأنه رئيس أكبر كتلة (quot;المستقبلquot;) في مجلس النواب ومن الطبيعي أن يكون رئيس مجلس الوزراء ونحن في قوى 14 آذار/ مارس ندعمهquot;. هذه العبارة لرئيس الجمهورية السابق أمين الجميّل أشاعت في بيروت إنطباعاً أن أمر رئاسة الحكومة الأولى في عهد الرئيس العتيد العماد ميشال سليمان محسوم للحريري، وعزز هذا الإنطباع كلام نقل عن الرئيس الحالي للحكومة فؤاد السنيورة فحواه إنه يريد الإنتقال من السرايا مقر رئاسة مجلس الوزراء إلى بيته ليرتاح.

السنيورة في وسط بيروت مساء أمس
لكن الواقع على ما كشف قيادي في quot;تيار المستقبلquot; لجريدة quot;إيلافquot; ليس على هذه الصورة. فمن دون أن يجزم في الموضوع نهائياً، إستبعد أن يتولى النائب الحريري رئاسة الحكومة. أولاً لأنها ستكون حكومة موقتة وذات مهمة محددة في التحضير لإجراء الإنتخابات النيابية في ربيع 2009 والإشراف عليها . إنتخابات سيتحضر quot;تيار المستقبلquot; لخوضها مع حلفائه في قوى الغالبية الحالية بكل قوة في كل المناطق، ولا يريد الحريري أن يترك مجالاً لأي فريق كي يتهمه باستغلال موقعه في رئاسة الحكومة من أجل ربح الإنتخابات على غرار الإتهامات التي كانت توجه إلى والده الراحل رفيق الحريري، رغم أنه رد عليها آنذاك بخوض غمار معركة إنتخابية حقق فيها فوزا كاسحا عام 2000 وكان خارج السلطة بل مضطهداً منها في عهد الرئيس السابق إميل لحود. ثانياً لايريد الحريري اليوم تولي رئاسة الحكومة لأن ظروف انطلاقة العهد الرئاسي الجديد قد تفرض تطبيعاً للعلاقات مع النظام السوري الذي يتهمه النائب الحريري أويقيم على اعتقاد ثابت بأنه ارتكب جريمة اغتيال والده ويفضل quot;الشيخ سعدquot; في هذه المرحلة من جهة أن يجنب نفسه عناء لقاء أركان القيادة السورية، ومن جهة أخرى لا يريد أن يكون عقبة أمام العلاقات بين الدولتين . أما صديق والده الرئيس السنيورة فقد أثبت مرونة لافتة ولياقة في التصرف في مثل هذه الظروف مقرونتين بصلابة في الموقف.

وأشاد بإطلاع السنيورة الدقيق على تفاصيل الملفات السياسية والإقتصادية وخبرته الكبيرة ومتانة أعصابه، لافتاً إلى الثقة الكبيرة بشخصه والدعم الكبير الذي يلقاه تالياً دولياً وعرب

زحمة سوليدير ( خاص- quot;إيلافquot;)

ياً، وإلى أن الرجل غير متمسك بالمناصب ولا يسعى إليها، لكنه لن يتخلى عن الواجب إذا ما استدعت الأوضاع عودته إلى رئاسة الحكومة بعد تقديمه إستقالته وفقاً لما ينص عليه الدستور بعد انتخاب الرئيس العتيد العماد ميشال سليمان الأحد المقبل.

وينص الدستور اللبناني على أن يجري رئيس الجمهورية إستشارات نيابية ملزمة يكلف بموجبها الشخصية التي تنال أكبر عدد من الأصوات النيابية، وبما أن قوى 14 آذار/ مارس تتمتع بالغالبية في مجلس النواب الحالي (68 من أصل 128) فإن مجرد تسميتها مرشحها يجعله حكما المكلف تشكيل الحكومة. مع الإشارة إلى أن التكتل الشيعي ( quot;حزب اللهquot; وحركة quot;أملquot;) رفع في محادثات الدوحة quot;الفيتوquot; عن تولي الحريري أو السنيورة رئاسة الحكومة المقبلة، رغم أنه كان رشق الأخير بصنوف من الإتهامات بلغت حد وصفه بالعمالة والخيانة . إتهامات واجهها السنيورة مراراً بالإبتسام وعبارة quot;يا جبل ما يهزك ريحquot;. وهو سهر في الساعات الماضية مع جموع اللبنانيين الذين تدفقوا إلى وسط بيروت بعد رفع مخيم إعتصام المعارضة منه وتعشى في أحد مطاعمه كما كان يفعل الرئيس الحريري في الأزمات، فتحلق الناس العاديون والصحافيون حوله وكان يحييهم ويرفض الخوض في حديث السياسة مكرراً: quot; ليس هذا وقتها الآنquot;.

المقاهي امتلأت بالحياة مجددا ( خاص- quot;إيلافquot;)