سنوات مرت على الجلوس الملكي والمسيرة الأردنية مستمرة (1-2)
عبدالله الثاني... تعاون وتنسيق لخدمة الوطن والأمة

صورة عائلية للملك عبدالله الثاني

رانيا تادرس من عمان: يكمل الملك عبد الله الثاني بن الحسين غدًا، عقده الأول في حكم المملكة الأردنية الهاشمية التي عانت الكثير نتيجة موقعها الجغرافي في إقليم ملتهب. ولكن على الرغم منالظروف السياسية تمكن الملك منذ لحظات حكمه الأولى المضي قدمًا نحو تنمية بلاده بالعمل المتواصل معتمدًا نهج الإنفتاح والتواصل والدعم والتغيير في إدارة الملفات الداخلية. ولم تغب السياسة الخارجية وعلاقات الأردن بدول الجوار العربي والعالم اجمع لدى الملك عبدالله الذي ركز جهوده على التعاون والمصالحة والتنسيق مع تلك الدول.

وبهذه المناسبة تسلط ايلاف الضوء على محاور تنطلق من أول خطاب عرش للملك مرورًا بعلاقات الملك مع القوى السياسية والمعارضة، وكذلك علاقته بالإعلام وصولاً إلى نهجه الدبلوماسي وعلاقته مع دول الجوار ورؤيته الثاقبة إزاء القضايا المحورية التي تعصف بالمنطقة العربية.

يقول النائب المخضرم عبد الكريم الدغمي لـquot;إيلاف quot; إن الملك عبدالله الثاني بدأ عهده بالبناء على غرار نهج والده الحسين، إذ انه فاجا العالم بأسلوب حكمه وديمقراطيته غير المسبوقة إذ عزز في خطاب عرشه الأول ركائز حكمه الملكي الذي حقق الكثير على غرار التعددية السياسية والتنمية الاقتصادية والاجتماعية والتركيز على تحسين المستوى التعليمي والمعيشي لأبناء الأردن وكذلك جعل الأغلبية العظمى من الأردنيين حاصلين على التامين الصحيquot;. واصفًا إياه quot; بالقائد السابق لعصره مع خوفه وحبه لشعبه ومقولته المشهورة انه أب لكل الأردنيينquot;.

ولكن لم يغب الشأن الداخلي عن الملك عبدالله الثاني خلال عقد حكمه الأول خصوصًا في ما يتعلق بعلاقته مع قوى المعارضة السياسية والاعلام
فكان الانفتاح والتواصل والدعم عنوان العلاقة التي جمعت القائد بأطياف شعبه.

وبهذا الشأن، يقول وزير الداخلية الأردني نايف سعود القاضي لـquot; إيلاف إن quot; علاقة الملك دائمة ومتوازنة مع جميع القوى السياسية الأردنية دون تمييز لا سيما أن الملك هو المرجعية الرئيسة لتلك القوى في كل الشؤون والمواقف التي تقربها أو تبعدها عن الحكومة باعتباره للجميع وعلى مسافة واحدة من كل القوى والأطراف السياسية في المملكة سواء كانت الحكومة أو المعارضة quot;.

ويؤيد النائب الدغمي ما ذهب إليه الوزير القاضي ويشير إلى أنه quot; بحكم أن الملوك الهاشميين هم بيت حكم فعلاقة المواطن الأردني الشعبي والسياسي بالملك لا يشعر ببعد فالملك مع شعبه في المناسبات كافةquot;.

غير أن احد رموز المعارضة الأردنية والذي أصبح في عهد الملك عبدالله الثاني وزير التنمية السياسية الدكتور محمد العوران يرى أن العلاقة تتصف بالودية والانفتاحية لكلا الطرفين، فمشكلة المعارضة لا تكمن مع الملك بل السلطة التنفيذية اي الحكومة كونها تنظر إلى المعارضة كأنها حجر عثرة. ووجهة نظرها تستند إلى أنها أساس معارض يشارك في حكومة أقرت قانون الأحزاب لخنق ولادة حياة حزبية حقيقة علاوة عن رفض حكومي لتعديل قانون الانتخاب لمنع وصول المعارضة الحقيقة وقوى حزبية إلى البرلمان.

وزير الداخلية الأردني نايف سعود القاضي

فيما يقول رئيس لجنة الحريات في حزب جبهة العمل الإسلامي النائب السابق علي أبو السكر أن quot;الملك يحكم من خلال السلطة التنفيذية وهي التي تخلق جوا من التوتر وعلاقتنا كقوى معارضة غير سوية مع الحكومة ويعتقد أن الحكومة تحرص على منع أي لقاءات تجمع الملك مع قوى المعارضة الحزبيةquot;.

يذكر أن الملك عبدالله الثاني قرر العفو عن نواب جبهة العمل الإسلامي لدى حكمهم بالسجن عند زيارة بيت عزاء أبو مصعب الزرقاوي وكان النائب أبو السكر يقول أن quot;التدخل الملكي الذي يشكر عليه جاء لطي صفحة الخلافات مع قوى المعارضة وكذلك إزالة الاحتقان الذي كان سائدا في ذاك الوقتquot;.

من جانبه يؤكد الوزير القاضي أن quot; علاقة الملك مع المعارضة اتسمت بالتواصل والاحترام لافتا إلى أن quot; توجيهات الملك عبدالله الثاني للحكومات في تمكين قوى المعارضة في ممارسة دورها السياسي من دون أي عقبات وبفضل ذلك وصلت بعض أحزاب وقوى من المعارضة إلى البرلمان للانضمام إلى صفوف الحكومات الأردنية.

اما في ملف علاقات الأردن مع دول الجوار فقد باتت عمان تتمتع بشبكة علاقات قوية مع الجوار دون استثناء. ويعلق الوزير القاضي أن quot; عهد الملك عبد الله الثاني اتسم بالانفتاح التام في العلاقات مع دول الجوار العربية ودول الإقليم مضيفا أن quot; هذه العلاقات عملت على عودة الانسجام والتعاون والتنسيق بين الدول العربية والانتقال من سياسات المحاور التي سبقت أحداث غزة الى سياسة التضامن والتعاون بين الدول العربية وتوحيد المواقف العربيةquot;.

الى ذلك، يقول رئيس المرصد السياسي الأردني الدكتور بسام العموش أن quot; الاعتدال السياسي سمة الدبلوماسية الخارجية الأردنية وقاعدته الرئيسة التعاون مع الدول العربية، وعدم التدخل في شؤون الغير الداخلية لذا يمتاز الأردن بعلاقات قوية وجيدة مع جميع الدول العربية quot;.

أما العلاقات مع الولايات المتحدة الأميركية فقد اتخذت منحى ايجابياً جديداً في أعقاب الزيارة الأخيرة التي قام بها الملك عبد الله الثاني إلى واشنطن ولقائه مع الرئيس الأميركي باراك اوباما ممثلاً لجميع الدول العربية ونقله رسالة القادة العرب إلى الإدارة الأميركية الجديدة.

ويعتقد الوزير القاضي أن quot; الزيارة نجحت نجاحاً باهراً وللمرة الأولى يتطابق الموقف العربي من القضية الفلسطينية مع الموقف الأميركي وخاصة بمطالبة إسرائيل بقبول المبادرة العربية للسلام القائمة على مبادلة الأرض بالسلام quot;.إضافة إلى ضرورة الحل على أساس إقامة الدولتين أي إقامة الدولة الفلسطينية القابلة للحياة إلى جانب دولة إسرائيل ووقف الاستيطان معتبرا ذلك quot; تحولاً رئيسياً في الموقف الأميركي منذ نشوء القضية الفلسطينية والنزاع العربي الإسرائيلي .

ويؤكد القاضي أن quot; الأردن يتمتع بأقوى العلاقات مع واشنطن وقد أقرت الإدارة الأميركية ومعها الكونغرس استمرار المساعدات الاقتصادية والعسكرية للمملكة وزيادتهاquot;.

لكن النائب الدغمي يعتقد أن quot; العلاقة متميزة بين أميركا والأردن والدليل على ذلك زيارة الرئيس اوباما لعمان قبل الانتخابات الرئيسية ،وكذلك كان الملك عبدالله أول زعيم عربي يلتقي اوباما بعد فوزه وحمله للرسالة العربية جعل الإدارة الأميركية تضع القضية الفلسطينية على أجندتها.

وعلى صعيد آخر، كان الملك عبدالله الثاني أول القادة الذين تحدث بصراحة وعلانية عن الهلال الشيعي وخطره على المنطقة العربية وبهذا الشأن يعلق الوزير القاضي أن quot; العلاقة مع إيران طبيعية تقوم على قاعدة الاحترام المتبادل لمصالح الطرفين quot; لكن الأردن ياخذ على إيران بحسب القاضي تدخلها في بعض الشؤون الداخلية للدول العربية وخاصة في العراق.

ويشير إلى أن quot; رؤية الملك الثاقبة وتحليله لواقع التطورات والأحداث في المنطقة خاصة بعد سقوط بغداد عام 2003م لاسيما أن السياسة الإيرانية تعتمد في تحركاتها واتصالاتها على بعض الدول والمنظمات والأحزاب والأقليات الشيعية واستعمال المذهب الشيعي ومعتنقيه لصالح الأهداف السياسية الفارسيةquot; مضيفا أن quot; تحذيرات الملك كانت متطابقة مع المخاطر الـتي شكلها المد الشيعي الإيراني على العراق ومن ثم على لبنان وأخيراً على حركة حماس في غزة وتكريس الانقسامات السياسية والطائفيةquot;.