محمد موسى من هوليود:شارع طويل واحد هو شارع هوليود بولوفارد hollywood boulevard، وهو كل ما يمكن ان يطلق عليه مركز هوليوود، او على الأقل المكان الذي ينتشر فيه السياح ومروجي الجولات السياحية الى قصور نجوم السينما الكبار و المخفية على تلال مدينة لوس أنجلس القريبة. يحاول منظم جولتنا السياحية التخلص من من احد الأدلاء السياحيين اللجوجين والذي يحاول ان يقنعنا بجولة قصيرة على تمر على قصر مادونا في لوس انجلس!، دليلنا يسحبنا معه جهة سينما المسرح الصيني مشيرا الى الاثار التي تركها نجوم السينما الغابريين على ارضية الساحة القصيرة المقابلة للسينما الشهيرة التي تشهد احيانا العروض الأفتتاحية لافلام هوليوودية كبرى.

لا يخفي زميلي الصحفي الارجنتيني خيبته من تواضع الشارع الهوليوودي، زميل آخر يرد بان هناك بالتاكيد امكنة اخرى هنا تنتظر الأكتشاف، quot;لاquot; هذا كل شيء يرد عليه دليلنا السياحي واحد منظمي دورة الصحافة السينمائية التي نظمتها مؤسسة (فلم ميديا كمبشتون) الامريكية الصغيرة، هذا كل شيء يرددها (براين فريدالي) بابتسام هذه المرة، quot;اتفهم شعورك تماما quot;، quot; انا ايضا مررت بنفس الخيبة عندما حضرت الى هنا لاول مرة قبل عشر سنوات من شيكاغوquot;. quot;هوليوود التي نسمع عنها ونراها على الشاشات ليست مكانا مبهرا، هي مكان للعمل ولجولات سواح ياتون من كل مكان في العالم دون ان يكون شيء حقيقي ملموس يستحق الزيارةquot;. بعد شرح قصير للغاية عن الشارع الهوليوودي الشهير نتفق ان نتفرق على ان نلتقي بعد ساعتيين فقط قرب اللوحة الكبرى التي تعرض بوستر عملاق لفلم (قرصان الكاربيين الجزء الثالث) الذي عرض قبل اسابيع هنا في هوليوود.

شارع هوليوود بولفارد الذي تتوزع على جانبيه صالات قليلة للسينما ينتهي من الجهة الشرقية بشارع الغروب (Sunset Boulevard)، الجزء الشرقي من الشارع يمتليء بمحلات رخيصة لبيع تذكارات سينمائية وملابس ومطاعم وجبات سريعة. الجهة الغربية من الشارع والتي تنتهي بشارع (Vermont Avenue) بدا اكثر تنظيما واقل حياة تنتهي بعد عشرات الامتار من السينما الصينية بتقاطع مروري واحياء سكنية بدت بعيدة..جزء الشارع الشرقي كان الى اعوام قليلة سابقة مكان لتجمع بنات الليل وبائعي المخدرات وافاقيين من كل الانواع. يتذكر البعض بحب تلك الايام قبل ان تقرر حكومة بلدية المدينة اليمينة ازالة كل شيء من اجل تنظيف الشارع !

محلات التذكارات السياحية لاتمنح الكثير من الاختيارات ويغلبها الطابع التجاري المحض، هناك احتفال بايقونات هوليود السينمائية الكبيرة، صور بمختلف الاحجام لمارلين مونرو وجيمس دين ومارلون براندو، صاحب المحل يشير الى كنيسة ظهر برجها فقط من المكان الذي كنا نقف فيه quot;هناك تزوجت مارلين مونور بزوجها هنري ميلر، مارلين اذن قطعت بالتاكيد الطرق نفسها، هي كانت موجودة على الاقل لمرة واحدة عندما وقعت اسمها على اسمنت الساحة المقابل للسينما الصينية، المساحة التي وقعتها مارلين مونرو على يحظى بالاهتمام الأكبر من السواح وسط عشرات الكتابات لنجوم آخريين.

معظم ما تقدمه محلات التذكارات السياحية من صور لنجوم معروفين وتذكارات أخرى لا تغري كثيرا بالمشاهدة، عودة الى الشارع المعطى بالحجر الاسود الذي يضم عشرات النجوم واسماء نجوم معروفيين يفوق عددهم الالفين، التقليد الذي بدئته هوليود عام 1958 تحول الى اهم معالم الشارع اضافة الى المسرح الصيني، فكرة النجوم وشارع الشهرة (Walk of Fame) ابتكرها الفنان quot;أوليفر ويسميليرquot; (Oliver Weismuller) بتكليف من بلدية المدينة لاعطاء نوع من الخصوصية للشارع، الفكرة التي لاقت الناجح تتلخص ان نجمة واسم لنجم معروف في الشارع، النجم يحضر بالعادة احتفال وضع الاسم ليبقى الاسم والنجمة هناك لفضول وجولات السياح، شارع الشهرة تحول عام 1978 الى معلم اثري يجب المحافظة عليه.

الشوارع الفرعية القريبة من شارع هوليود بولوفارد تضم عشرات من الاستديوهات لشركات السينمائية الكبيرة، البنيات تبدو بجدرانها العالية والابواب المغلقة معزلة كثيرا عن حركة الشارع وتجمعات السواح وضجيجهم، لا يمكن الدخول لتلك الاستديوهات الا باذونات صعبة وباوقات محدده. خيبة الأمل من صورة هوليود الحقيقية وصورتها المتخيلة التي شكلتها مئات الأفلام والصور عن المدينة التي تنتج السينما والأحلام لاكثر من مئة عام تتلاشى سريعا ليحل بدل عنها شعور بالرضا، ربما هوليود يجب ان تظل مثل ما هي، غواية هوليود وسحرها تاتي من الشاشات البيضاء وحدها، لا عالم آخر لهوليوود خارج قصص الحب والعنف والقسوة التي قدمتها المدينة لاكثر من قرن كامل، هوليوود تتوهج عندما تنطفي الأضواء ويسقط ضياء المكائن على الشاشات البيضاء لتبدا الحكاية...