استياء الشارع السعودي من خسارة الفراعنة لم يخمد :
شائعات وحملات مقاطعة تضع نجاح quot;شاعر المليون quot; على المحك

* الفراعنة: خسرت اللقب وكسبت حب الجماهير...

موقع الفراعنة يشن حملة قاسية ضد البرنامج
احتجاج جماهيري سعودي على نتيجة شاعر المليون

العميمي: لجنة التحكيم في شاعر المليون أنصفت

فهد سعود- إيلاف:يواجه القائمون على برنامج شاعر المليون الذي يبث من دولة الإمارات، برعاية مباشرة من الشيخ محمد بن زايد، ولي عهد أبو ظبي، حملة فريدة من نوعها، تحمل شعار: quot; قاطعوا شاعر المليونquot;. وتبنت منتديات شعبية سعودية ومدونات إلكترونية عديدة هذه الحملة على مدى الأيام الثلاثة الماضية، ودعت كافة شعراء السعودية إلى عدم المشاركة في النسخة الثالثة من البرنامج الذي حقق أعلى نسبة متابعة في الوطن العربي خلال الأشهر الأربعة الماضية.

الترويج لحملة مقاطعة ..

وتأتي هذه الحملة، بعد فوز الشاعر القطري خليل الشبرمي التميمي باللقب، بعد أن كانت معظم التوقعات تشير إلى فوز الشاعر السعودي ناصر الفراعنة، الذي شكل حضوره في البرنامج ثورة جماهيرية امتدت إلى كافة الدول العربية، خصوصا قصيدته التي استهل بها حضوره في البرنامج وهي قصيدة quot; ناقتي يا ناقتيquot;.

ولم يكن أمام السعوديين سوى تداول التحليلات والشائعات بعد إعلان النتائج مباشرة,ولعل ما حدث في الليلة الاخيرة جعل من لا يعرف التأويل يشارك،ومنها انقطاع الإرسال في الفترة المخصصة للشاعر عيضة السفياني والتي بررها القائمون على البرنامج في أحاديث صحافية بأنها بسبب انقطاع الإشارة مع القمر الصناعي، لكن مدراء محطات تلفزيونية استغربوا هذا العذر بالقول quot; كيف يستمر شريط الرسائل وشعار القناة ويختفي صوت وصورة السعودي عيضة السفياني. هذا الحدث الأول، أما الثاني فهو عدم تسليم ولي عهد أبو ظبي للراية.. اما الثالث فهو ما نطقت به المذيعة المقدمة للبرنامج حين قالت ببراءة : (حتى أنا مو مصدقة) !. مثلث الغموض هذا أصبح أركان تأويل في الشارع السعودي على الرغم من إيمان الكثيرين بشاعرية خليل الشبرمي واستنكارهم في الوقت عينه التغني بالجنسية القطرية وعدم الاعتراف بموطنه الأصلي.

استياء شعبي ..

شعراء سعوديون كثر، عبروا عن استيائهم الكبير ما حدث في الحلقة الأخيرة من البرنامج، بحلول السعوديين ناصر الفراعنة وعيضه السفياني في المراكز الأخيرة، معتبرين ذلك إقصاءً متعمدا للشعراء السعوديين من البرنامج لأسباب مجهولة، وطالبوا شعراء المملكة بعدم المشاركة في النسخ المقبلة من البرنامج، حتى لا يتعرضوا للموقف المحرج الذي تعرض له الفراعنة الذي بكى حزنا بعد إعلان الشبرمي الفائز بالبيرق.

quot;ناقتي يا ناقتيquot; وأطفال الخليج

وحُجة المطالبين بالمقاطعة، أنه إذا كان الفراعنة، الذي حفظ قصائده الصغير والكبير، ووقف له جمهور مسرح شاطئ الراحة أكثر من ثلاث مرات، لم يتمكن من تحقيق اللقب، فهل سيأتي سعودي آخر ويحقق في الأعوام المقبلة، مالم يستطع تحقيقه quot; فرعون الشعرquot; كما يحب جماهيره أن يلقبوه. وليست الجماهير فحسب ،فالأطفال خصوصاً والخليج بشكل عام أصبحوا يسمعون مطلع قصيدتي الفراعنة quot;ناقتي يا ناقتيquot; و quot;دثريني يا منيرةquot; وكأنهما أغنية quot;افتح يا سمسم أبوابك نحن الأطفالquot;, وأصبح الآباء يفرحون بسماع القصائد على ألسنة أبنائهم وهو ما لم يحدث منذ حرب الخليج الثانية,حين كان الجميع في السعودية يتغنى بقصيدة الشاعر خلف بن هذال العتيبي والتي قال فيها quot;اذا دندنت طبلة الحرب دندناquot;.كل هذه العوامل مجتمعة جعلت الشارع يتساءل : هل كانت النتائج نزيهة؟.

أما ناصر الفراعنة نفسه فلم يصدق ما حدث، فجاء تصريحه بعد انتهاء البرنامج موازيا للحدث، حين قال: quot; الحمد لله على كل شيء لقد مثلت بلدي وقبيلتي وجمهوري أحسن تمثيل والجميع تفاجأ أكثر مما تفاجأت أنا بهذه النتيجة غير المتوقعة، وأنا خسرت البيرق وكسبت الجمهور العريض في منطقة الخليج والوطن العربي الذي وقف بجانبي وساندني طوال أيام المسابقةquot;، وأضاف الفراعنة في تصريحه المنشور في موقعه الرسمي على شبكة الإنترنت، quot; لا أعلم ما الذي جرى عند إعلان النتائج، الكل كان متوقعاً أن البيرق سيكون من نصيبي، لكن الاستغراب كان واضحا على كافة الحضور والمشاهدين وليس مني فقطquot;.

لجنة التحكيم ترد

ولم تقف لجنة شاعر المليون أمام هذه المطالبات صامتة، خصوصا وأنها بدأت تنعكس سلبيا على البرنامج وعلى مصداقيته ، فأكد سلطان العميمي، أحد أعضاء لجنة تقويم الشعراء أن عملية التصويت جرت بشكل نزيه وعادل ولم يتدخل البرنامج في هذا الجانب إطلاقا، مؤكدا أنه ليس من مصلحة البرنامج الانحياز لشاعر دون آخر ..

وحول المطالبة بمقاطعة البرنامج قال العميمي إن مثل هذه المطالبات غير مقبولة إطلاقا، حتى وان كانت عاطفية، والشعراء السعوديون هم ركن رئيس من البرنامج مثلهم مثل بقية الشعراء، وطالب في تصريحه الذي نشر في صحيفة الشرق الأوسط الجماهير بعدم الانسياق خلف نظرية المؤامرة.

وكان من أبرز مآخذ المطالبين بمقاطعة البرنامج هو أن عملية التقويم لا تنطلق من أساس فني بحت، بل إنها مقسمة ما بين لجنة التحكيم والتصويت الجماهيري، وهو ما قد يظلم الشعراء حين يفوز شاعر لا يستحق اللقب لمجرد أنه حصل على أعلى نسبة تصويت، وطالبوا بأن تكون نسبة تصويت الجماهير تمثل 20% فقط من الدرجات، و80% تمثل رأي لجنة البرنامج حتى يكون هناك إنصاف للشعراء المبدعين والذين نالوا رضى لجنة التقويم في البرنامج.

وكان تركي فهيد السبيعي، قائد مجموعات التصويت للفراعنة، فقد لفت إلى أن النتيجة غير مقنعة ، فليس من المعقول أن تمنح اللجنة الفراعنة 46% وهي أعلى درجة تمنحها اللجنة للشعراء، ثم يكون تصويت الجمهور 2% فقط رغم أن التصويت له كان بأكثر من مليون ريال بالإضافة إلى تصويت بنصف مليون تم عن طريق الاتصالات اليمنية يضاف إليه تصويت الجماهير في المملكة. وأضاف: من الغريب أن تتلاشى جماهيرية السفياني أيضا في الحلقة الأخيرة رغم أنه حصل على أعلى نسب التصويت في الحلقات السابقة، جاء ذلك في حديث نشرته صحيفة الوطن السعودية، كما أكد أيضاً، وفي تصريحات لصحيفة الوطن، مدير العلاقات العامة والإعلام في شركة اتحاد اتصالات quot;موبايليquot; حمود الغبيني أنه تم إرسال أكثر من 112 ألف رسالة من السعودية خلال الأيام الثلاثة الأخيرة، مشيرا إلى أنه تم إرسال أكثر من 530 ألف رسالة للبرنامج خلال الشهر الماضي، للبرنامج.

كما رأى البعض أن القائمين على البرنامج، يعون جيدا الثقل الكبير الذي يمثله شعراء المملكة، في البرنامج، لذلك بات من الواجب عليهم أن يمتصوا غضب السعوديين، وأن يدخلوا التعديلات على طريقة اختيار الفائز ومنها تقليص دور الجهمور في التصويت لتحاشي الوقوع في مثل هذا المطب الذي تمثل بالتشكيك في مصداقية البرنامج التي تعد رأسماله، وأهم أعمدة نجاحه، فإن استمر التشكيك في مصداقية البرنامج، فإن مسيرة النجاح الكبيرة، التي تحققت له، في كافة أرجاء الوطن العربي، ستكون عرضة للخطر في المواسم المقبلة.

تحليل منطقي

الشاعر القطري حالياً السعودي سابقاً خليل الشبرمي أنصفته بعض الأقلام السعودية وبعض السعوديين الذين قالوا بصوت واحد : لو اتحد السفياني والفراعنة لما فازت دولة غير السعودية باللقب وهذا القول يؤكده ما قامت به كثير من القبائل بمساندات عشوائية لأفرادها المشاركين.

آخر إشاعات الحانقين : عناد الفراعنة !

هل تم إقصاء الفراعنة وأخبر بذلك مسبقاً؟. لا أحد يدري سوى الشارع السعودي الذي أصبح أفراده يتداولون هذه الشائعة في ما بينهم ويؤكدونها وكأنها خبر زيادة رواتب موظفي الدولة أو حوافز مالية لهم,وقصة العناد هذه هي أن لجنة التحكيم طلبت من الفراعنة أن يغير القصيدة لما تحتويه من هجاء لم يعرف من يقصد به فرفض ذلك ومن الأبيات التي أثارت الشكوك:

يا مكثرت الحكي والفعايل عوج هوج * * * لا يحذف الناس من كان بيته من زجاج.

في موقع ناصر الفراعنة يقول القائمون عليه في فيلم قصير قاموا بإنتاجه إن شعراء المسابقة لن ولم يستطيعوا أن يأسروا قلوب الناس مثلما فعل الفراعنة حتى لو بعد سبعين سنة ضوئية وأطلقوا على قصيدته quot;ناقتي يا ناقتيquot; بلقب عروس القصائد. وبالعودة إلى موضوع قصيدة الهجاء فإن الشائعة الرائجة هي أن اللجنة قالت للفراعنة : إما أن تغير القصيدة أو فلن تحصل على البيرق وعدم حصوله على المركز الأول أكد هذه الشائعة.

ويبقى شعراء السعودية ومن صوت للفراعنة ونفس الشاعر الفراعنة وقبيلته وكل المشككين في النتيجة يقولون إن الناقة التي دخل بها الفراعنة لقلوب الناس هي الأهم وهو ما ختم به الفراعنة مشاركته بقوله quot;ناقتي يا ناقتي ما عليك من الهروجquot;!. وهو ما اعتبره البعض ردا على تجاوزات لجنة التحكيم ضده.