الملك عبد الله يحدث تغييرات واسعة في طاقمه الحكومي
وزراء quot;المنطقة الحمراءquot; عاشوا فترة تقلبات قبل رحيلهم

العاهل السعودي يجري تعديلات للمرة الأولى منذ توليه الحكم

quot; إيلاف quot; تستعرض سيرة الوجوه الجديدة في الحكومة السعودية

العاهل السعودي يجري تعديلات وزارية وقضائية واقتصادية

الخوجة واكب لبنان في أصعب أزماته ... وتوزيره

سلطان القحطاني من لندن: لم يكن مفاجئاً بالنسبة إلى سعوديين كثر خروج وزراء سبق الحديث عنهم حول المآدب الرسمية العليا حتى عُرف أن خروجهم ما هو إلا مسألة وقت، بل أن المفاجأة كانت في التوقيت والحجم، خصوصاً في ظل التغيير العميق الذي أجري في مجلسي الدين والسياسة وهما quot;الشورىquot; و quot;الوزراءquot;.

وكان أولئك الوزراء يوصفون بأنهم quot;وزراء المنطقة الحمراءquot; الذين سيخرجون من الوزارة إلى المستشارية في بلاط الملك أو السفارة في إحدى الدول الأوروبية أو التقاعد وإختتام حياتهم السياسية، رغم أنهم كانوا يحاولون في كل مرة يسمعون فيها همساً وتصريحاً عن تعديل وزاري أن يبتكروا مشاريعاً عملاقة تأخذ حيزا كبيرا على صفحات الصحف الأولى.

وأجرى الملك عبد الله بن عبد العزيز تغييرات واسعة في طاقمه الحكومي للمرة الأولى منذ توليه حكم بلاده عام 2005 في خطوة وصفها مراقبون بأنها العهد الثاني الجديد من حكمه قياساً بحجمها وتوقيتها وعمقها، إذ أختار نجوم عهده كي يتولون رؤوس الحربة في التغيير الجديد. وكان معروفاً أن تغييرات مهمة ستجري في وزارات مثل الثقافة والإعلام والتعليم العالي والعدل والصحة منذ وقت طويل، إذ تسربت هذه الرغبة الملكية في سائر مفاصل الدولة لدرجة أن أن كلاً من الدكتورين عبد العزيز خوجه وعبد الله الربيعة عُلم أن مسألة توزيرهم ما هي إلا أشهرٌ فقط.

وفعلاً تولى الدكتور عبد العزيز خوجة منصبه كوزير للإعلام بعد سنوات الجمر (2004-2009) التي قضاها في لبنان سفيراً لبلاده وواحداً من السفراء السوبر الذين كان لهم دور مهم في ماكينة السياسة الخارجية. ومعروف أنه شاعر ذواق، رغم أن آخرين يختلفون على شاعريته، ومحب للموسيقى وصوت quot;فيروزquot; دون تحفظ كما يفعل كثيرون من المسئولين في المملكة.

ويأتي خلفاً للوزير اياد مدني الذي quot;لا يُترحم عليهquot; نظراً لأنه جاء من الوسط الصحفي وأنقلب على جلده بعد أن جاء أداءه مخيباً لآمال كثيرين من أهل المهنة رغم أنه قاد خطوات تطويرية مهمة في ظل ظغوط أستطاع القفز فوق بعض حواجزها وسقط في البعض الآخر. أما عبد الله الربيعة فلم يكن طبيباً بارعاً في عمله فحسب بل كان واحداً من الأدوات السياسية المهمة التي أستخدمتها المملكة في سياق quot;عملية التطهيرquot; التي أجرتها لصورتها التي تأثرت خارجياً بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر عن طريق عملياته الناجحة في فصل التوائم السيامية.

وكان حدث الحدث هو تعيين الدكتورة نورة الفايز كنائبة لوزير التعليم لأول مرة في تاريخ المملكة إضافة إلى توسيع دائرة هيئة كبار العلماء لتضم كافة الأطياف الجغرافية في المملكة. ومعروف أن تعديل الوزارات أو تشكيلها يمر بظروف صعبة لا يوجد لها مثيل إلا في المملكة العربية السعودية، إذ يدخل اختيار الوزير المراد تعيينه في عدة مراحل فمن النادر أن يعين وزير كونه لمع فجأة في مجاله ما لم يتم تجريبه إدارياً خلال فترات سابقة في حياته السياسية، وأن يكون موضع ثقة الحكومة.

وسبق وأن كانت هناك لجنة لاختيار الوزراء أبان حكم الملك فهد بن عبد العزيز من أعضائها الأمير سلمان بن عبد العزيز، وايضاً نائب رئيس الحرس الوطني الشيخ عبد العزيز التويجري، ومستشار الملك فهد حينها إبراهيم العنقري اللذين توفاهما الله.

وكانت تحدد الأسماء وتختار المرشحين ثم تتم تصفيتهم وللملك الحق في قول كلمة الفصل بعد قراءته للترشيحات المرفوعة للجنة. إلا أن هذه اللجنة لم يعرف لها دور حتى الآن. وما حصل أخيرا هو الطلب من بعض المسؤولين الكبار أسماء من يرشحونهم ويذهب الترشيح إلى طاولة الملك عبد الله و quot;يوجد شخص واحد فقط يعرف ما يقرره ملك السعودية هو ملك السعودية نفسهquot; حسب ما قال مصدر خليجي رفيع كان في زيارة إلى الرياض قبل أسابيع. ونتيجة لذلك فإن كل حديث عن تعيينات وزارية لأشخاص بعينهم هو من قبيل التخيل فضلا عن البعض يمارسها كهواية للضحك على عقول المستوزرين الدائمين المستعجلين.

والمعروف أن النظام الأساسي للحكم quot;الدستورquot; يفرض على ملك البلاد أن يغير حكام المناطق والوزراء ومن في مناصب الدولة العليا، وأعضاء مجلس الشورى، وموظفي المرتبة الممتازة، كل أربع سنوات، غير أن هذه المادة لم تنفذ بحذافيرها، إذ يجري التجديد الذي أصبح، كما قال محلل سياسي، هو القاعدة وما عداه يعد استثناء. ومن المنتظر أن تشهد الرياض المرحلة الثانية من التغييرات في المؤسسات الحكومية لكنها ستكون من الوزن الخفيف حيث ستجري في نفس الوزارات التي وفد إليها وزراء جدد أو في مراكز حكومية أخرى.

وكان رؤساء تحرير الصحف السعودية قد أبلغوا بهذه التغييرات خلال اجتماع مع رئيس الديوان الملكي الشيخ خالد التويجري وذلك للمرة الأولى في تاريخ المملكة، إذ كان الإعلاميون قد أعتادوا أن يجتمعوا مع أوراس quot;واسquot;، وهي وكالة الأنباء الرسمية التي تبث بيانات الحكومة دون شرح أو توضيح، وتأتي غالباً ناقصة الدسم.