أحمد البشري من الرياض: أثار التقرير الذي نشرته إيلاف، والذي تناول عودة المسلسل السعودي الشهير طاش ما طاش في نسخته الـ16 العديد من ردود الفعل داخل المؤسسات الدينية، السياسية، والإعلامية، وامتدت ردود الفعل لتطول المواطن السعودي البسيط، الذي ردد في مجالسه الحديث عن مواضيع الحلقتين التين أثارهما التقرير، والتي تتحدثان عن (أوباما) السعودي، وعن أصوات المآذن في مساجد السعودية.

طاش 16على أبواب زوبعة جديدة: أوباما والآذان
وكانت إيلاف هي أول من أثار الحديث حول هاتين الحلقتين، وفي حديث لمصدر مقرب من الـ ام بي سي تحدث لإيلاف، عن وجود أنباء شبه مؤكد تسري داخل أروقة المجموعة عن قرارات صادرة من جهات عليا، تشير إلى منع بث حلقتين من حلقات طاش 16، ومع تزايد هذه الأنباء وانتشارها التي لم نستطع التأكد منها، وسط تكتم القائمين على المسلسل، وعدم صدور بيانات رسمية تؤكد أو تنفي صحة هذه الأقاويل.

وكانت إيلاف قد ذكرت في تقريرها السابق بأنه قد تم تصوير الحلقتين بين الرياض وجدة وسط تكتم شديد من قبل فريق العمل مخافة أن يثير الإعلان عنهما ردود فعل واسعة قد تتسبب في منعهما من البث كما حدث مع عدد من الحلقات التي منعت بأمر حكومي طول سنوات من عمر المسلسل الذي حرك مياهًا راكدة في المجتمع السعودي.

وتتحدث الحلقة الأولى التي تحمل عنوان quot;الصداحونquot; عن عناد مؤذني المساجد الذين يريدون رفع مكبرات الصوت أكثر من الحد المصرّح به رسميًا من قبل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف التي تنظم عمل مساجد المملكة البالغ عددها مئة وخمسين ألف مسجد. وكانت هذه القضية محور جدل في الصحافة المحلية لعدة أسابيع.

أما الحلقة التي قد تثير ردود فعل سياسية رفيعة المستوى فهي تتحدث عن مستقبل أوباما لو قدر له أن يولد في السعودية حيث يصوره المسلسل على أنه سيكون مشجعًا لإحدى الأندية المحلية وهو نادي الإتحاد الذي يشتهر أغلب مشجعوه بأنه ينتمون إلى البشرة السوداء، دون أي أمل في الحصول على حياة كريمة.

وعلى الرغم من أن السخرية من أوباما تعد أمرًا اعتياديًا في البرامج التلفزيونية الأميركية إلا أن مسؤولين سعوديين قد يرون في ذلك إحراجًا لهم خصوصًا في وقت تشهد فيه العلاقات بين البلدين تطورًا لا مثيل له نتيجة للعلاقة الشخصية بين الملك عبد الله وأوباما الذي فعل كل ما بوسعه كي يربح قلب الملك خلال زيارته الأخيرة إلى الرياض.

وأعتاد متابعي المسلسل الشهير طوال سنوات عرضه الطويلة، أن يمر المسلسل بنوع من الفترة القسرية على بعض الحلقات، وسط ضغط المؤسسة الدينية على القناة السعودية في بدايات المسلسل ثم على مجموعة الـ mbc في سنوات عرضه الأخيرة.

يأتي كل هذا وسط غضب متنامي للفئات المتشددة والتي تناول المسلسل سلوكياتها، وتجاوزات البعض منها، حتى أصبحت تكره كل ما يرتبط به، ووصل الأمر إلى شن حرب إعلامية عبر تسخير مسميات كبيره كالسخرية من الدين والكفر والتعدي على حقوق الله عبر كل ما يتعلق (بـ طاش ما طاش) ليصل الأمر إلى التهديد بالقتل للفنانين عبدالله وناصر بطلي المسلسل ومحور الجدل دوما.

والحملة الإعلامية التي يشنها التطرف على (طاش ما طاش) تشمل الكثير من الأقنيه الإعلامية، وربما أهمها المنتديات الأصولية التي سخّرت معظم مواضيعها وعتادها الأدبي لدفع القراء إلى شتم واعتزال هذا المسلسل وتحريمه نهائياً.

كما أن الحملات في المساجد خلال السنوات الماضية صارت تتحول من الدعاء على اليهود والأمل باسترجاع فلسطين، إلى الدعاء على عبدالله وناصر بعد أن حولتهم الأقلام المتعصبة إلى فرعون وهامان هذا الزمان.

وإذا كان الهجوم واللغط حول طاش قد توقف في العام الماضي، بسبب توقفه عن العرض وإستبداله بمسلسل quot;كلنا عيال قريةquot;، فأنه مرشح للعودة بقوة إلى الواجهة الإعلامية، وسط تحفز من المتشددين الذين سينتظرون الهفوات التي قد يتمخض عنها عرض المسلسل في رمضان الحالي، الجدير بالذكر أن طاش في موسمه قبل الأخير قد أنتقد الليبراليين السعوديين، كما أنتقد العديد من المظاهر التي يجدها المتشددين من الموبقات، وسط صمت مطبق من الأصوليين.