مستحيل أن تلبي الكفاءات العراقية دعوة رئيس الوزراء السيد نوري المالكي، ومستحيل أن تستجيب هذه الكفاءات لهذا النداء الكريم ما دامت شروط العودة معدومة، بل متطلبات العودة معدومة، ذلك أن الكفاء ة المخلصة لا تشترط، بل تتعامل مع العودة موضوعيا، والكفاءات العراقية مخلصة، لا تشترط، ولكن تنظر بعين موضوعية لهذه العودة، تلك العين التي سوف ترتسم أمامها دائرة مغلقة، نفق مغلق، بل دوائر مغلقة، و أنفاق مغلقة، ومن أ خطر هذه الدوائر سؤال يشخص بوضوح ونصاعة في مخيلة الكفاءة العراقية، حيث تسال وبكل شفافية، تُرى إذا عدت للعراق الحبيب مع من أتعامل؟
سؤال سوف يحير في الجواب عليه الكفوء العراقي وهو يريد العودة للعراق، وربما جوابه يكون في النهاية، هو البقاء في المهجر حتى تبرز كفاءات حقيقية في حكومة السيد المالكي كي يتعامل معها هذا الكفوء المسكين.

الحلقة الأولى

هذه الكفاءات سيدي رئيس الوزراء تتساءل، ومن حقها تتساءل، عن التنوع الذي يجب أن يتسلح به مكتبك الرئاسي العتيد، أين المستشار المسيحي؟ أ ين المسشتار الماركسي؟ أين المستشار الثقافي الذي يحمل شهادة في علم الأ جتماع الثقافي وليس شهادة المتوسطة أو شهادة الحوزة العلمية؟ أين المستشار المعروف في علم العلاقات الدولية؟
وهكذا تتكاثر الاسئلة في ذهن هذا الكفوء، ذلك أن الكفاءة تصاب بالدوار عندما تتعامل مع نماذج مُختارة حزبيا أو إسريا أو وجاهيا!
ترى مع من أتعامل؟
هكذا سوف يقول الكفوء، هكذا سوف تتساءل الخبرة، هنا، في السويد، يستقبلون الخبير بجمع من الخبراء، لا يُسأل عن دينه ولا عن حزبه، كما يفعل ( أحد ) كوارث الحزب الذي تنتمي إليه، والذي يخرج علينا في التلفزة ليحكي عن الإعلام وهو لا يجيد جملة عربية صحيحة المبنى والمعنى، يتشيط سيبويه في قبره العتيد، بل يصحح له الصحفيون لغته ومعلوماته، فيما جاء به معد البرنامج ليقيم العمل الإعلامي في العراق!!!
هل في مثل هذا العراق يمكن أن تعيش وتعمل وتبدع كفاءة؟
قرات بعض التعليقات على مقالي السابق، وكان بعضهم يشكل على دعوتك بحجة أراها منطقية للغاية، فهؤلاء يقولون من حقهم يقولون : كيف يمكن للسيد المالكي أن يفي بوعده، وهو صادق الوعد، ولكن مكتبه لا يضم أ كفاء، لا يضم مختصين، لا يضم أهل خبرة؟
ليست حجة بطران، بل حجة ناقد موضوعي، يدرك أن الكفاءة ليست مجرد عنوان لشخص، أو عنوان مهني، أو عنوان أكاديمي، بل هو مشروع كما بينت سابقا.

كيف يمكن لحكومة المالكي أن تسترد هذا الكم الهائل من الكفاءات ومكتب رئيس الوزراء خلو من الكفاءات؟ معادلة منطقية، ليس فيها جفاء، ولا تناقض، ولا تضاد، ولا تهافت، بل حق، وإنسجام، وتناغم، وتماهي بين المقدمات والنتيجة.
إن عودة الكفاءات سيدي رئيس الوزراء تبدا من إحداث إ نقلاب هائل في محيطك، إن ثورتك على محيطك هي البداية، ضع أمام عينيك تجربة عبد الناصر في سياسته مع الكفاءات، ضع أمام عينيك سياسة حافظ الاسد مع الكفاءات، أن حجة الفرض من الخارج مردودة، ذلك أنك أ مام مسؤولية ضخمة، مسؤولية عراق، مسؤولية أرض وسماء وماء وهواء وقبل ذلك بطبعية الحال بشر، فهل من الموضوعية والدين هو إبعاد كفاءات العراق يا ابا إسراء، وتسليم المسؤولية بيد مجربين؟ بيد محسوبيات ومنسوبيات، بيد حزب لم ينجح يوما في إستشراف مستقبل قريب فضلا عن مستقبل بعيد؟
مالك كيف تحكم؟

الكفاءات سيدي تحتاج إلى كفاءات، تتناغم مع كفاءات، وليس مع مجربين جدد، مع مفروضين بحكم الحزبية والعشائرية والاسرية، كفاءات حقا، تعرف أداب الكفاءة، وتفهم مستحقات الكفاءة، وليس مع من جادت الصدفة بمجيئهم، وليس مع من يخلو سوق الكتب من أثر لهم، ومن تخلو مكتبات العالم من خط لهم، ليسوا ممن أنعمت عليهم الايام ولم ينعموا على الايام، وكلامي واضح، ولا يحتاج إلى شرح وبيان.
عودة الكفاءات تحتاج إلى خطة، وكلامك الكريم كان عن خطة لإعادة الكفاءات العراقية، وهنا يحلو لي أن أسال، ترى من يضع هذه الخطة؟
نصيحتي لك أن تستعين بكفاءات من خارج حزبك، ومن خارج المحيط المفروض عليك، كفاءات علمية، بصرف النظر عن دينها ومذهبها وقوميتها وإتجاهها ا لأديولجي، بصرف النظر عن كيفية لبسها وما تأكل وما تشرب، بصرف النظر عن المدن التي تنتمي إليها، وإلا سوف تكون الكفاءات التي تنعم بالعودة على غرار الوضع الذي أُجبرت عليه، أي لا كفاءة.
خطة عودة الكفاءات يجب أن تقوم بها كفاءات، أن تضعها كفاءات، أن ترسم هيكلها ومضمونها وألياتها، وأهدافها كفاءات، كفاءات بعلوم المالية، وكفاءات بعلم التخطيط، وكفاءات بعلم الإدارة، وليس كفاءات بعلم التأمر الحزبي، أو كفاءات بـ ( علم ) تزوير الشهادات من أجل الفوز بعضوية مجلس النواب
يتبع.