عامر الحنتولي من عمان: يبدي الشارع الأردني مخاوف سياسية وأمنية واسعة حيال المعلومات التي تتردد أردنيا حول سعي مجموعة من رجال الأعمال العراقيين الشيعة المقيمين في الأردن اقامة مسجد للشيعة وملحق تابع له (حسينية) قرب السفارة الأميركية في في ضاحية عبدون الراقية غرب العاصمة الأردنية، اذ تؤكد مصادر أردنية لـ"إيلاف" ان السلطات الأردنية تتفاعل مع المخاوف الرسمية والشعبية ولم تصدر موافقتها للعراقيين بعد على اقامة هذا المشروع الديني للعراقيين في عمان على قطعة أرض بلغت صفقة شراؤها أربع ملايين دينار أردني، فيما قد تصل كلفة البناء وفقا لجهات عراقية في الأردن الى أكثر من ثلاثة ملايين أخرى في مشروع قد ينافس القلعة الأميركية في الأردن (السفارة) التي تعتبر أحد معالم الأردن منذ انشائها قبل أكثر من عشر سنوات.

وتقول مصادر أردنية ان سر التردد الأردني في الموافقة يكمن في خوف الحكومة والأجهزة الأمنية من ان يكون المسجد والحسينية مقدمة لإختراق ديني ايراني للأردن تصفية لحسابات وثارات بينهم امتدت لأكثر من ثلاث عقود تلت الحكم الإسلامي بنهاية السبعينات في طهران، لاسيما وان طلب ترخيص المسجد قد ترافق مع طلب آخر للشيعة العراقيين في الأردن لإفتتاح وترخيص جمعية تحمل اسم "جمعية الإمام الحسين".

وبحسب مصادر لـ"إيلاف" فإن الأردن الذي تعرض لثلاث هجمات ارهابية الشهر الماضي قد اعتقل سيدة كانت تنوي تفجير نفسها كشفت للمحققين الأردنيين عن دخول الخلية الإنتحارية للأردن بجوازات سفر مزورة، اذ تخشى السلطات الأردنية ألا يكون رجال الأعمال العراقيين أصحاب المشروع الديني عراقيين وانهم ايرانيين بجوازات عراقية للتضليل والتمويه على محاولات الإختراق الإيراني للأردن.

تجدر الإشارة الى ان العلاقات الأردنية الإيرانية كانت قد تعافت بعد الزيارة التاريخية التي قام بها عاهل الأردن الملك عبدالله الثاني للعاصمة الإيرانية طهران في العام 2003 التي هي الأول لملك أردني منذ حكم الشاهنشاه الفارسي رضا بهلوي، إذ لم يحرص الملك الأردني الراحل حسين بن طلال على اظهار أي ود للثورة الإسلامية التي وصلت للحكم في طهران بقيادة الإمام محمد الخميني، حيث وقف الملك حسين الى جوار النظام العراقي المخلوع ابان حرب الثماني السنوات بين بغداد وطهران.

وتبادلت عمان وطهران السفراء بعد زيارة ملك الأردن لإيران، ثم قامت الملكة الأردنية رانيا العبدالله بزيارة انسانية وتضامنية لمدينة بم التي ضربها زلزال مطلع العام 2004، لكن علاقات الأردن وايران انتكست ونقلبت رأسا على عقب اثر تصريحات لعاهل الأردن حذر فيها من "هلال شيعي" في المنطقة يمتد من ايران والعراق الى سوريا ولبنان، حيث هاجمت ايران تصريحات الملك الأردني، وتبعها القادة الشيعيين، حيث اضطر الأردن للتأكيد بأن تصريحات الملك غير موجهة للمذهب الشيعي بقدر ماهي تنبيه لخطر التدخلات الإيرانية في العراق.