ولا للحرب وسفك الدماء

اكيد هؤلاء المجانين الذين يضغطون على الرئيس مبارك حاليا من اجل طرد السفير الاسرائيلى من القاهرة والغاء اتفاقية السلام التى وقعتها مصر مع اسرائيل فى مارس 1979.. اكيد لم يشاركو فى اى حروب او رأو اهوالها وبشاعتها ووجهها القبيح..اكيد لم يمت لهم ابا او ابنا او شقيقا او قريبا او صديقا فى سيناء او على الحدود.. واكيد لا يعرفون معنى الحرب وتكلفتها الباهظة من الناحية البشرية والمادية وانعكاساتها الخطيرة والمدمرة على مستقبل البلد والشعب.

لقد سمعت عن محاولات بعض اعضاء مجلس الشعب المصرى ( معظمهم من الاخوان المسلمين) تجميع امضاءات مليون مواطن مصرى لمطالبة الحكومة بالغاء معاهدة السلام مع اسرائيل. وعلى افتراض انهم جمعوا توقيعات مليون او اثنين او حتى ثلاثة فهل يعنى هذا موافقة السبعين مليون او اكثر من المصريين على اعلان الحرب ضد اسرائيل ؟؟

اننى لااعتقد باى حال من الاحوال ان الغالبية العظمى من ابناء مصر يريدون الدخول فى حرب جديدة مع اسرائيل لانهم عانوا الكثير جدا بسببها.. ولايزالوا يعانون حتى الان من اثار هذة الحروب.

اننى اذكر هؤلاء المجانين الذين يدقون طبول الحرب الان بما كانت علية مصر قبل توقيع معاهدة السلام مع اسرائيل.. هل نسوا ان الذى كان يدخل الجيش فى ذلك الوقت لا يخرج منة الا اذا افتكرة ربة واخذ تصريح بلا رجوع الى السماء ؟؟ هل نسوا كيف كانت الحكومة تؤجل تنفيذ المشاريع وخطط التعمير والاصلاح الى ما بعد المعركة وكانت معظم الميزانية تخصص للجيش وشراء السلاح والمجهود الحربى ؟؟ هل نسوا ان مصر بعد انتهاء معارك 1973 كانت على وشك الافلاس وكانت قياداتها تستجدى حكام الدول العربية لمساعدتها على توفير الحد الادنى من احتياجات المواطن المصرى؟؟

هل نسوا الشوارع التى كانت غارقة بمياة المجارى ؟؟ وهل نسوا طوابير العيش والمجمعات الاستهلاكية وعدم وجود خطوط تليفونات ووسائل مواصلات كافية؟؟

لقد كانت اهم انجازات الرئيس الراحل السادات معاهدة السلام التى وقعها مع اسرائيل والتى اوقفت نزيف الدماء بين البلدين واعطت الفرصة للحكومة للتركيز على البناء والتعمير. وقد كانت الفرصة موجودة امام السوريين والفلسطنيين واللبنانيين فى ذللك لوضع نهاية لسفك الدماء واحلال السلام فى المنطقة العربية ولكنهم رفضوا واتهموا السادات بالخيانة. ولكن مع مرور السنيين ادركوا خطأهم.

لقد التزمت اسرائيل باتفاقية السلام التى وقعتها مع مصر رغم مشاعر العداء والكراهية التى يبديها بعض المصريين تجاهها..ورغم حالة البرود التى تنتاب العلاقة بين البلدين..ورغم تكرار عمليات تهريب السلاح عبر الحدود المصرية الى غزة.

ان السلام لم يضرابدا بمصالح مصر والشعب المصرى بل على العكس افاد مصر وشعبها اقتصاديا وسياسيا ولا ابالغ اذا قلت انة لولا شجاعة السادات وتوصلة الى سلام دائم مع اسرائيل لاشهرت مصر افلاسها منذ ربع قرن من الزمان.

اننى اعتقد انة من الجنون والخبل ان يصغى الرئيس مبارك لهذة الاصوات القبيحة الداعية للحرب او تستجيب الحكومة المصرية لضغوط الاعضاء الموالين للاخوان المسلمين او غيرهم...بل على العكس يجب ان نتمسك اكثر بالسلام. ويجب ايضا ان تقود مصر مسيرة السلام فى المنطقة العربية وتقوم بتشجيع الدول الاخرى على توقيع اتفاقيات سلام دائم مع اسرائيل حتى تتوقف هذة الحروب العبثية ونعطى الفرصة للاجيال القادمة للعيش فى سلام وحياة افضل.

اننى انتهز الفرصة كى اشيد بموقف الرئيس مبارك الذى كرر رفضة الدخول فى حرب جديدة ضد اسرائيل من اجل الدفاع عن حزب اللة فى لبنان او حماس فى غزة. ورفضة ايضا فكرة المقاطعة الاقتصادية لانها تضر بالدرجة الاولى المواطن المصرى الغلبان وليس اسرائيل او امريكا.


صبحى فؤاد

استراليا

[email protected]

21 اغسطس 2006