سفير سابق يشير الى 30 الف جاسوس إيراني في الكويت وحدها!
الايرانيون.. القضية quot; النائمة quot; على شواطئ الخليج

حراس الثورة الإسلامية الإيرانية كلفوا الدفاع عن الخليج

زيد بنيامين من دبي: منذ ان قررت الولايات المتحدة الاميركية وقف التجارة بينها وبين ايران في الثمانينات من القرن الماضي، وجد التجار الايرانيون دبي كأفضل طريق للوصول الى ما يحتاجون اليه من بضائع اميركية، وكلما تزداد شدة تلك العقوبات يزداد عدد الايرانيين الذين يستقرون في الامارة خصوصا بعد فرض عقوبات مالية هذه المرة ما اجبر العديد من رجال الاعمال الايرانيين على الانتقال الى دبي ايضاً من اجل فتح حسابات جديدة لهم بحسب صحيفة البوسطن غلوب. هذا الاهتمام بايران لم يكن قاصراً على الصحيفة الاميركية فقد كان لافتاً ان تفتح صحيفة الـ (Gulf News )الواسعة الانتشار في دبي والصادرة صباح الثلاثاء، لتجد تصريحات للسفير الايراني السابق في الامارات عادل الاسدي الموجود حالياً في السويد يؤكد فيها ان طهران قد نشرت في دول الخليج مجموعة من (الخلايا النائمة) المستعدة في اي لحظة لتكون (فعالة) ليعيد من جديد ذلك الحذر وذلك الخوف من الايرانيين في منطقة الخليج في قضية قد تبدو انها (نائمة) في اغلب الوقت في هذه المنطقة من العالم.

يقول الاسدي quot;اعتقد ان الشكوى التي تطرح في الكويت من ان هناك اكثر من 30 الف جاسوس يعملون في الكويت فقط هو امر صحيح للغاية مبدئياً، ولايران تواجد في دول مجلس التعاون الخليجي الستquot; مضيفاً quot;لقد قاموا بارسال الايرانيين الى طرف ثالث مع طلب بان لا يتم ختم جوازاتهم في الدخول والخروج من تلك البلادquot;.

ويتم التجنيد بحسب الاسدي الى قسمين رئيسين الاول من اجل جمع المعلومات حول مختلف القطاعات في البلد الذي يستضيف العميل الاستخباراتيquot;لا اعتقد ان هناك سبباً يمنع ايران من ايقاف هذه السياسة لان طريقة التجنيد هذه في دول الخليج مبنية في طريقة عمل اجهزة الاستخبارات وهي من اقوى النقاط المحسوبة لايرانquot;. ويشير الاسدي الى ان المجموعة الثانية هي الاخطر لانها مدربة من اجل زعزعة الاستقرار في المناطق المتواجدة فيها.

والامارات هي واحدة من النقاط التي تشهد وجوداً ايرانياً مكثفاً بحكم انها شريك تجاري استراتيجي حيث يقطنها 450 الف ايراني، لكن الامور بين الامارات وايران بحسب صحيفة البوسطن غلوب لم تعد كما كان الحال.

جاء تعدد الزيارات المتبادلة بين الرئيس الاميركي جورج بوش، ونظرائه من الامارات كالشيخ محمد بن راشد ال مكتوم نائب الرئيس الاماراتي والشيخ محمد بن زايد ال نهيان ولي عهد ابوظبي لتضع اطاراً جديداً بين ايران والامارات، وبحسب الصحيفة واعتماداً على تصريحات من مسؤول اميركي وارقام احصائية فقد تراجع عدد سمات الممنوحة للايرانيين والرخص التجارية كثيراً. تقول احصائية اصدرتها غرفة التجارة في دبي ان الامارة منحت 10,800 ترخيص خلال الربع الاول من عام 2008 كان 1% منها كانت لشركاء ايرانيين، لتتراجع من نسبة 6% المسجلة في عامي 2006 و 2007.

كما بدأت المناطق الحرة ترفض منح اقامات العمل للايرانيين، كما توقفت المصارف الاماراتية عن فتح حسابات لايرانيين، وفق تصريحات نقلتها الصحيفة الاميركية عن رجال اعمال ايرانيين، وتصنف هذه السياسات الجديدة التي اعتمدتها دولة الامارات على انها انتصار للسياسة الاميركية في المنطقة.

لكن مثل هذه السياسة قد تصيب ايضاً اصحاب المشاريع الصغيرة من الايرانيين الذين لا علاقة لهم بالسياسة ويقفون بالضد من تصرفات حكومتهم، واغلب التجار في دبي هم من القطاع الخاص الايراني الذين يعانون القوانين والضوابط التي تحد من حركتهم في بلادهم ووجدوا في دبي الفضاء الكافي لممارسة نشاطهم بكل حرية.

ويعلق ايثان كورين المتخصص باقتصاديات الشرق الاوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في العاصمة الاميركية واشنطن على هذه الفكرة بالقول quot;عمل موازنة يعد صعباً، عليك ان تبقي النظام تحت الضغط، وان تفعل ذلك بطريقة لا تطال من لا علاقة لهم بالموضوعquot;. علي رضا، كان طالباً في جامعة طهران، قبل ان يترك دراسته ويتوجه الى دبي اثر مشاركته في تظاهرة طلابية ضد الحكومة حيث وجد عملاً في شركة صغيرة يملكها احد الايرانيين تعمل في تجارة الارز والمياه المعدنية مع ايران.

وكانت امور الشركة تسير بصعوبة في ظل وجود شركات اكبر في دبي تتلقى دعماً مالياً من قبل الحكومة الايرانية، لكن الامور ستسوء اكثر حينما سيفرض الرئيس الاميركي عقوبات على بنكي ميلي وسيدرات الايرانيين، حيث لمدير الشركة الايراني حسابات فيها. سرعان ما بدأت الشركات في العالم تقطع علاقاتها مع البنكين ليجد صاحب العمل نفسه غير قادر على دفع التزاماته وليعلن افلاسه هو ونحو عشر شركات اخرى مرت بالظروف نفسها quot;العقوبات تؤثرفي الاناس العاديين فقط وليس الحكومةquot; بحسب رضا.

وهناك من يشير الى ان هناك مافيات مرتبطة بالحكومة الايرانية مازالت تعمل بحرية ويقول احد تجار السكر الذي طلب عدم ذكر اسمه quot;التجار المرتبطون بالحكومة لا يعانونquot; ويؤكد ان امثاله يجدون طرقا قليلة للحياة وحينما حاول مؤخراً تسجيل شركته في عجمان الامارة القريبة من دبي قيل له انه لن يتم منحه اقامات عمل لعماله مالم تتم تسوية الوضع بين ايران والولايات المتحدة.