خشية في لبنان من امتداد نار الحرب إلى حدوده
بيروت تتوقع حلاً دولياً لغزة يشبه القرار 1701

السنيورة: فلسطين قضيتنا ولا نسمح بالمزايدات

مباحثات بين ساركوزي وسعد الحريري في باريس

إيلي الحاج من بيروت: عبّر رئيس كتلة quot; المستقبل quot; النائب سعد الحريري بعد لقائه الرئيس الفرنسي عن مخاوف كثر من اللبنانيين بقوله أمام قصر الإليزيه بعد لقائه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي: quot;نعم نخشى حصول شيء في لبنان إمتدادا لما يحصل في غزةquot;. ورغم أن الحريري عوّل على quot; وعي quot; لدى الأحزاب اللبنانية يحول دون انجرارها وجر لبنان معها إلى حمأة الصراع العسكري مجدداً، وأن المقصود بهذا الكلام quot; حزب الله quot; أظهر حتى اليوم عقلانية لافتة في ردود فعله على ما يحصل في غزة فاكتفى بالتحركات الشعبية والحملات الإعلامية المساندة لحماس والسكان في غزة والمستنكرة quot; الصمت العربي quot; وإن بلهجة تشكيكية، بقي ثمة مكان لخوف مكتوم من عمل مفاجىء يتيح لإسرائيل اعتبار نفسها في حل من اي إلتزام بالفرار الدولي رقم 1701 .

وعززت هذه المخاوف غير المعلنة أخبار تعذر التأكد من صحتها، وتناقلتها وكالات أنباء محلية، فحواها ان قوات quot;حرس الثورة الإيرانيةquot; بدأت تعزيز وجودها المباشر في لبنان ورفعت عديد خبرائها العاملين مع quot;حزب اللهquot; الى ما بين 900 و 1000 عنصر. وأضافت ان هؤلاء يواصلون العمل تحت راية quot;لجنة الاغاثة الايرانيةquot; وان مهمتهم الرئيسية تتمثل في اعادة بناء القدرات العسكرية لـquot;حزب اللهquot; على أسس جديدة، بما لا يفقدها فاعليتها القتالية في حال قررت دمشق الانتقال الى مرحلة المفاوضات المباشرة مع اسرائيل على ما اعلن الرئيس بشار الأسد.

وأضافت ان quot;حزب اللهquot; يسعى إنطلاقاً من هذه الخلفية السياسية الطارئة في المنطقة إلى تعزيز وجوده العسكري على قمم الجبال ويقيم تحصينات في الاودية وجنوب الليطاني كما يعمل على تعزيز شبكة الاتصالات الخاصة به والتي تمتد من الضاحية الجنوبية لبيروت حتى مدينتي صور والنبطية ومناطق في البقاعين الغربي والأوسط لتصل الى مناطق في اعالي كسروان ومنها الى منطقة بعلبك والهرمل.

في المقابل يسود إنطباع في بيروت أن اسرائيل التي أفادت من دروس حربها مع quot;حزب اللهquot; في لبنان قد لا تحقق نتائج أفضل في غزة حيث يمكن أن يتكرر سيناريو صيف 2006 ولكن مع تعديلات تتناسب واختلاف الظروف بين الحربين، وذلك باعتبار أن quot;حزب اللهquot; خرج من تلك الحرب بانتصار غير مكتمل، ولكن التسوية السياسية التي ترجمها القرار الدولي رقم ١٧٠١ لم تعكس ما حققه عسكرياً، إلا إذا قضت المكابرة بالزعم إن وضع quot;حزب اللهquot; في الجنوب عندما كان يُمسك بالحدود اللبنانية مع إسرائيل لم يكن أفضل من وضعه بعد انتهاء تلك الحرب على أساس القرار المذكور الذي منع وجوده عسكرياً جنوب الليطاني وأبعده عن الحدود.

وعلى النقيض من الحزب، يبدو للمراقبين من بيروت أن quot;حماسquot; ستخرج من حرب غزة بخسارة غير مكتملة، فيكون ثمة مجال لتسوية سياسية بعد حرب تدوم أسابيع وتنتهي الى قرار ١٧٠١ آخر، بما يقيد حركتها العسكرية ويحول دون معاوتها إطلاق الصواريخ بما يضمن أمن جنوب اسرائيل من خلال quot;وضع دوليquot; ما للقطاع.

ومع إستحالة العودة الى quot;التهدئة quot; التي كانت سائدة قبل اندلاع المواجهة قبل الحرب وسط الشروط الإسرائيلية وquot;الحماسة quot; المضادة، ومع انتهاء قوات الجو الإسرائيلية من ضرب الأهداف المحددة وترددها أمام الهجوم البري المكلف يتأكد أن هذا الوضع سيراوح مكانه أسبوعين أو ثلاثة وربما أكثر إلى أن يرسو على حل سياسي بدأت المقترحات الدولية في شأنه تظهر شيئاً فشيئاً. وسيكون محوره على الأرجح قرار يصدر عن مجلس الأمن يوسع دور المراقبين الاوروبيين المكلفين الإشراف على معبر رفح، على غرار توسيع دور القوة الدولية quot;اليونيفيلquot; في جنوب لبنان وتعزيزها، وذلك ليشمل دور المراقبين الاشراف على وقف النار والتزام الطرفين شروط الهدنة التي لا بد أن تتضمن وقف إطلاق الصواريخ وفي المقابل وقف الإغتيالات. وهذا وضع يسمح لإسرائيل كما لحركة quot;حماسquot; إدعاء تحقيق إنتصار.