حزب الله انزل الخراب بلبنان وأهلها، ويكفينا النظر الى الحصيلة المرة للايام التي مرت منذ بدء ( الحماقة) العسكرية. انها حصيلة باهضة حقا بالنسبة لبلد صغير مثل لبنان. الاخبار تتحدث عن زهاء 5000 قتيل وجريح وأكثر من مليون مهجر وعدة مليارات من الدولارات كخسائر في البنى التحتية، عدا مئات الملايين من الدولارات التي خسرتها لبنان جراء ضرب الموسم السياحي فيها.
حسن نصرالله اعلن انه يفعل ذلك في مصلحة لبنان، في حين ان خسائر لبنان كما ترون كبيرة جدا، والمستفيد كانت هي سوري واسرائيل. سوريا انتعش الموسم السياحي فيها، وانتقل اليها من لبنان مئات الالاف من السياح الخليجيين وعشرات الالاف من اللبنانيين، ولن اغالي لو قلت ان سوريا ربحت مئات الملايين من الدولارات جراء حماقة حزب الله.ولم يكن ربح اسرائيل اقل إذ امنت الان، والى الابد، حدودها مع لبنان وبدعم عالمي كبير لم تكن تحلم به.
حزب الله وقائده حسن نصرالله ( القائد العسكري الذي لايدانيه في العلوم العكسرية سوى صدام حسين) لم يكتف بهذه الخسائر الكبيرة وانما يواصل الصياح الممجوج عن الانتصار وهروب العدو وما الى ذلك من الترهات التي مللنا سماعها من افواه القادة العرب واعلامهم الفاشل ووصل به الامر اخيرا الى الموافقة على انتشار الجيش اللبناني في الجنوب لانه ( جيش وطني) علما انه كان يعارض ذلك قبل ايام فحسب..
حسن نصر الله في خطابه الاخير اضاف خدمة أخرى الى خدماته المجانية ( وربما ليست كذلك) لاسرائيل. فقد دعا عرب مناطق 48 الى ترك منازلهم ومغادرة اسرائيل بحجة انه يتردد في قصف المدن الاسرائيلية ( وخاصة حيفا) لوجود عدد كبير من العرب فيها.
انها حجة اراد بها حسن نصر الله ان يخفي أو يداري خيبة جنوده وصواريخه التي تسقط ( عامي شامي) على رؤوس عرب اسرائيل لانهم الاقرب الى الحدود مع لبنان، ناسيا ان قناتي العربية والجزيرة نقلتا منذ اليوم للحرب اجواء حيفا والمصانع والمرافق الحيوية فيها والتي تخطئها صواريخ حزب الله. وبدل من استهداف المناطق اليهودية والمساحات الشاسعة التي تترامى فيها، نرى صواريخ حسن نصر الله لاتقع في اغلبها الا في المناطق العربية والقرى العربية الصغيرة وتقتل السكان العرب ( احداها وقعت على مبنى صحيفة الحزب الشيوعي الاسرائيلي( الاتحاد) وهي الجهة الوحيدة في اسرائيل التي تعارض هذه الحرب وتناصر العرب)، كما فعل صنوه صدام حسين حين كانت صواريخه تضرب قرى صغيرة في الضفة الغربية بدل ضرب تل ابيب ذات المساحة الكبيرة.

لعله من النافع ان نعيد الى الاذهان ان القومجية العرب والاسلاميين كانوا السبب الرئيسي في مأساة الفلسطينيين على مدى هذه السنوات. في الاربعينات وبعد بعض الخسائر التي منيت بها الجيوش العربية امام المسلحين الاسرائيليين، كان قادة هذين التيارين يحثون العرب على ترك اراضيهم والهجرة منها من خلال تهويل الخسائر التي منيت بها القرى العربية ( من مذكرات احد النشاشيبي على قناة الجزيرة القطرية). ونتيجة لهذه السياسة ( القومية العربية والاسلامية)الرعناء ضاعت اراضي واسعة من فلسطين ويعيش اهلها مشردين في كافة بقاع العالم في بؤس وشقاء. والحق يقال ان الشيوعيين الاسرائيليين ( يهودا وعربا) كانوا الوحيدين الذين يدعون العرب الى عدم ترك ديارهم وعدم الهجرة.
اي ان القادة العروبيين والاسلاميين خدموا آنذاك اسرائيل اجل واسمى خدمة.
في الستينات اوصى احد استراتيجيي دولة اسرائيل باستخدام سياسة جديدة تجاه العرب سميت ( الترانسفير) وملخصها تهجير عرب ال 48 الى خارج اسرائيل من خلال الاستيلاء على اراضي البلديات العربية وتضييق مصادر الدخل والعمل لدى العرب وبالتالي اجبارهم على ترك اسرائيل. والمتابعون للاحداث انذاك يتذكرون ان رؤساء البلديات العربية، كالناصرة مثلا ( وجلهم من الحزب الشيوعي الاسرائيلي) تصدوا بقوة لهذه السياسة وقادوا انذاك المظاهرات والاعتصامات التي توجت في الثلاثين من آذار عام 1973 بوقوع عدد كبير من الشهداء وتسمى الواقعة لحد الان يوم الارض.
ان حسن نصر الله في خطابه امس الى عرب اسرائيل ودعوته لهم الى الهجرة منها لفسح المجال امام صواريخه لقتل اليهود الباقين في اسرائيل انما يخدع بسطاء العرب واعلاميي الجزيرة، ويقدم اكبر خدمة الى اسرائيل ويفسح امامها المجال لتنفيذ سياسة الترانسفير التي خططت لها على مدى عشرات السنين.
خرب حسن نصر الله لبنان واعادها عشرات السنين الى الوراء وها انه يريد ان يضيع ما بقى من فلسطين......
من يخدم حسن نصر الله بسياسته الحمقاء هذه ؟؟؟؟؟؟

مالك حسن