رفعت جماعة الإخوان المسلمين أمس حالة الطوارئ القصوى وقامت بتعبئة كافة جهودها لتكذيب خبر إستقالة المرشد العام محمد مهدي عاكف الذي انتشر كالنار فى الهشيم فى وسائل الإعلام المختلفة. وعاش مقر قيادة الجماعة ومكتب الإرشاد بمنطقة منيل الروضة يوماً إستثنائياً، شهد حضوراً مكثفاً من قبل عدد كبير من قادة الجماعة سواء على مستوى مجلس شورى الجماعة او أعضاء مكتب الإرشاد او نواب الكتلة البرلمانية، لإيصال رسالة إلى الرأي العام مضمونها بأن كل شئ طبيعي فى الجماعة وان الأمر لا يعدو أكثر من كونه quot;إشاعة مغرضةquot;.

محمد حميدة من القاهرة: قال الدكتور محمد حبيب quot;لإيلاف quot; ان محمد مهدي عاكف لا يزال المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، مؤكدا انه لم يستقيل من منصبه، وان ما تردد عن نبا استقالته لا يعدو أكثر من إشاعة مغرضة quot;. واشار الدكتور حبيب ان quot;وجود المرشد العام فى مكتبه اليوم ولقائه قيادات الجماعة وأعضاء مكتب الإرشاد ابرز دليل على زور ما تردد quot;.

وقد تحول مكتب الإرشاد الى خلية نحل أمس وشهد نشاطا مكثفا منذ الصباح وحضر عدد كبير من أعضاء المكتب وقيادات الجماعة، وعلى رأسهم المرشد العام ، والنائب الاول محمد حبيب ، و محمود عزت الأمين العام للجماعة، وأعضاء مكتب الإرشاد رشاد البيومي، و لاشين أبو شنب، و محمود غزلان، و محمد بديع، ومحمود حسين، ومحمد مرسي، وأعضاء الكتلة البرلمانية محمد سعد الكتاتني، وسعد الحسيني وحسين محمد، ومحمد البلتاجى وغيرهم من القيادات مثل محيي حامد، ومحمد عبد الرحمن، ومسعود السبحي.

وحرص الحضور على وجود الكاميرات والتقاط الصور فى وجود المرشد لتكذيب الشائعة. وأكد عاكف إنه يمارس مهامه كمرشد عام للجماعة بشكل كامل واعتيادي، مضيفا أن تلك الحملة الإعلامية الضخمة التي بثتها وسائل الإعلام وبعض الصحف المستقلة والحكومية على السواء مستغربة، مؤكدا أن القضايا الخاصة بالشأن الداخلي للجماعة ملك للجماعة وحدها. ونشر الموقع الرسمي للجماعة عشرات الصور للحضور تحت عنوان quot;بالصور نرد على شائعة استقالة المرشدquot;.

وكانت انباء قد ترددت بقوة خلال الساعات الأخيرة عن نشوب أزمة شديدة فى مكتب إرشاد الجماعة اثر إصرار المرشد العام الذي تنتهي مدة ولايته بعد شهرين على تصعيد عصام العريان المسئول عن المكتب السياسي بالجماعة واحد المحسوبين على التيار الاصلاحى الى مكتب الإرشاد خلفا للدكتور محمد هلال الذى توفى مؤخرا، وهو ما رفضه المكتب، فتقدم المرشد العام باستقالته .

وتضاربت أنباء استقالة المرشد دخل الجماعة نفسها، وبينما قال موقع الدكتور عبد المنعم ابو الفتوح عضو مكتب الإرشاد المحبوس على ذمة التنظيم الدولة خبر استقالة المرشد واكد انه انهى ولايته يوم 18 أكتوبر وانهي تفويضا للنائب الأول الدكتور محمد حبيب لتسيير شئون الجماعة، نفى الموقع الرسمي للجماعة quot;إخوان اون لاينquot; نبأ الاستقالة على لسان المرشد .

واكد بيان صدر عن الجماعة ان المرشد العام لم يقدم استقالته من منصبه كما زعمت بعض وسائل الإعلام، واستنكر أعضاء مكتب الإرشاد وقيادات الجماعة صدور مثل هذا الخبر، وأكدوا quot;اعتزازهم بمرشدهم على رأس مؤسسات الجماعة، والتي تعمل وفق نظمها ولوائحها في ظل القيم الأخلاقية والإيمانية عبر تاريخها الطويل من الدعوة والنضال على طريق الإصلاح السلمي في إطار من الحب والتفاني وإنكار الذاتquot;.

وفى نفس الاتجاه كثف الجهاز الاعلامى للجماعة على الجانب الأخر من جهوده وشحذ موظفوه ومحرريه لعمل سلسلة متنوعة من المواد الصحفية المكتوبة والمرئية من اخبار وتحقيقات وتقارير وبيانات وتصريحات لنفى الخبر . ولم تخلو المواد من الهجوم على الصحف الحكومية والمستقلة واتهامها بالإفلاس والإثارة، والتمجيد على الجانب الأخر فى ديمقراطية الجماعة وحيويتها ومؤسستها .

ووصف موقع الإخوان المسلمون خبر استقالة المرشد فى تحقيق عن الشائعات حول الاخوان والاعلام بأنه quot;طبخةquot; إعلامية مجهولة المصادر بنكهة الإثارة، تم إعدادها في quot;مطابخquot; الأجهزة الأمنية، وهرول لنشرها والترويج لها عدد من الأقلام والألسنة التي اعتادت تلك quot;الطبخاتquot; دون أن يدققوا فيما فيها،ونقل الموقع على لسان محللون أن ما اهتمام الاعلام بالجماعة يدل على حيوية جماعة الإخوان المسلمين وديمقراطيتها ومؤسسيتها، وطالب الإعلام بان يركز على قضايا المعتقلين فى صفوف الجماعة والمشكلات والقضايا التى تهم الشعب .

ومن جهة أخرى أكد محللون أن جماعة الإخوان المسلمين تواجه بالفعل أزمة داخلية كبيرة بين الجناحين المحافظ والإصلاحي . وقال حاتم عبد السلام باحث فى الشئون الإسلامية ان عاكف ربما يكون قد قدم استقالته وتراجع عنها بعد ذلك، خاصة ان استقالته من الممكن ان تتسبب فى انقسام الجماعة، وهو ما يخشاه قيادات الجماعة التى تواجه ضربات امنية متلاحقة تستهدف اضعافها . وأضاف ان عاكف دوره مهم جدا حيث انه quot;رمانه الميزانquot; بين جناحى المحافظين والإصلاحيين داخل الجماعة .

ومن المقرر ان تنتهي ولاية عاكف المرشد السابع للإخوان المسلمين التى تعتبر اقوى جماعة معارضة فى مصر، تستحوذ على 20% من مقاعد البرلمان ب88 مقعدا فاز أعضائها بها فى انتخابات عام 2005، بعد شهرين وستجرى انتخابات لاختيار المرشد القادم شهر يناير ويثور خلاف داخل الجماعة حول كيفية انتخاب المرشد القادم . وفى حين يطالب عاكف بانتخاب المرشد الجديد عبر مجلس شورى الجماعة يرى عدد من قادة الجماعة أن الظروف لا تسمح بالانتخاب عبر الشورى فى ظل غياب العديد من قادة الجماعة خلف القضبان، وان ذلك من الممكن ان يتم عبر مكتب الإرشاد .