محمد عبد العزيز من القاهرة:الاحترام كلمة واحدة تحمل الكثير من المعاني الإيجابية، فالاحترام ينم على التقدم والتحضر، دليل على الرقي والذكاء، فمن يحترم الآخر، يجبر الآخرين على احترامه، والعكس بالتأكيد صحيح، فمن لا يحترم الآخرين، يدفع الآخرين إلى عدم احترامه.
وما حدث في الحفل الذي أقامه منتج فيلم quot;عمليات خاصةquot; منتج الكاسيت محمد عبد الحليم بالأمس ينتمي إلى النوع الثاني، فهو لم يحترم الصحفيين والإعلاميين الذين تمت دعوتهم إلى هذا الحفل، والذي أقامه بفيلته في طريق القاهرة الإسكندرية الصحراوي، بل وتؤكد إحدى الصحفيات أنه تطاول عليها وقال quot;اللي مش عاجبه يروحquot;، وبالطبع فإن بعض الصحفيين ndash;وليس حتى معظمهم- لم يتقبلوا عدم الاحترام الذي قوبلوا به من صناع العمل، وأصروا على الانصراف، في حين أن البعض الآخر قبل على نفسه ما حدث، واستمر في الاحتفال الذي كان من المقرر أن يعقبه عشاء فاخر وحفل غنائي لبطل الفيلم خالد سليم وبطلته نيكول سابا.

ابطال الفيلم مع اسعاد يونس

تبدأ القصة عندما وصلت الدعوة لبعض الصحفيين عن طريق الهاتف والرسائل الإلكترونية، لحضور مؤتمر صحفي وحفل غنائي بمناسبة الاحتفال بالانتهاء من تصوير فيلم عمليات خاصة، والذي يقوم ببطولته خالد سليم ونيكول سابا وتامر هجرس ونبيل عيسى، ويشارك في البطولة مصطفى فهمي، وكتب الفيلم عمر طاهر ndash;وهو صحفي في الأساس- وشاركه في الكتابة أحمد عيسى، مخرج الفيلم هو الفلسطيني عثمان أبو لبن، وكتب في الدعوة أن مكان التصوير والحفل في طريق مصر الإسكندرية الصحراوي وبالتحديد في الكيلو 170، وذلك في إحدى القرى السياحية التابعة لمنتج الفيلم، وخصصت أتوبيسات في أحد ميادين القاهرة من أجل نقل الصحفيين والإعلاميين لمكان الحفل، وحضر الصحفيون في موعدهم ndash;هناك من تأخر ربع أو نصف ساعة على الأكثر- ولكن المفاجأة التي كانت في انتظارهم أن منتج الفيلم أحضر quot;ميكروباصquot; لا يتسع إلا أحد عشر شخصا فقط، وهو بالطبع لا يكفي عدد الصحفيين الذين حضروا، وأضطر الصحفيون إلى الانتظار ساعة ونصف كاملة حتى تم إحضار سيارتين أخرتين لنقل الصحفيين، ذلك الأمر أخر موعد الوصول لمدة تزيد عن الساعتين، والمفاجأة غير السارة الأخرى كانت عدم وجود أي أحد من فريق العمل الذي كان يقوم بتصوير مشهد من الفيلم في الصحراء بعيدا عن مكان القرية، ولم يحضروا إلا الساعة الثامنة والنصف وسط سخط الصحفيين والإعلاميين على هذا التأخير، وأضف إلى ذلك أن نيكول سابا بطلة الفيلم كانت قد انصرفت لارتباطها بحفل أو فرح أو شيء من هذا القبيل، ووسط شحنة الغضب التي تملكت من الصحفيين اتجهت احدى الصحفيات إلى منتج الفيلم quot;أحمد عبد الحليمquot; معاتبة إياه على هذا التأخير، فقال لها quot;اللي مش عاجبه يروحquot;، وهو ما أثار غضب بعض زملائها وحدثت مشادة كلامية بين صناع الفيلم والصحفيين، ولكن عبد الحليم أكد على أنه لم يقل ذلك، بل قال لها إن سيارته تحت أمرها توصلها أينما تشاء، وهدأت الأمور مرة أخرى بفضل الجهود التي بذلها عبد الجليل حسن المستشار الإعلامي للشركة العربية المسئولة عن توزيع الفيلم، والذي كان طوال الوقت يحاول تهدئة الصحفيين الثائرين، الأمر الآخر الذي أثار الصحفيين أن أبطال الفيلم ndash;النجوم البراقة أمثال خالد سليم وأمير كرارة ونبيل عيسى وممثلة شابة لم نعرف اسمها- اتجهوا مباشرة إلى التصوير مع القنوات الفضائية، متجاهلين الصحفيين الحاضرين منذ أكثر من 4 ساعات ينتظرون النجوم الكبار، ثم حان وقت تقطيع التورتة، وتعامل المخرج مع المصورين بشكل راقي وفي الميكروفون، عندما طلب منهم الابتعاد عن التورتة كي يتم التصوير قائلا quot;إذا لم تبتعدوا فلن نفعل شيء وسنمشيquot; ndash;وهو ليس تهديدا بالطبع فلم يكن يحمل معه المسدس الخاص به ولا نستطيع أن نظلمه- فامتثل المصورون لأمر المخرج، ثم اكتمل الأمر عندما أشيع أن خالد سليم سيذهب لشعوره بالإرهاق، ولكنه عاد مرة أخرى لحضور المؤتمر الصحفي الذي قاطعه بعض الصحفيين، وهنا انتظر النجوم اللامعون الأسئلة من الصحفيين، ولكن يبدو أن الصحفيين نزل الوجوم عليهم، بعد أن قال تامر هجرس إنه جوعان ومصاب بالصداع ولا يستطيع الكلام، ولم يتوجه أحد من الصحفيين بأسئلة، فبدأ أمير كرارة ndash;ذو الدم الخفيف جدا- في الحديث ووجه الأسئلة إلى زملائه ومخرج العمل، أما الصحفيون الذين قاطعوا الحفل فقد كان همهم الأول هو البحث عن سيارة لكي يخرجوا من هذا المكان، وهو ما قوبل باستنكار من صناع الفيلم ومنتجه متسائلين عن السبب في غضب الصحفيين ndash;الصحفيون السيئون ذوي النوايا السيئة- طالبين منهم إكمال الحفل وحضور المؤتمر الصحفي، وبعد محاولات عدة ومستميتة من الصحفيين من أجل الخروج من الصحراء التي نقلوهم إليها، وبعد أن حاول أحد الصحفيين الحديث في الميكروفون مطالبا المنتج بسيارة تنقلهم للخارج، حاول المنتج الفني للفيلم ياسر صلاح ومعه عبد الجليل حسن المستشار الإعلامي للشركة العربية تهدئة الأوضاع بشكل مهذب، ولكنه لم ينجح في ذلك، ولكنه لبى طلبهم في توفير سيارة للخروج من هذا المكان.

نجوم العمل ضجرون من الفوضى ايضا


اكتشف الصحفيون أيضا أن الخبر الذي أرسل لهم من الشركة المنتجة مسبقا بأن هناك فريق فرنسي متخصص في مشاهد الأكشن سيحضر إلى القاهرة من أجل تنفيذ مشاهد الأكشن في الفيلم، لم يكن إلا فرقعة إعلامية، وأن المخرج العبقري عثمان أبو اللبن صمم على تنفيذ هذه المشاهد بنفسه، ساخرا من فكرة استقدام فريق أجنبي من أجل تنفيذ هذه المشاهد، فهو مثلما أخرج من قبل فيلم الأكشن الكبير quot;أحلام عمرناquot; ndash; والذي كان به سمكة قرش مفترسة في المياه وظهر جدا في الفيلم أنها بلاسيتك، مجرد لعبة- سيخرج هذا الفيلم أيضا، كما أن هذا اليوم لم يكن اليوم الأخير من الفيلم، ويتبقى من زمن التصوير ستة أيام أخرى وهي مشاهد تفجيرات وحادثة على كوبري 6 أكتوبر، وبعض المشاهد الخارجية الأخرى.
الطريف في الأمر أن شقيق المنتج وأثناء انتظار الصحفيين للسيارة بعد خروجهم من بوابة القرية طلب من أفراد الأمن الموجودين على البوابة عدم السماح لأي شخص من الدخول للقرية إلا عبد الجليل وياسر صلاح، أي أنه طلب منع الصحفيين المارقين السيئين من العودة مرة أخرى للقرية، من أجل منعهم من المشاركة مع زملائهم الذين بقوا في المؤتمر الصحفي أو حفل العشاء الفاخر أو الحفل الغنائي للمطرب الفنان النجم خالد سليم.
خرج الصحفيون التسعة، لم يرضوا أن يتحملوا ما حدث لهم، لم يهمهم الخروج بحوار مع فلان أو علان، فقط حافظوا على ما تبقى من كرامتهم، وحافظوا على البقية الباقية من شرف الصحفي وشرف مهنة الصحافة، وصمموا على مواجهة عدم الاحترام بمزيد من احترام الذات.


[email protected]