إيلاف تتابع آخر جهود التحقيقات حول حادث التفجير وسط القاهرة
الأمن يحقق حول شهادات بشأن ضلوع منقبتين أو أجانب بالحادث

مراقبون يتحدثون عن ضلوع جيل جديد من الإرهابيين بتفجير القاهرة

انفجار القاهرة: 16 مصاباً وقتيلة فرنسية

نبيل شرف الدين من القاهرة: كمن يبحث عن إبرة وسط كوم هائل من القش، هكذا يبدو مشهد الجهود الأمنية المتواصلة التي تجري في القاهرة سعيًا للإمساك بأي خيط قد يقود إلى الجناة، الذين تورطوا في تنفيذ حادث التفجير الذي هز سكينة ميدان الحسين وسط القاهرة يوم الأحد الماضي، وأسفر عن مقتل فتاة فرنسية وإصابة نحو 22 آخرين معظمهم من السياح الأجانب .

ووفقًا لمصدر مطلع فإن المؤشرات التي تجمعت لدى أجهزة الأمن تؤكد أن مدبري الجريمة لا ينتمون إلى أي من التنظيمات المتطرفة المعروفة التي انخرط قادتها وعناصرها في ما عرف بمبادرة وقف العنف، وبالتالي فإن هذه العملية فردية يرجح الخبراء أن تكون مجموعة تتألف من ثلاثة أو أربعة أشخاص ممن يعتنقون أفكارًا متطرفة قد تورطوا في الإعداد وتنفيذ هذا الحادث .

وعلمت (إيلاف) أن أجهزة الأمن المصرية تستجوب عددًا كبيرًا من المشتبه بهم، خاصة في صفوف التيار السلفي، وترجح المؤشرات الأولية أن يكون منفذو الحادث قد استخدموا عبوة موقوتة جرى تفجيرها بواسطة جهاز ميقاتي، وتم زرع هذه العبوة الناسفة بوضعها أسفل المقعد الرخامي بينما وضعت العبوة المماثلة الثانية على مسافة نحو rlm;30rlm; مترًا والتي أمكن إبطال مفعولها قبل أن تنفجر، وهي تحتوي على البارود والمسامير .

وأرسلت دوائر رسمية تطمينات عبر تصريحات منسوبة لمصادر أمنية مفادها أن أجهزة الأمن باتت على مسافة قريبة من تحديد هوية المتهمين في حادث التفجير، وفحص ما أثير من معلومات وشهادات ترددت عن أن المتورط به هما سيدتان منتقبتان وشخص آخر نفذها وهو ما تسعى التحقيقات لتدقيقه .

العبوة الناسفة

ويسعى تقرير الأدلة الجنائية إلى إزاحة الغموض حول التكهنات حول طبيعة العبوة الناسفة، وأوضحت أنها وضعت أسفل المقعد ولم تلقَ من طابق علوي، كما يقول بعض شهود العيان الذين تحدثوا عن عن رؤية ملثمين وهم يهربون من موقع الحادث بعد أن ألقوا القنبلة من غرفة في الطابق الرابع بفندق quot;الحسينquot;، الموجود في البناية ذاتها المطلة على ساحة المسجد، كما تحدث شهود آخرون عن أن سيدتين منتقبتين ألقيتا قنبلتين بمساعدة رجل آخر، ويقول شهود من السياح إن القنبلة انفجرت في لحظة وصول فوج فرنسي إلى ميدان المشهد الحسيني .

وحسب تقارير الأدلة الجنائية فإن العبوة الناسفة يتراوح وزنها بين كيلو غرام وكيلو ونصف، وتحتوي على مواد مماثلة لتلك الخاصة بالألعاب النارية وجرت تعبئتها في إناء من الفخار وزودت بأسلاك والتوصيلات بدائرة كهربائية وسببت الموجة الارتجاجية في اتجاه واحد وأحدثت حفرة قطرها نحوrlm;30rlm; سنتيمترًا أسفل المقعد . ووفق التقرير فقد تبين أنها قنبلة يدوية محلية الصنع تحتوي على كميات من البارود والمسامير والتي تستخدم في تصنيع الالعاب النارية، وقام خبراء المعمل الجنائي بعد رفع بقايا القنبلة بفحصها لتحديد محتوياتها بدقة ومعرفة ما إذا كانت ملقاة من كافيتريا فندق الحسين كما ردد بعض شهود العيان، أم أن مجهولاً وضعها أسفل مقعد حجري بجوار حديقة المشهد الحسيني كما تردد من شهود آخرين، وهو ما يستطيع خبراء الأدلة الجنائية تحديده وحسم الخلاف بشأنه على نحو قاطع .

جهود البحث

وقال مصدر مطلعrlm; إن أجهزة الأمن تعمل على عدة محاور في البحث عن المتهمين الذين نفذوا الجريمة، مشيرًا إلى ما أسماه المصدر تطور الأسباب والتداعيات التي تؤدي إلى مثل هذا العمل، لهذا فقد ضربت الشرطة طوقًا أمنيًا حول مكان الحادث ومنعت الدخول خوفًا من وجود متفجرات اخرى في موقع الحادث القريب من منطقة الازهر في قلب القاهرة الفاطمية .

وهناك ما يشبه الإجماع على أن العملية كما بدت في لحظاتها الاولى وثيقة الصلة بتفجيرات سابقة آخرها انفجار الذي وقع في نيسان (أبريل) من العام 2005 في منطقة خان الخليلي (على بعد خطوات من موقع التفجير)، والذي تم بطريقة تبدو غير محترفة ومنفذوها اقرب إلى الهواة، وتقول مصادر امنية إن النظرة الاولى تشير إلى ان قنبلة المشهد الحسيني تتشابه مع تركيبة متفجرات في حوادث شبيهة.

الانفجار أثار الرعب في الشارع المصري وسط مخاوف من أن يكون هذا الحادث بداية موجة جديدة من العنف والإرهاب، وهو ما يتحسب له ايضاً خبراء الامن في مصر، ولا سيما أنه أعاد إلى الذاكرة سلسلة من تفجيرات تستهدف السياح في قلب القاهرة وشرم الشيخ والأقصر . واكتفى مصدر أمني بالقول إن فرق البحث الجنائي تواصل عملها ليل نهار على عدة محاور وهي إعادة فحص منطقة الحادث ونزلاء الفنادق المجاورة والعاملين والمترددين علي مقاهي المنطقة للتوصل إلى أي شهود والتقاط خيط لحل لغز الجريمة التي وقعت بدون سابق إنذار وبعد سنوات طويلة من القضاء علي تلك العمليات الارهابية التي ترتكب للتأثير على النشاط السياحي وزعزعة الأمن والاستقرار في البلاد .