الوزراء العرب فوجئوا ..ولا تعليق سوىquot;الله غالبquot;:
دبلوماسي غربي يكشف كواليس مناقشات بلورة المبادرة المصرية

إقرأ أيضًا

جمال زحالقة لـ quot;إيلافquot;: بدأنا إجراءات عملية لتقديم قادة إسرائيل للمحاكم الدولية

مخاوف بأوروبا من تأجيج غزة لمشاعر العداء ضد السامية

السعودية: الشعب الفلسطيني يعاني من quot;آلة عسكرية شرسةquot;

صحف إسرائيل.. الوقت ينفذ أمام الجيش في غزة

الظواهري للفلسطينيين: الهجوم على غزة quot;هدية أوباماquot; ونتوجه صوبكم حثيثاً

لماذا لا تحارب مصر إسرائيل من اجل غزة ؟

رعب غزة.. يغرس بذور العنف المستقبلي

إجتماع لحكومة إسرائيل والأخيرة تطرد سفير فنزويللا

مبارك دعا أولمرت لزيارة القاهرة

نبيل شرف الدين:علمت quot;إيلافquot; من مصادر دبلوماسية عربية أن الوفد الوزاري العربي الموجود الآن في نيويورك فوجئ بالمبادرة الفرنسية ـ المصرية التي أعلن عنها الرئيس مبارك في حضور نظيره الفرنسي، الذي أكد بدوره دعم باريس لها، وهو الأمر الذي اضطر الوزراء العرب الموجودين في نيويورك إلى مراجعة عواصمهم على وجه السرعة للوقوف على تفاصيل تلك المبادرة، حتى يجري وضعها في الاعتبار خلال التحرك الدبلوماسي العربي لدى مجلس الأمن الدولي، الذي يسعى إلى استصدار قرار عاجل بوقف العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة.واصابت الوزراء العرب في نيويورك نوبة اضطراب كونهم فوجئوا بالمبادرة ،وحين سئل احدهم عن رأيه بما حدث استعار لهجة تونسية قائلا quot;الله غالب quot;. وعلق احد المراقبين فى نيويورك ان القاهرة تصرفت على طريقتها مما تعتبر مبادرة مصغرة لمبادرة السادات.

من جهتها بدت المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والتي أعلنها الرئيس حسني مبارك في حضور نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي، كما لو كانت بمثابة quot;الفرصة الأخيرةquot; للحيلولة دون مزيد من التصعيد العسكري الإسرائيلي، الذي يتواصل مع ذلك على الوتيرة نفسها، وإن لاحت في الأفق إشارات تشي بإمكانية قبول إسرائيل بهذه المبادرة، مثل إعلانها وقف العمليات العسكرية على القطاع لمدة ثلاث ساعات يومياً لإتاحة الفرصة لفتح quot;ممرات آمنةquot; تكفل وصول المساعدات الإغاثية للسكان المدنيين في غزة، وهو أحد البنود الرئيسة التي تضمنتها المبادرة المصرية المدعومة أوروبيا ومن قبل الدول التي توصف بالمعتدلة.

أما في كواليس بلورة ملامح وبنود تلك المبادرة، فقد كشفت مصادر مطلعة في القاهرة عن تلقيها دعماً من السعودية وتركيا والاتحاد الأوروبي، وأن مسؤولي جهاز الاستخبارات المصرية أطلعوا وفد حركة حماس على المبادرة المصرية لاحتواء الموقف، موضحة أن تلك الخطة تقضي quot;بوقف إطلاق نار فوري تليه عودة إلى الهدنة، وفتح للمعابر بين إسرائيل وقطاع غزة، مع الاتفاق على quot;آلية دوليةquot; تتمثل في نشر مراقبين دوليين من الاتحاد الأوروبي ودول أخرى، للتحقق من تطبيق الطرفين لالتزاماتهما، خصوصا وقف إطلاق النار وفتح المعابرquot;.

وتابعت المصادر ذاتها أن الهدنة المقترحة مختلفة عن التهدئة السابقة، حيث توجد فيها quot;ضمانات دوليةquot;، تتمثل في نشر مراقبين من الاتحاد الأوروبي ودول أخرى، للتأكد من رفع الحصار، موضحا أن quot;دولا عديدة تؤيد هذه الخطةquot;، من بينها قوتان إقليميتان هما السعودية وتركيا.

ونقل عن مقربين من المفاوضات الدائرة في كواليس الأزمة أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي نقل إلى القاهرة إصرار الساسة الإسرائيليين على ضرورة قبول قادة quot;حماسquot; بالشرطين المشار إليهما، حتى يتخذوا القرار بوقف إطلاق النار في غزة، وقبل البحث في أي قضايا أخرى.

حماس ودحلان
وعودة لما جرى في كواليس المحادثات الشاقة التي أجراها وفد حركة quot;حماسquot; في القاهرة، ووفقاً لمصادر مصرية فقد اقتصرت المفاوضات مع وفد حماس على محورين رئيسين فقط؛ وهما : ضرورة قبول الحركة بنشر مراقبين دوليين على المعابر مع إسرائيل، ووجود قوة مراقبة دولية للحدود على معبر رفح، بالإضافة إلى ممثلي السلطة الوطنية الفلسطينية، كما يقضي بذلك البروتوكول الدولي لإدارة المعبر.

كما أوضحت المصادر ذاتها أنّ القاهرة أطلعت وفد الحركة على تفاصيل الاتصالات الإقليمية والدولية الرامية إلى وقف إطلاق النار وأشارت إلى أنّها قدمت في هذا الإطار quot;ورقة عملquot; مكوّنة من أربعة بنود رئيسة، تتعلق بوقف إطلاق النار فوراً والعودة إلى التهدئة ورفع الحصار وفتح المعابر والتوصل إلى quot;آلية دوليةquot; تتضمن وجود مراقبين لفتح معبر رفح، على النحو المشار إليه.

ونفت القاهرة بشدة ما نقل عن مصادر quot;حماسquot; بأن مصر تسمح لقيادات من حركة quot;فتحquot;، وخاصة القيادي الفتحاوي محمد دحلان، بإجراء اتصالات واسعة مع الجانبين الأميركي والإسرائيلي، وقالت المصادر quot;إن مصر ليست طرفاً في أي اتصالات مزعومة من هذا النوع، ولا تسمح لأي من قيادات فتح التي لجأت إلى الأراضي المصرية عقب سيطرة quot;حماسquot; على مقاليد الأمور في قطاع غزة، بممارسة أي عمل سياسي من شأنه تهديد الوحدة الوطنية الفلسطينيةquot;، كما جددت تأكيدها أن quot;القاهرة تقف على مسافات متساوية من كافة الأطراف الفلسطينيةquot;.

ومضت المصادر المصرية ذاتها قائلة إن القاهرة كانت تأمل أن تلتزم حماس ما اتُّفق عليه مسبقاً بشأن مشاركتها في حوارات القاهرة للمصالحة الوطنية الفلسطينية، بدلاً من أن quot;تستمع إلى نصائح سورية وإيرانية بعدم الحضور للمشاركة في مؤتمر الحوار الفلسطيني الموسعquot;.

كما اعترفت المصادر ذاتها أن جزءاً من المشكلة يكمن في quot;تدهور العلاقات المصرية مع كل من سورية وإيرانquot;، مضيفةً أن quot;السوريين لا يريدون أن ينسوا الدور الضاغط الذي أدّته مصر إقليمياً ضدّ سورية في ما يتعلق بالملف اللبناني، كما أن إيران لا تريد أيضاً أن تنازع مصر في دورها الإقليمي خاصة في ما يتعلق بالقضية الفلسطينيةquot;.

مبارك وساركوزي . من الأرشيف

وتابعت المصادر ذاتها قائلة إن وقوع حركة quot;حماسquot; ما بين السندان السوري والمطرقة الإيرانية دفع قادتها في الخارج إلى اتخاذ قرارات خاطئة من دون التشاور مع مصر، وأضافت: quot;في المقابل، فقد واصل مسؤولو الحركة توجيه الانتقادات لمصر في إطار التجاذب المصري ـ السعودي من جهة، والإيراني السوري من جهة أخرى.

ووفقاً للمصادر ذاتها، فإن الجانب المصري شرح أن الهجوم الإسرائيلي غير قواعد اللعبة في غزة، وان الجانب الإسرائيلي أصبح يضع الآن شروطا واستحقاقات جديدة من اجل العودة إلى التهدئة، من بينها وجود مراقبين دوليين.

وخلصت المصادر المصرية إلى القول إن الوفد شرح موقف حركة حماس الذي يتلخص باستعداد الحركة لدراسة مقترحات مفصلة بشأن وقف إطلاق النار والعودة إلى التهدئة وفتح المعابر مع استئناف جهود المصالحة الفلسطينية، ولكنه لم يقدم أي التزامات محددة في الوقت الحاضر.

وسبق أن بذلت مصر جهوداً مضنية لعقد مصالحة بين حركتي حماس وفتح، واقترحت أن يشكل الفلسطينيون حكومة وحدة وطنية غير فصائلية، على أن تكون مسؤولة أمام رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس مباشرة، حينذاك تفرض الحكومة الفلسطينية إرادتها في أنحاء أراضيها، حيث تحاصر أنشطة الجماعات المسلحة غير الرسمية، وتتوصل إلى هدنة مع الإسرائيليين من خلال المفاوضات.