سمير عطا الله

اعتدت في مقابلة الشيخ خليفة بن سلمان، رئيس وزراء البحرين، على إيقاع واحد مهما تعددت القضايا. دائما كانت هناك، للأسف، هموم عربية كبرى. ودائما كان يتطلع من نافذة مكتبه ويتساءل: laquo;ماذا تحمل الأيام لهذه المنطقة الهادئة؟ مرة يهددنا التلوث السياسي، ومرة يهددنا التلوث البيئي. ومرة يريدون أن يغيروا قوانيننا وتقاليدناraquo;.

ولكن أيضا كان الشيخ خليفة يتطلع من النافذة، ويهدأ، ثم يقول laquo;لدينا شقيقة كبرى نتطلع إليها في ساعات القلق ونشعر بالطمأنينة. ليس منذ اليوم. لقد ذهبت يافعا مع والدي، يرافقنا الراحل يوسف الشيراوي، لزيارة الملك عبد العزيز. وكانت هناك بعض المسائل المعلقة مع المملكة. والأجنبي يحاول أن يحرك الفرقة. وقبل أن نعود قال الملك للوالد: لا تكون بينكم وبيننا مسألة معلقة واحدة. ولا خلاف واحد. المرء كثير بأخيهraquo;. هذه المرة قال الشيخ خليفة: laquo;كل مرة نتحدث عن شجون الأمة. وما أكثرها. كيف رأيت البحرين هذه الزيارة؟ أين ذهبت حتى الآنraquo;؟ قلت، إن البحرين مثل لبنان، تشعر وأنت تعبرها كأنك تحتضنها، ويؤسفني أنني كلما جئت أرى عدد النخيل يقل.

قال الرجل: laquo;الدول رعية أولا. ومقتضى الرعية فوق مقتضى الحنين والجماليات. هل تعرف أنني تلقيت من الأمم المتحدة أحب الأوسمة إلى صدري والى قلبي عندما منحت جائزة الشرف للمجمعات البشرية؟ إنها الحرب الوحيدة التي تستطيع الدول الصغيرة إعلانها والانتصار فيها. الحرب من أجل بلدكraquo;.

العام الماضي منحت الجائزة لكارل غوستاف، ملك السويد. وقبلها لملك تايلاند والرئيس الراحل رفيق الحريري laquo;تقديرا لمساهماتهم المميزة في تحسين المستوطنات البشرية من خلال تخفيف وطأة الفقر وتوفير المسكن للفقير والمحتاجraquo;.

وقد أنشأت الأمم المتحدة برنامج المجمعات الذي تبلغ موازنته 300 مليون دولار، العام 1979 وإذ أعطيت عن 2006 إلى رئيس وزراء البحرين قالت الأمانة العامة في منح الجائزة إنها تقدير laquo;لجهوده المستمرة في رفع مستويات المعيشة لجميع البحرينيين مع تركيز مثمر على تخفيف الفقر وتحديث البلادraquo;. وقد أخضع البرنامج الدولي حركة التنمية العمرانية في البحرين للمراقبة منذ العام 2000.

ألا تقلق الشيخ خليفة تطورات المنطقة؟ laquo;من منا لا يقلق؟ لكن إذا عرفنا كيف نحدد مهامنا عرفنا كيف نفي بمسؤولياتنا. أمامنا عمل طويل. ومواردنا محدودة لكن خير الله وفير. لا بد لمسيرة التنمية من أن تتقدم. لا نريد أن يبقى مواطن واحد بلا عمل أو دون مسكن لائق أو حياة كريمة. هذا كان التحدي دائما وهكذا سوف يظلraquo;.