إيلاف - أكد محمد بن عيسى وزيرالشؤون الخارجية والتعاون ليلة أمس& الجمعة بالجزائر أن الخلافات القائمة داخل اتحاد المغرب العربي هي "بين دول الاتحاد وليست فقط بين المغرب والجزائر "، وقال في تصريح للقناة التلفزية الثانية المغربية (دوزيم) بثته في نشرتها المسائية ليوم أمس "أن المشكل وهو كما يعرفه الجميع وتعرفه كافة شعوب دول اتحاد المغرب العربي يكمن في الخلافات القائمة بين دول اتحاد المغرب العربي وليس فقط بين المغرب والجزائر" موضحا في هذا السياق أنه " للأسف الشديد لم نصل بعد إلى إيجاد صيغة لتناول هذه الخلافات بموضوعية وبمنهجية معقلنة ومكاشفة للذات ".
وفيما يخص انعقاد القمة المغاربية الملوح بها قال بن عيسى لنفس المصدر " لسنا ضد انعقاد القمة, فالقمة في حد ذاتها ليست مشكلة " مؤكدا في هذا الصدد على أن " المشكلة تكمن في الأسس التي يجب أن يجتمع عليها قادة دولنا". وذكر وزير الشؤون الخارجية والتعاون بأنه"لا يخفى على أحد أن هناك خلافات جوهرية تمس سيادة الدول ووحدة ترابها وكذا أوضاعها الداخلية".
ويأتي هذا التصريح بعد تأكيد وكالة الأنباء الجزائرية بأن اجتماع وزراء خارجية الدول الخمس الأعضاء في اتحاد المغرب العربي (الجزائر وتونس والمغرب وموريتانيا وليبيا) سيفضي لامحالة إلى تحديد موعد للقمة المقبلة لهذه الهيئة، وبعد أن أعلن وزير الخارجية الجزائري عبد العزيز بلخادم الجمعة للتلفزيون الجزائري ان اتحاد المغرب العربي سيعقد قمة في مستقبل قريب.
إلا أن المطلب المطلب الجزائري القاضي بمراجعة الميثاق المؤسس لاتحاد المغرب العربي كما جاء على لسان وزير الشؤون الخارجية الجزائري عبد العزيز بلخادم أمام الدورة العشرين لمجلس& وزراء خارجية الإتحاد المغاربي تضمن مطالبة واضحة بمراجعة معاهدة مراكش التي سماها (معاهدة التأسيس ) وطالب بإعادة صياغة هذه المعاهدة. وقال بنعيسى بأن "معاهدة الاتحاد كما هي قائمة الآن وحسب ما ورد في خطاب وزير الخارجية الجزائري لا تتماشى مع ما تراه الجزائر كمصوغة وكنص قانوني لتفعيل الاتحاد".
وكنتيجة مؤكدة ذكر محمد بن عيسى في الجزائر العاصمة أنه ليست هناك في اللحظة الراهنة أية لقاءات مبرمجة بشكل رسمي بين المغرب والجزائر لبحث القضايا العالقة المتعلقة بالحدود والصحراء متوقعة لكن لم ينس تأكيد أن "المغاربة مستعدون دوما للجلوس مع أشقائهم الجزائريين لمناقشة كل القضايا سواء تعلق الأمر بقضية الصحراء أو الحدود أو أية قضية ثنائية أخرى".
وقال في ندوة صحفية بالجزائر "لا يمكننا تصور إعطاء دينامية لاتحاد المغرب العربي في الوقت الذي يحس أحد بلدانه (الأعضاء) أنه مهدد في وحدته الترابية واستقلاله وسيادته" وانه لو كان الأمر كذلك بالنسبة للجزائر فإنه كان سينتابها نفس الإحساس بالتهديد.
وتابع بنعيسى مؤكدا أنه "لا بد أن أقول بصراحة أنه مهما كانت الظروف فليس من بيننا من يستطيع إقامة علاقات شراكة أو أخوة أو تعاون في الوقت الذي يحس فيه بالإحباط والتهديد والخطر".ووصف بن عيسى العلاقات بين دول الاتحاد المغاربي بالحسنة لكنه في رأيه تعيش على إيقاع "درجة معينة من السوريالية" متسائلا "كيف يمكننا أن نعطي دينامية للمبادلات التجارية وللتعاون بحدود مغلقة".
وقال إن "علينا أن نكون قادرين على التحدث بصراحة عن مشاكلنا. فهناك مشاكل والجميع يعرف ذلك. علينا أن نضع حدا لاستعمال لغة الخشب. فلا يمكننا أن نتعانق ونتبادل التحيات ونقول أشياء تعجب الجميع ثم نخرج دون أن نفعل شيئا" مضيفا أنه "علينا أن نجلس حول طاولة ونتفاوض ونتكاشف فيما بيننا".