اندهشت كغيري من القراء بمقال السيد شربل بعيني بموقع إيلاف يوم الجمعة 19 أغسطس، تحت عنوان "عورة المرأة العربية وقضايانا المصيرية". فالسيد شربل بعيني الذي ينحدر من لبنان، ومن الطائفة المتحررة نسبياً فيه، والذي يعيش في أستراليا، كنت أتخيله أن يكون أوسع أفقاً مما بدا لنا بعد قراءة المقال المذكور. ورغم كل العوامل التي توفرت للسيد بعيني ليرى الأشياء بمنظار يختلف عن منظار الملالي الداكن، فقد اختار أن يلبس نفس المنظار الذي يحجب نور العقل فيضطر معه على الاعتماد على العاطفة والغريزة لترشده. وبما أن العاطفة تشجع على الانفعال، فقد انفعل السيد بعيني وربط بين عضو المرأة التناسلي وبين القضايا العربية المصيرية فقفز بين ليلة وضحاها من مرفأ سيدني و" بيت الأوبرا" الذي يسمو بالعقل والحواس، إلى أيام الدولة العباسية التي كان جل همها أعضاء النساء التناسلية، كما أثبت لنا الخليفة هارون الرشيد، الأمر الذي دفع بالخليفة المعتصم إلى غزو بيزنطة ليحمي العضو التناسلى العربي عندما تعرضت إحدى النساء العربيات إلى الاغتصاب فصاحت "وامعتصماه" فصاح المعتصم "لبيكِ" وجعل من فرج هذه المرأة قضية مصيرية كان يمكن أن تؤدي إلى هزيمة الدولة العباسية.
وحتى يخفف السيد بعيني من وقع الصدمة علينا، قال: "كنت وما زلت من أكثر المطالبين بحرية المرأة الشرقية، شرط أن لا تتنافى مع الآداب العامة وأن لا تخدش الأعين والأسماع في آن واحد." ولأن السيد بعيني كان معتمداً على العاطفة في مقاله، فقد نسي أن يُعرّف لنا المرأة الشرقية التي يقصدها. ففي القرنين الثامن عشر والتاسع عشر قسّم الرحالة الإنكليز العالم إلى قسمين: شرقي وغربي Oriental and Occidental. والشرق يمتد من الصين واليابان إلى الشرق الأوسط، وما عداه غربي. فلا بد أن المرأة الشرقية التي يطالب السيد بعيني بحريتها هي المرأة العربية، أو المرأة المسلمة عامةً، لأن النساء الشرقيات الأخريات قد تحررن، بينما ظلت المرأة الشرق أوسطية، والمسلمة عامةً، ترزح تحت قيود الموروث. وهناك مشكلة أساسية في الشروط التي وضعها السيد بعيني على حرية المرأة الشرقية، فهو قد اشترط ألا تتنافى هذه الحرية مع الآداب العامة وألا تخدش الأعين والأسماع. فبأي مقياس نقيس الآداب العامة؟ فما هو مخل بالآداب العامة في الإسكندرية، وتوظف الحكومة المصرية "بوليس الآداب" من أجله ليمنع النساء من ارتداء البكيني ذي القطعتين، لا يُعتبر مخلاً بالآداب العامة على بلاجات بيروت، وكلاهما بلد عربي يقطنه نساء ورجال عرب. والذي يخدش الأسماع في ملبورن أو سدني، مثل إذاعة أذان صلاة الفجر على مكبرات الصوت، لا يخدش أغلب الأسماع في القاهرة، مثلاً. فلمن نحتكم في إرساء قواعد الآداب العامة التي نفترض ألا تتجاوزها حرية المرأة الشرقية؟
وانتقل السيد بعيني بعد هذه المقدمة القصيرة إلى التعميم في سلوك المرأة العربية فقال: "والظاهر أن الكبت الجنسي عند المرأة في البلاد العربية المتزمتة، قد ألهب فيها نار الجنون والإنفلات متى انتقلت إلى البلدان الغربية، فراحت تتصرف كما يحلو لها، غير عابئة بسمعتها وسمعة عائلتها." ولا نعلم لماذا اختار السيد بعيني أن يزعم أن الكبت الجنسي في البلاد العربية قد أثر في سلوك المرأة العربية التي تغادر وطنها لتعيش في الغرب، ولم يؤثر نفس الكبت على الرجال؟ فإذا كانت المرأة مكبوتةً في الشرق لا بد أن الرجل لا يعاشرها قبل الزواج وبذا يكون مكبوتاً، فهل ينخرط الرجال العرب في الممارسات المثلية أو التعري في الأماكن العامة في الغرب لأنهم كانوا مكبوتين، أم أنها المرأة فقط التي تفعل ذلك لأنها ناقصة عقل ودين؟
وكان السبب وراء انفعال السيد بعيني هو تعري امرأة عربية في واشنطن: " وهذا ما حصل مع فنانة تشكيلية سورية خلعت ثيابها، من الحذاء حتى القبعة، وراحت تتمخطر في ساحة (واشنطن سكوير بارك)، أمام أعين الإعلاميين والناس، من أجل إيقاف رحى الحرب الدائرة في فلسطين والعراق. هكذا والله. " وما كان السيد بعيني في حاجة إلى أن يحلف لنا، فقد رأى ، ربما معظمنا، المرأة على شاشات التلفاز. ثم قال السيد بعيني: " تصوروا أن عورة امرأة عربية ستوقف الحرب في فلسطين والعراق! وكأنها أول من ابتكر ثورة العري من أجل ألف سبب وسبب، دون أن يتوصل أصحابها إلى نتيجة مشرفة، غير السجن أو الشهرة الإعلامية، كالذي كسر مزراب العين تماماً ".
ونحن طبعاً لا نتصور أن عورة امرأة عربية سوف توقف الحرب في العراق، بل ربما تؤججها كما أججت عورة أختها الحرب أيام المعتصم، ولكن نقطة الماء إذا أُضيفت إلى نقاط كثيرة أخرى قد تجمع كميةً من الماء تكفي لما نريد، في حين أن النقطة الواحدة في حد ذاتها لا تفيد. والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن هو: لماذا كتب السيد بعيني عن عورة المرأة العربية التي كُشفت في واشنطن، بينما كشفت أكثر من عشرين امرأة أسترالية عوراتهن في سيدني في العام المنصرم ورسمن بأجسادهن العارية رمز " السلام " على أحد التلال، احتجاجاً على الحرب في العراق، ولم يكتب وقتها السيد بعيني محتجاً على كشف العورات. وفعلت نفس الشئ مجموعة من النساء في سان فراسسكو احتجاجاً على حرب العراق، وسارت مظاهرة للمثليين في سان فرانسسكوا في أيام الرئيس رونالد ريغن، تتكون من آلاف المتظاهرين من النساء والرجال الذين كانوا يلبسون ملابس عادية غير أن موخرة البنطلونات كانت قد قُطعت فبانت مؤخراتهم عاريةً. ولم يحتج السيد بعيني، ربما لأنه لم يشاهد هذه المسيرة على شاشة تلفازه. فهل عورة امرأة عربية واحدة تساوي أكثر من عورات كل هؤلاء النساء والرجال الغربيين؟
ويجب أن نسأل أنفسنا هنا: ما هي العورة؟ قاموس "لسان العرب" يقول: (كل خللٍ في شئ فهو عورة . والبيت غير المحروس من اللصوص عورة، فعندما هم النبي محمد بغزو الروم تخاذل بعض الأنصار وقالوا له إن بيوتنا عورة، فأنزل الله فيهم " أو يستأذن فريق منهم النبي يقولون إن بيوتنا عورة وما عي بعورة" . وقال الجوهري: العورة: كل خلل يتخوف منه من ثغر أو حرب ( يعني ثغرة الدفسسوار في حرب 1973 كانت عورة). والعوار: بفتح العين أو ضمها: خرق أو شق في الثوب. وفي الحديث النبوي" لا تؤخذ في الصدقة هَرمةٌ أو ذات عوار " فالبهيمة التي بها أي شئ يعيبها لا تؤخذ في الصدقة. )
وحتى اللسان يمكن أن يكون عورة، إذا نطق بالكلام النابي أو غير المهذب. وقال كعب بن سعد الفندي:
وأعلم علماً ليس بالظن أنه** إذا ذل مولى المرء فهو ذليل
وأن لسان المرء ما لم يكن له ** حصاةٌ على عوراته لدليل
فيتضح من شرح كلمة العورة أنها لا تقتصر على العضو التناسلي، فكل ما يشين هو عورة. وفي اعتقادي أن أكبر عورة للمرأة العربية، سواء أكانت في بلدها أو في الغرب، هي الجهل الذي يخيّم على أكثر من 60 بالمائة منهن. وفي مجتمعاتنا الحديثة يلجأ الناس إلى الأشياء غير العادية التي تجذب انتباه المارة، ليعلنوا عما يريدون. فالناس إذا اعتادوا على شئ أصبح طبيعياً بالنسبة لهم ولا يثير أي اهتمام. فالمظاهرات العادية والمسيرات ما عادت تجذب انتباه الناس، ولذلك لجؤوا إلى ما هو أكثر إثارةً منها. فمثلاً عندما اختارت مجموعة من عارضات الأزياء في نيويورك مقاطعة معاطف الفراءً، تخلصن من جميع ملابسهن وسرن على المسرح عرايا. وفي لندن عندما حاول الآباء المحرمون من رؤية أطفالهم بأمر المحاكم تغيير القانون، تسلقوا الأماكن الشاهقة في لندن مثل ساعة " بغ بن " و " العجلة الضخمة التي تُسمى " لندن آي " أي عين لندن. وفي كوريا واليابان يحرق المحتجون أنفسهم. وكل ما فعلته هذه السيدة السورية العربية، ولا ننسى أنها فنانة تشكيلية، والفنانون التشكيليون دائماً يبحثون عن غير المألوف، أنها خلعت ملابسها وكتبت بحروف كبيرة على ظهرها وبطنها " أوقفوا الحرب ". وربما غطت الحروف الكبيرة على الموضع الذي يسميه السيد بعيني " عورة " وما هو بعورة. وبما أن تعريف العورة هو كل خلل أو قبح بالشئ فإن الأعضاء التناسلية ليست بعورة إذ لا هي قبيحة ولا هي خلل بالجسم. والدليل على ذلك أن فقهاء المسلمين لا يعتبرون نهود الأمة عورة، وأنا أوافقهم على ذلك، لكنهم يعتبرون نهود الحرة عورة، وهو ظلم لها. فإذا كانت النهود عورةً لماذا ظل الشعراء العرب يتغزلون بها منذ أيام ما قبل الإسلام؟
وإذا أخذنا العرى من ناحية دينية، نجد أن الله قد خلق آدم وحواء عاريين وكان بإمكانه أن يخلقهم وعليهم ثياب. ثم أن أطفالهم من بنات وصبيان، لا بد أنهم كانوا عرايا إلى أن اكتشف آدم وحواء كيف ينسجان الصوف أو يدبغان الجلود لصنع الملابس. بل أكثر من ذلك كانوا يعاشرون أخواتهم وإخوانهم، وكان بإمكان الله أن يخلق عائلتين حتى لا يجامع الرجال أخواتهم. وإذا أخذنا العرى من ناحية التطور الطبيعي للإنسان نجد أن الإنسان في أفريقيا وأستراليا وأمريكا الجنوبية، كانوا لوقت قريب عراة بالكامل ولم يثر هذا المنظر اهتمامهم. بل حتى القرن التاسع عشر كان الناس في ما يُعرف الآن بكينيا، يسيرون عراة على شواطئ المحيط الهندي، لا بغرض التشمس ولكن من اجل اصطياد السمك. وعندما احتل الإنكليز كينيا فرضوا على الناس ارتداء الملابس. ودارت الدائرة وأصبح السياح الإنكليز يتشمسون شبه عراة على البلاجات الكينية. والفنان العظيم مايكل أنجلوا كان يرسم النساء والرجال عراة ونحت تمثاله المشهور "ديفيد" عرياناً وأظهر قضيبه كما رآه، وما زال السياح من جميع أنحاء العالم يزورون التمثال للتمتع بجماله. وفي كل الأقطار الأوربية نجد معاهد الرسم تستعمل موديلات عراة ليرسمهم الطلاب، ولا يستغرب الطالب ولا غير الطالب هذه الوسيلة من التعليم، ولا تثير فيهم أي شهوات. وهناك البلاجات المخصصة للعراة في كل الدول الغربية وحتى في جنوب أفريقيا، حيث يسير الناس عراة تماماً ويسبحون في البحر عراة ومعهم أطفالهم.
وما كنت أحسب أن السيد بعيني الذي يعيش في بلد غربي الثقافة يمكن أن يكون من أنصار نظرية المؤامرة الغربية على العرب والمسلمين، لكن يبدو أنه من المؤمنين، إذ قال: " وكون فنانتنا التشكيلية من تشكيلة عربية، وسورية بالذات، فقد اهتم بها الإعلام الغربي اهتماماً بالغاً، ليس إكراماً لعينيها، بل نكاية بعقليتنا المتخلفة، وبأمتنا العربية التعيسة، التي تدعي ما ليس فيها، وتتحجج بتخلفها من أجل الحفاظ على أخلاق أجيالها الطالعة، وليثبت للعالم أجمع أن أغلى ما نملك، كعرب، أصبح تحت الأضواء، ومكشوفاً للجميع، فلماذا التستر بالعفة، والإدعاء الفارغ بأن المرأة العربية أفضل، من ناحية التربية والأخلاق، من المرأة الغربية؟!."
وما دام السيد بكيني يعرف أن أمتنا العربية متخلفة وتتحجج بتخلفها للحفاظ على أخلاق أجيالها القادمة، لماذا يساعد الأمة العربية للتمسك بتخلفها بادعائه أن أغلى ما نملك هو عورة المرأة العربية. فما دامت هذه العورة هي أغلى ما نملك، ألا يحق لنا الفخر بها وعرضها على الأمم المتقدمة التي تعرض علينا طائراتها وكمبيوتراتها وغيرها، ونحن لا نملك ما نجاريهم به، ألا يحق لنا أن نعرض مثلهم أغلى ما نملك؟
ثم اتحفنا السيد بعيني بقوله: "صحيح أن هناك مسابح (بلاجات) للعراة، ونوادي أيضاً، ولكنني لم أسمع بأحد منهم سخّر الحدائق العامة لعورته إلا واعتقلته الشرطة، وحققت معه لساعات، وأخذت بصمات أصابعه العشر، وصورته كاللصوص والقتلة ومنتهكي حرمات الآخرين، وها هي حرمة أخرى قد انتهكت في واشطن دون أن تتوقف الحروب، أو تتحرر فلسطين أو العراق."
وهؤلاء الناس الذين يودون التعبير عن ما يؤمنون به لا يهمهم أن تعتقلهم الشرطة، بل يسعون لذلك لأن اعتقالهم يزيد من شهرة ما يودون الإعلان عنه. ففي إنكلترا تقوم منظمة "أصدقاء الأرض" كل عام أو كل عدة أشهر باحتلال محطات التنقيب عن الزيت في الشواطئ الإنكليزية أو اقتلاع الزرع الذي تقوم به شركات " تهجين الجينات " وفرحون عندما تعتقله الشرطة لأن ذلك يتيح لهم الظهور مرتين على شاشات التلفاز: مرة عندما تعتقلهم الشرطة، ومرة ثانية عندما يقدمون إلى المحاكمة. وبهذا تدوم قضيتهم في المجال الإغلامي أطول مدة ممكنة. والسيدة السورية لم تتعرِِ لتجلب الانتباه إلى نفسها بقدر ما هي ترغب في جلب لانتباه إلى الحرب العراقية وموت العراقيين بالآلاف.
ويقول السيد بعيني: "كفى متاجرة بقضايانا المصيرية، فلقد تعبنا من العروبة، والسياسة، والكذب، والطائفية، والعنصرية، والإرهاب.. والعري التشكيلي أيضاً. أخاف أن يقال يوماً أن بعض نسائنا قد ضربهن جنون البقر."
أليس هذا منتهى العاطفية وخلق القبة من الحبة؟ امرأة عربية واحدة تعرت في واشنطن فربط السيد بعيني تعريها بقضايانا المصيرية وخوفه أن يقول الناس إن النساء العربيات أصابهن جنون البقر، علماً أنهم لم يقولوا ذلك عن كل النساء الأوربيات والأستراليات اللاتي تعرين.
وعندما كتب القراء إلى السيد بعيني يحتجون على ما كتب، رد عليهم بمقال يوم 24 أغسطس في إيلاف فقال: " لذلك جاءت كتاباتهم إرتجالية، ومفعمة بالتطرف والتحدي، وبكثرة الأسئلة، كتساؤل إحدى القارئات عن المسافة التي أسمح لها بتعريتها من جسدها، هل تقاس بالأشبار، أم بالأمتار، أم بالأميال.. أم بالسنوات الضوئية؟.. وكأنني ولي أمرها، أو مخرج سينمائي تعاقد معها على تمثيل دور يجب أن تتعرى به كمرلين مونرو "
وهذا سؤال منطقي ليس من حق السيد بعيني الانفعال في الإجابة عليه، إذ أن السائلة أرادت أن تعرف إذا كان السيد بعيني سوف يهاجمها إذا سارت في "هايد بارك" مثلاً وهي ترتدي "شورت" Hot Pants " كما انتقد السيدة التي تعرت، أم أنه سوف يتقبل هذا المنظر ولا يكتب عنه؟ وما زال السيد بعيني، رغم سكنه في أستراليا، يؤمن أن المرأة العربية ما زالت قاصرة ويجب أن تستأذن من ولي أمرها فيما تلبس، وإن كانت أكثر تعليماً وثقافةً من ولي أمرها.
ثم زادنا السيد بعيني فقال: " أخبرني أحد الكهنة أن سيدتنا مريم العذراء قد أظهرت ثديها للعلن، وهي ترضع طفلها سيدنا يسوع المسيح، وهي من هي في السموات والأرض. أنا لم أقرأ القصة، ولكني سمعتها وسجلتها في ذاكرتي، كما أن هناك معبداً للسيدة العذراء يحمل اسم (سيدة البزاز)، وكل من يعلم من القراء مكانه، أو شيئاً عنه، أو عن القصة التي ذكرت سابقاً، أن يطلعنا على معلوماته لأهميتها. وقد لا أذيع سراً إذا قلت أن ملايين النساء في بلداننا العربية يرضعن أطفالهن في الشوارع والساحات، كما أرضعتني أمي تماماً، غير عابئات بنظرات المارة، الذين نادراً ما يلتفتون إلى ثدي أم مرضعة. "
ونزيده علماً بأن حواء التي سبقت مريم العذراء، عندما أكلت من التفاح وبانت لهما سوأتاهما طفقا يخصفان عليها من ورق الأشجار، وما زالت كل صور آدم وحواء تُظهرهما بورقة تين تغطي منطقة العضو التناسلي فقط ولا شئ على ثديي حواء. وحتى القرآن لم يقل إنها خصفت الصفق على ثدييها. وأما النساء العربيات اللاتي يرضعن لأطفالهن في الشوارع ولا يلتفت الناس إليهن، يثبت أن الناس إذا تعودوا على شئ أصبح طبيعياً لهم لا يثير فضولهم ولا شهواتهم. ولو سمح الناس من أمثال السيد بعيني للنساء العربيات بلباس البكيني أو حتى التعري، فسوف يصبح هذا شيئاً طبيعياً لا يلتفت إيه أحد.
وأخيراً وافق السيد بعيني أن من حق المرأة العربية أن تكشف ثديها لأنه ليس عورة، لكنه أفتى ومالك في المدينة، والفقهاء قالوا " لا يفتى ومالك بالمدينة " فهل استطلع السيد بعيني رأي المفتي العام الأسترالي في هذا التحليل قبل أن يصرح به؟