وسط التوقعات بفوز بوتفليقة بعد التعديلات الدستورية
الرئيس السابق زروال يستعد للترشح إلى الرئاسيات القادمة

كامل الشيرازي من الجزائر: كشفت مراجع جزائرية لـquot; إيلاف quot;، اليوم، أنّ الرئيس الجزائري الأسبق quot;اليامين زروالquot; أسرّ لمقربيه نيته الإعلان عن ترشحه للانتخابات الرئاسية القادمة المقرر تنظيمها في أبريل/نيسان القادم، وأفيد أنّ زروال الذي اشترط في وقت سابق quot; حصوله على دعم شعبي quot;، استفاد من مبايعة وفود تمثل 30 ولاية من الجهات الأربع للبلاد، زارته تباعا في بيته خلال الفترة القليلة الماضية. وبحسب مصادر من محيط ما يُعرف محليا بـquot; المبادرة الوطنية لمناشدة زروال الترشح لانتخابات 2009 quot; التي أطلقت قبل شهرين، فإنّ الجنرال المتقاعد الذي غادر كرسي الرئاسة أواخر تسعينيات القرن الماضي غداة فترة حكم استمرت خمس سنوات (1994 ndash; 1999)، قال لكوكبة من الشخصيات البارزة quot;أنا إبن الشعب، يوم احتجتني البلاد رجعت، ويوم أردت ترسيخ تقاليد في التناوب على السلطة ذهبت، وإذا طلب مني الشعب العودة سأعودquot;.

كما خاطب زروال وجوها ثورية عن ولاية تيزي وزو، استقبلها بمنزله قبل أيام أنّ quot;من يطلب المسؤولية خائن، ومن يرفضها خائنquot;، وهي كلمات فهمها مراقبون بأنّ زروال لا يعارض ndash; من حيث المبدأ - الترشح للرئاسة، ونقل المجاهد المخضرم quot;عبد الحفيظ ياحاquot; وعمر ملاح نجل الشهيد، أنّ زروال لا ينظر بعين الارتياح إلى الوضع العام في البلاد، وما انتاب الفترة القليلة الماضية من انزوائه بمسقط رأسه ولاية باتنة (430 كلم شرق الجزائر) وامتناعه عن أي ظهور علني على مدار التسع سنوات المنقضية.

وبحسب معلومات توافرت لـquot;إيلافquot; فإنّ الفترة القليلة القادمة ستشهد لقاءا موسّعا يضم رئيس الوزراء الجزائري السابق quot;أحمد بن بيتورquot; والناشط الحقوقي المعروف quot;مقران آيت العربيquot; بمعية شخصيات لا تقلّ وزنا محسوبة على quot;التيار الوطني الحرّquot; سيلتقون زروال بباتنة، ويتردّد في الكواليس أنّ بن بيتور سيتولى رئاسة لجنة المساندة لزروال.

ويتوقع خبراء الشأن السياسي في الجزائر، أن يحدث ترشح زروال ndash;إن تأكّد رسميا ndash; زوبعة كبيرة وسط الشارع المحلي قد تكون لها تداعياتها على سائر القوى الحزبية وأجهزة الحكم، ومن شأن إعلان زروال دخوله معركة الرئاسة أن يعيد حسابات كثيرة بشأن سيناريوهات رابع انتخابات رئاسية تعددية في تاريخ البلاد.

ويُرتقب أن تتسبب عودة زروال إلى الواجهة في مراجعة ما تردد عن حسم مسألة التمديد للرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة (72 عاما)، وما جزم به أكثرية المراقبين من أنّ نتائج الاستحقاق محسومة سلفا، واقتصار اهتمام سرايا الحكم على استقطاب منافسين أقوياء لبوتفليقة الطامح لولاية رئاسية ثالثة، علما أنّ الأخير لم يبدي نيته الترشح رغم حملات الدعم والتأييد التي تقودها أضلاع الائتلاف الحاكم منذ فترة معتبرة.

وظلّ زروال المبتعد عن الأضواء رافضا لأي إقحام لشخصه مجددا في الحياة السياسية المحلية، لكن شخصيات كثيرة لم تفقد الأمل وظلت تمارس ضغطا عليه باسم عدم التخلي عن quot;نداء الواجبquot; وquot;المسؤولية التاريخيةquot; خصوصا بعد كل الذي قيل عن quot; إلغاء الرئيس المدني لمكاسب أتى بها رئيس عسكريquot; على خلفية ما أفرزه تعديل بوتفليقة لدستور وضعه زروال في خريف العام 1996.

ويُلاحظ خبراء الشأن السياسي في الجزائر، جنوح فعاليات هناك لإنتاج مواجهة انتخابية مثيرة بين الرئيس الجزائري الحالي عبد العزيز بوتفليقة وسلفه اليامين زروال، بما يمنح طعما خاصا للموعد، وبشكل يتيح تصنيع معركة انتخابية على منوال الذي حدث في انتخابات 2004، بين الرئيس بوتفليقة وخصمه آنذاك رئيس الوزراء الأسبق quot;علي بن فليسquot;، ولعلّ مؤشرات السيناريو الذي يجري طهيه في هدوء، تتجلى فيما تعكف مراجع إعلامية محلية على التسويق له، كالحديث عن إلغاء بوتفليقة لإحرازات أتى بها زروال قبل 12 سنة.