خليل المقدسي&
&

&
لقد كتب الجميع عن الصحفى المعروف "محمد حسنين هيكل" بعد قراره اعتزال الكتابة بعد رحلة حافلة اثمرت مجموعة من الكتب (رغم عدم قناعتنى انه لا وجود لكاتب يمكنه التوقف عن الكتابة والتى هى كالماء والهواء بالنسبة لمعشر الكتاب الا اذا لم تعد الكتابة عند هيكل ارقى اشكال التمرد على الذات وعلى الواقع وبالتالى على التاريخ.
لنعد الى موضوعنا وهو ان الجميع كتب عن الصحفى الكبير باستثناء شخص واحد عرف هيكل عن قرب اكثر من معظم ان لم يكن من جميع من كتبوا عنه عاش معه اجواء صحفية ممتعه ملئية بالتحدى والمغامرة سعيا وراء الخبر والشهرة ,يتمنى كل صحفى ان يعيشها، الا وهو الصديق الدود الكاتب الفلسطينى المعروف ناصر الدين النشاشيبي والذي امضى في ربوع ارض الكنانه اكثر من سبعة عشر عام وصفها باها من اجلم ايام حياته ولكنه فرض على نفسه ومن تلقاء نفسه& نوعا من الصمت والعزلة وهجر الحياة العامة والسياسة تارك للاجيال القادمةعشرات الكتب الجميلة هى محصلة عشرات السنين من العمل في الصحافة والسياسة واخذ يراقب من منزله المقام على احدى تلال القدس معشوقته المستوى الذي وصلت اليه الصحافة والاعلام العربي& ويحمد الله انه ليس جزء من هذا السيرك!!!&
قررت خوض غمار السؤال وانا لا امنى نفسى الكثير من النجاح ولكن مع الكثير الاصرار& والالحاح وطلبت من الاستاذ الكبير ناصر الدين النشاشيبي ان يحدثنى عن زميله وصديقه ورفيقه لسنوات طويلة , فاشاح بوجه& مرة& وتحدث عن مواضيع اخرى& مرة اخرى ولكنه تحدث ..
وقال.... وقال الكثير مؤكدا انه لا يكن لصديقه اللدوده الا المحبة والتقدير
ولنبدء قصة الخلاف المعروف في عالم الصحافة بين النشاشيبي وهيكل& من البداية&& حيث قال النشاشيبي بعد ان سرح لدقائق معدودة في فضاء قاعة منزله الكبيرة:
" اعتقد ان بداية& ازمة الثقة فانا لا اسميها خلاف مع هيكل كانت عندما اجريت حديثا مطولا وشيقا مع الرئيس "جمال عبد الناصر" لكى ينشر في صحيفة "الاهرام" وبناء على طلب من الرئيس نفسه& رغم اننى كنت احد رؤساء تحرير الجمهورية وقد عملت اكثر من سبع ساعات على كتابة المقابلة وسلمتها "لهيكل" الذي كان يراس تحرير صحيفة "الاهرام" بهدف نشرها& وقد ابلغت زوجتى السابقه عن المقابلة وكيف انه يحتوى على الكثير من المعلومات الجديدة وتصادف ان دعونا الى حفل عشاء فوقعت عيون زوجتى "علياء الصلح" على "هيكل" يجلس على نفس الطاولة وسالته عن مصير المقابلة فلم يرد عرفت عندها ان هناك شئ وان "هيكل" لن ينشر الحديث لانه لم يجريه هو مع الرئيس "عبد الناصر ".. وبالفعل لم يرى الحديث النور ابدا , فادركت ان "هيكل" لا يريد لى ان اتقدم خطوة واحدة الى الامام وهنا بدات الثقة بيننا تهتز بعدها وقعت جملة احداث وسعت الهوة بيننا فعلى سبيل المثال كان هيكل يتجاهل الشخصيات التى اطلب منه يلتقيها مثل "صائب سلام" رئيس الوزراء لبنان والذي ابقاه في غرفة الانتظار اكثر من ساعة& وكانه يريد ان يلقنى درسا هو انه الوحيد في عالم الصحافة.
&ويصمت "النشاشيبي " للحظات ليلتقط بعض من انفاسه الهاربة قبل ان يكمل حديثه:
"&فذات يوم توجهت الى لبنان لاجراء مقابلة خاصه مع " فارس الخورى"& وكان معى "هيكل" الذي سارع في اليوم التالى الى نشر المقابلة في "اخبار اليوم" علىانها سبق صحفى له رغم علمه ان المقابلة كانت لى..!!!&
&وكان الرئيس "جمال عبد الناصر" على علم بازمة الثقة بينى وبين هيكل ولكنه لم يحاول معالجة الموضوع& فهو من ناحية يقدر ذلك القلم الشامى الفلسطينى (انا) الذي دخل المعارك باسمه ومن اجله وحارب من حاربه و صادق من صادقه ومن ناحية اخرى كان "هيكل"& مقرب اليه بصورة لا يمكن لاحد ان ينافسه فيها !
&ومرت السنين والاعوام التقينا مرة ثانية في بون بداية السبعينات على ضفاف نهر الرين... وكان" محمد حسنين هيكل " بوضع نفسى مزرى ومعنوياته محطمة بسبب خلافة مع انورالسادات فاذكر انه عندما كنت اساله عن "السادات " يقول لى:
&هو ليس عبد الناصر!!
وحسب اعتقاد "النشاشيبي" فان الشعرة التى قصمت ظهر البعير وقضت على& شعرة معاوية كان الحديث الذي اجراه مع الصحفيين" مصطفى" و"على امين" بعد الافراج عن "مصطفى" ونشرته& مجله "الحوادث" اللبنانية والتى كانت اوسع المجلات العربية انتشار تحت لعنوان -& ماذا فعل هيكل بمصطفى امين؟ وماذا فعل على امين بهيكل؟& -
&ويجمل الاستاذ الكبير ناصر الدين النشاشيبي& حديث قبل ان يضيق ذرعا باسئلتى "...ليست انا الوحيد الذي فقد هيكل ثقته فيه وفقدت ثقتى بهيكل او لم اكن الوحيد الذي بادرت هيكل الجفاء وشبه العداوة فعلى ايام عبد الناصر وهيكل في اوج قوته لم يكن صحفى واحد من الصحفيين اللبنانين يتصل به او يقل كلمة خير واحدة بهيكل ..
&مع هيكل انت امام خيارين اما ان تكون معه واما ان تصدم معه وانا من النوع الذي لا يهان احد....."
&وانتهى الحديث عند هذه النقطة رافضا الخوض اكثر& في تفاصيل اعقد.. وامور اخرى& متمنيا للصديق اللدود الصحة والعافية !!!!!
&