إقرأ أيضا

سورية تواجه امتحانًا صعبًا في مجلس الامن

فالح الحمراني من موسكو: تتطلع الاوساط المعنية بالشؤون العربية في موسكو الى الموقف الذي ستتخده روسيا خلال اجتماع مجلس الامن الدولي اليوم لبحث مشروع القرار الاميركي الفرنسي الذي يطالب بفرض عقوبات على سوريا والتداعيات التي سوف يفرزها. وتجد روسيا نفسها في موقف محرج انطلاقا من حرصها على عدم المساس بسوريا وعلى عدم تعكير اجواء علاقاتها مع الغرب. وترتسم الخيارات امام روسيا اما بقبول اصحاب مشروع القرار المطروح اجراء تعديلاتها المقترحة لتخيفف حدته او استخدامها الفيتو او طرح مشروع بديل عنه، او انها ستلجأ الى خيار الامتناع عن التصويت لتجنب مواجهة مع اميركا، هي بغبر حاجة لها اليوم.

ويرى مراقبون انه واذا لم تستخدم موسكو حق النقض الفيتو وتسمح بتبني قرار ضد سوريا فانها تجازف بفقدان اخر جسر امامي لها في الشرق الاوسط. والحديث في هذه الحالة يدور حول القاعدة البحرية الروسية الوحيدة على المتوسط في طرطوس السورية اضافة الى الاستحقاقات المالية والتجارية المطلوبة من سوريا لموسكو، وتتسائل صحيفة كوميرسانت عما اذا ستواصل سوريا بعد ذلك تسديد الديون الروسية المتربة عليها والبالغة 1.5 مليار دولار. وسيتعرض برنامج التعاون الحربي التكنلوجي للاعوام 2004 2008 للخطر ايضا. فوفقا لتقديرات خبراء عسكريين ان حجم المبيعات الروسية من الاسلحة وقطع الغيار والمعدات الاخرى لسوريا ستبلغ في غضون الاعوام الخكسة القادمة من 2.5 الى 3 مليار دولار.
وقالت الصحيفة ان موسكو سعت بكل ما وسعها لاقناع الشركاء الغربيين بان تبني قرار ضد سوريا مسالة غير مناسبة.وقالت ان الدبلوماسية الروسية اقترحت توسيع صلاحيات لجنة ميليس وارغام سوريا على التعاون التم معها. وحسب مصادر الصحيفة فان موسكو نصحت الرئيس بشار الاسد اظهار الاهتمام في البحث عن مرتكبي جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري، ولهذا الغرض تشكيل لجنة مستقلة. وهي الخطوة التي اعلنت عنها دمشق مؤخرا.

ولاحظت ان اصحاب مشروع القرار لم يخففوا من مواقفهم بعد تشكيل اللجنة.ووفقا للصحيفة فان واشنطن تنظر الى عزل سوريا على انه بالدرجة الاولى ضربة توجه لايران لانها ستحرمها عن حليفها الوحيد.وقالت ان موسكو تدرك هذا جيدا لذلك فمن المستبعد ان تفرض الفيتو على القرار لانها ستدخل في مواجهة مع اميركا.