بلير يدين "المذبحة" ويتعهد باصطياد المنفذين
أصداء تفجيرات لندنتخيم على لقاء البرلمانات العربية

إقرأ أيضًا

القاعدة أمرت في 29 أيار بمهاجمة أوروبا

أجندة أوروبية لاحتواء الإرهاب

أميركا تحقق في وجود خلايا إرهابية كامنة

الجزائر، لندن، وكالات: خيمت أصداء تفجيرات الخميس التي شهدتها العاصمة البريطانية على أعمال اللقاء الـ46 للبرلمانات العربية المنعقد في الجزائر الذي و يشهدحركة كثيفة من مختلف الدول العربية، و يهدف للبحث في تشكيل برلمان عربي إضافة إلى الأوضاع في العراق والسودان والمناطق الفلسطينية.
و شارك فيه عمرو موسى أمين عام جامعة الدول العربية علاوة على مندوبين من 20 دولة عربية. و صادق القادة العرب على أن يتخذ البرلمان العربي من دمشق مقرا له و أن يتم اختيار مشرعيه بالانتخاب ليكتسب الشرعية والشعبية على غرار البرلمان الأوروبي.

من جانب آخر، وصفرئيس الوزراء البريطاني توني بليرهجمات القنابل في لندنبـ"المذبحة القاتلة للأبرياء" و تعهد بأن تتعقب "تصطاد" بريطانيا المتشددين الاسلاميين المشتبه في مسؤوليتهم عنها.

بعد الإسلام عن الإرهاب
و أكد بلير أن بلاده فخورة بالمساهمة التي قدمتها الجالية المسلمة المقيمة في لندن، مشدداً على أن الإسلام بعيد عن الصورة التي يرغب الإرهابيون في رسمها عنه. و قال بلير إن بريطانيا بكل طوائفها مصممة على عدم الخنوع في مواجهة الإرهاب. و يأتي خطاب بلير بعد أربعة أيام من التفجيرات التي هزت أركان العاصمة البريطانية. و قد أدلى بلير بإفادته أمام مجلس العموم أعلن فيها النتائج الأولية للتحقيق في التفجيرات التي هزت العاصمة لندن يوم الخميس الماضي.

و قال بلير إن البحث عن المهاجمين الذين قتلوا 52 شخصًا على الاقل في ثلاث قطارات انفاق وحافلة من طابقين من أشد وأقوى عمليات البحث التي عرفتها البلاد.

الإمارات تشيد بموقف بريطانيا
من جهة أخرى، أشادت حكومة الإمارات العربية المتحدة بالموقف المسؤول الذي واجهت به بريطانيا الأوضاع بعد تفجيرات الخميس الماضي، كما عرضت على لندن المساعدة للكشف عن منفذي تلك التفجيرات. و أكد مجلس الوزراء الإماراتي في أعقاب اجتماعه الأسبوعي أن الطريقة التي أدارت بها بريطانيا الوضع المأساوي كانت محل تقدير الجميع. و أشاد المجلس بمواقف المسلمين في بريطانيا الذين بادروا بإدانة الإرهاب والتنديد بالجريمة البشعة.

هذا و قد أعلنت شرطة اسكتلنديارد أنها تجري اتصالات مع أجهزة الشرطة و الاستخبارات من 28 دولة علاوة على الانتربول و اليوروبول. و أوضحت متحدثة باسم سكتلنديارد أن اجتماعا عقد في لندن مع مسؤولين أمنيين من تلك الدول لاطلاعهم على مسار التحقيقات حتى الآن.

أكبر مشهد للجريمة
و وصف أكبر ضابط شرطة في البلاد الأنقاض التي خلفتها التفجيرات بأنها " أكبر مشهد للجريمة في التاريخ الانكليزي" ووصف الهجمات بانها "نموذج يدعو للرثاء لوحشية الانسان تجاه الانسان".

و قال مفوض شرطة العاصمة ايان بلير " اننا ننتشل اشلاء جثث..لا ننتشل جثثا بأكملها". و حددت السلطات هوية أول شخصين من الضحايا رسمياً وهما أم لطفلين و عاملة نظافة بالجامعة. و لكن عشرات الأسر مازالت تنتظر في قلق لورود أنباء.

و وجهت أم نيجيرية نداء مؤلما من اجل معرفة مصير نجلها البريطاني المولد بالقرب من موقع تفجير الحافلة حيث وضع الناس زهورا في ذكرى الضحايا.

إدانة
و قال بلير في مجلس العموم الذي خيم عليه الصمت في أول تعليق له في البرلمان على التفجيرات " اننا نعبر عن اشمئزازنا لهذه المذبحة القاتلة للابرياء". و أضاف "و سنتعقب اولئك المسؤولين..ليس فحسب الممجرمين بل و المخططين لهذا الهجوم الوحشي اينما كانوا و لن يهدأ لنا بال الى ان يتم تحديد هويتهم و مقاضاتهم بأكبر قدر يسمح به من الانسانية".

كان بلير في اسكتلندا يستضيف قمة الدول الصناعية الكبرى عندما ضرب المفجرون ضربتهم. و قال ان الهجمات ربما كان الهدف من توقيتها تعطيل القمة.

و قال للبرلمان مرددا التصريحات الحكومية السابقة " يبدو محتملا ان الهجوم قام به إرهابيون متطرفون إسلاميون من ذلك النوع الذي كان مسؤولا خلال السنوات الأخيرة عن موت العديد من الأبرياء." و قال مسؤولون أمنيون أوروبيون مطلعون على سير التحقيقات ان من يقفون خلف التفجيرات يحتمل انهم اعضاء في خلية محلية غير معروفة بمقدورها الحصول على متفجرات تستخدم في الأغراض العسكرية.

و قال كريستوف شابو رئيس وحدة تنسيق مكافحة الإرهاب الفرنسية و أحد خمسة مسؤولين كبار أرسلتهم باريس الى لندن عقب تفجيرات الخميس الماضي " المتفجرات مصدرها عسكري فيما يبدو و هو شيء يثير قلقا بالغا". و أضاف في مقابلة مع صحيفة لوموند الفرنسية " نحن اكثر تعودا على الخلايا التي تعد قنابل بدائية الصنع باستخدام مواد كيماوية... كيف حصلوا عليها؟".

و بدأ بعض اقارب المفقودين منذ الإنفجار في التعبير عن خيبة أملهم لأن المزيد من الضحايا لم تتحدد هويتهم. و في موقع انفجار الحافلة في ميدان تافستوك سعت ماري فاتاي وليامز للحصول على معلومات عن نجلها انتوني (26 عاما). و قالت وهي تنتفض في حزن " هذا هو اليوم الخامس..خمسة ايام..و نحن ننتظر لنعرف ما حدث لانتوني".

و جاءت من لاغوس الى لندن يوم الجمعة بعد ان علمت ان ابنها مفقود. و قالت و هي محاطة بالأصدقاء و أفراد الأسرة الذين يرفعون ملصقات لانتوني " كم من الدموع سنذرف..و كم من قلوب الأمهات ستنفطر..ان قلبي ينفطر في هذه اللحظة".

و كانت أول ضحية كشف عن هويتها رسميا هي سوزان ليفي (53 عاما) من هيرفوردشير بشمال لندن. و هي ام لطفلين كانت تركب قطارا في خط بيكاديللي الذي يربط بين ميدان راسل و محطة كينجز كروس في الذروة الصباحية. و قتلت جلاديس ووندوا و هي عاملة نظافة في الجامعة في تفجير الحافلة وفقا لما ذكره مستخدموها. و لم تعتقل الشرطة البريطانية أحدا حتى الآن كما قالت لسكان لندن الا يتوقعوا نتائج سريعة لعملية ملاحقة المهاجمين مما أثار مخاوف من أنهم يمكن أن يضربوا مرة أخرى.