أعراضها قليلة قبل سن الأربعين
أسباب الجلطة الدماغية وأضرارها (2)



د. مزاحم مبارك مال الله: إن أعراض الجلطة الدماغية قليلة قبل سن الأربعين ولكنها غير شائعة قبل سن الخمسين وهي تتمثل بـالسكتة الدماغية والتي تعني سرعة حصول الفقدان الوظيفي الدماغي البؤري (أي بؤرة أو مركز الوظيفة) وذلك بسبب الاحتشاء، ووجود بطيء في انتشار الإحتشاء (ويطلق عليها سكتة دماغية في طور النشوء)، والإحتشاء الوقتي السريع ويعود الوضع بعده طبيعياً بعد ساعة تقريباً، وفقدان الوظيفة الدماغية بشكل واسع في أنسجة الدماغ. واحدة أو أكثر من هذه الأعراض يمكن أن تكون الصورة المرضية، وبعد سلسلة من النوبات الإحتشائية الموقتة ربما يصاب المريض بالسكتة الدماغية الكاملة والذي هو أساساً سببه تصلب الشرايين. إن النزف أو الأورام الدماغية إضافة الى الإحتشاء ربما تكون من أسباب السكتة الدماغية،فإذا كانت بسبب الإحتشاء فقبل حصول الحالة بأيام المريض يعاني صداعا . أما الإصابة البؤرية فتحصل في أي وقت وربما يستيقظ المريض وهو مصاب بضرر ما.وهي تحصل خلال1ـ 2 ساعة مسببة الدوخة وعدم التوازن ولا تمتاز الحالة بصداع شديد.

هناك حالات من التشنج تشبه الى حدٍ ما نوبة الصرع. إن الصورة المرضية التي تحصل للجهاز العصبي تعتمد على موقع الإحتشاء.إن المنطقة التي يزودها الشريان المخي الوسطي هي الأكثر إصابة فالشلل النصفي يشمل الإتجاه المعاكس للجلطة من الوجهة والذراع والطرف، اما إذا كان الشلل سريع الحصول فهو في بداية الأمر يكون من النوع المطاوع ولكن التحدد والتيبس سرعان ما ينشأ.ومن ملامح الصورة وجود خدر نصفي وصعوبة بالتنفس في الجانب المشلول.أما إذا كان الإحتشاء يشمل مساحة واسعة من المخ فصعوبة النطق تكون إحدى صوره،ومن الصور السريرية للحالة التي يحصل فيها الإحتشاء بالشريان المخي الأمامي هو الشلل النصفي ويكون فيها الطرف الأسفل اضعف من الطرف الأعلى والذي غالباً ما يكون مصحوباً باختلال التبول وصعوبة بالتنفس،أما إحتشاء الشريان المخي الخلفي فإنه يمتاز باختلال حاسة الشم في كلا الجانبين،أما إذا شمل الإحتشاء ـ المهاد ـ(وهو جزء المخ الذي يسمى ثلاماس)فإن الضعف والشلل يحصل بالجانب المعاكس مع الخرف.
ومما يذكر فإن عشر حالات الإحتشاء تشمل الكتلة الدماغية تسبب صداعا شديدا جداً إضافة الى الشلل النصفي مع الدوار،ترنح،تقيؤ، الرؤية المزدوجة،مع عدم استقرار قزحية العين. إن الشلل والتأثير أحادي الجانب يشمل عصبا أو أكثر من الأعصاب القحفية وهو صورة حالة الإحتشاء التي تصيب جسم أو كتلة الدماغ.
أما حالة السكتة الدماغية في طور التكوين أو النشوء فتكون تدريجية وعدم القدرة في حركة الأعضاء تكون تدريجية وبالجانب المعاكس،وإن تدهور الحالة المفاجئ يشمل جميع أنحاء الجسم ولكن ليس مجتمعاً.إن الصورة المرضية تتكامل خلال 3ـ 4 أيام وأحياناً تستغرق أسبوعا أو أسبوعين.إن الصورة هذه ربما تعكس وجود ورم في المخ ما يعني احتمالية غلق الشريان السباتي.

أما حالة العوز الدموي(الفاقة)الوقتي فتحصل بشكل مفاجئ يتبعها رجوع وضع المصاب أو المريض الى وضعه الطبيعي خلال ساعة. معظم هذه الحالات تنتهي خلال دقائق معدودات ولكن يجب التعامل معها على أنها بداية لحصول سكتة دماغية حادة وقوية في الأشهر الستة القادمة. واذا استمرت الأعراض الى أكثر من ساعة فهذا مؤشر على حصول الإحتشاء. إن الأعراض تعتمد على موضع حصول العوز الدموي(أو الفاقة الدموية).إن فقدان النظر في عين واحدة مع شلل نصفي أو إختلال التحسس في الجانب المعاكس من الجسم هي أعراض العوز الدموي في الشريان السباتي.أما العوز الدموي في الشريان الفقري أو القاعدي فيسبب اختلالا بالتوازن،النظر المزدوج،خدرا نصفيا مع فقدان الوعي.إن فترة وعدد حصول نوبات العوز الدموي متغيرة. بعض المرضى يعاني من النوبات خلال اليوم الواحد لفترة تقريباً أسبوع أو أكثر ومن ثم تتوقف هذه النوبات ولاتعاود الحصول لأشهر وربما لسنة.إن تكرار العوز الدموي سببه خثر دموية مختلفة الأحجام تغلق الشرايين الدماغية الصغيرة أو الكبيرة ربما تكون ناشئة من كتلة دموية أكبر تفتت عنها.
هناك حالة نادرة ولكنها تحصل بعد إجراء التمارين بأحد الطرفين العلويين فنتيجة لتضييق الشريان تحت الترقوي والذي يؤثرفي الشريانين الفقري والقاعدي اللذين يحملان الدم الى الدماغ وبالنتيجة سيحصل العوز الدموي الوقتي بصورة مرضية يطلق عليها(متلازمة العوز الدموي تحت الترقوي)،وعندها فالمريض سيعاني ازدواجية النظر والترنح.
وفي حالة تصلب الشرايين المخي الواسع،فإن نقصان الدم في الدورة الدموية المخية يكون بشكل تدريجي مسبباً ضمور الدماغ مؤثراًفي وظائفه الحيوية اضافة الى تأثيرات حركية عديدة.إن علامات الخرف تظهر بصورة جلية وتصاحبها اختلالات التوازن مع شلل رعاشي.إن هذه الصورة تتزامن معها التأثيرات النفسية والعاطفية لدى المصاب مع صعوبة في النطق والبلع وتراجع بعفوية المريض وفي حركته وتكون أقرب الى صورة الباركنسون.

الخثرة الدموية المخية:
لازالت المعلومات قليلة عن دور الخثرة المخية في آلية حصول الإحتشاء الدموي الدماغي ولكن بعض الدراسات يعزيها الى التجلطات القلبية أو الى الكتل الدموية الحاصلة في شرايين الرقبة والصدر . إن العجز الحاصل والذي سببه تمركز خثرة دموية في الشريان المخي،ربما يكون عجزاً مفاجئاً جداً.ويعتقد العلماء أن عدم إنتظام ضربات القلب وإرتعاش الأذنين التي تلازم أمراض القلب الروماتزمية والإحتشائية ربما تؤدي الى حصول الخثرات المخية.ومن المهم جداً إجراء فحص العين بناظور العين وذلك لاكتشاف الخرات الدموية في الشبكة الدموية والخاصة بشبكية العين إذ إن تلك التخثرات ربما تسبب العمى.إن مصادر التجلطات المخية هي الخثرات الدموية الناتجة من احتشاء العضلة القلبية،إصابة الصمام القلبي الروماتزمي،إلتهاب جدار القلب الداخلي والورم الشرياني الهلالي.

إلتهاب الشرايين المخية:
إنها حالة ليست بالنادرة وهي أحد الأسباب المهمة في حصول الإحتشاء المخي،هذه الإلتهابات تحصل في حالات داء الذئب الاحمراري،إلتهاب الشرايين التعددي العُقد مع تقدم العمر،إلتهاب الأوعية الدماغية السفلسي،إلتهاب الشرايين التدرني وفي حالة إلتهاب ذات السحايا.

أسباب الجلطة الدماغية وأضرارها (1)